الشتاء والجوع يهددان بلدتي مضايا والوعر

شتاء جديد يحل ضيفاً ثقيلاً على سوريا عموماً و المناطق المحاصرة خصوصاً، حيث أغلب تلك المناطق تعاني من شح كبير في مواد التدفئة من ( حطب , مازوت , غاز ) , يلجأ الكثيرون هنالك إلى تحطيب أثاث منازلهم لإستخدامه لأغراض التدفئة و طهي الطعام , ليس الأثاث فقط و إنّما أي شيء مصنع من مادة البلاستيك يتم حرقه في مكان ضمن المناطق المحاصرة مخصص لتحويل البلاستيك إلى ( مازوت، كاز، بنزين ) .

تتصدر بلدة مضايا و حي الوعر المحاصرتان قائمة الأسعار الأغلى عالمياً لمواد التدفئة، حيث يصل ثمن الليتر الواحد من المازوت في بلدة مضايا إلى أاكثر من 7500 ليرة سورية أما الطن الواحد من الحطب فأكثر من 700 ألف ليرة سورية أما الكاز فأكثر من 4000 ليرة سورية.

في الجهة الأخرى حي الوعر 350 ألف ليرة سورية لطن واحد من الحطب و 3000 ليرة سورية لليتر واحد من المازوت أمّا الكاز فأكثر من 1500 ليرة سورية .
جهاد إدريس ناشط في المجال الإعلامي في حي الوعر و عضو في لجان التنسيق المحلية عن مدينة حمص قال :
” يعاني حي الوعر من نقص حاد في المحروقات والنظام يمنع دخول أي نوع من المحروقات إلى الحي ومع دخول الحصار العام الثالث يلجأ الكثيرون من الأهالي إلى تحطيب أثاث منازلهم ليستخدموه في عملية التدفئة و الطهي حيث أنّهم استنفذوا كافة الأشجار التي كانت موجودة داخل الحي في العامين الماضيين”.

إقرأ أيضاً: تجارة الحصار والموت في مضايا برعاية حزب الله: الملح بـ 200$، والحليب بـ 150$

وفيقة هاشم ناشطة في المجال الإغاثي و عضو في منظمة السراج للتنمية و الرعاية الصحية داخل بلدة مضايا قالت :
“الكارثة قاب قوسين أو أدنى من الوقوع في بلدتي مضايا و بقين المحاصرتين، وصل ثمن الطن الواحد من الحطب مطلع الشهر الجاري إلى أكثر من 700 ألف ليرة سورية، و من الممكن أن يصل في ذروة الشتاء إلى أكثر من مليون ليرة سورية”.
و تضيف هاشم أيضاً: “العام الماضي قام المحاصرون بقطع كل أشجار حرش بقين و استخدموها في التدفئة و الطهي على مدار عام كامل، هذا العام عدد الأشجار المتبقي داخل المنطقة المحاصرة لا يكاد يكفي لأسبوعين، ما لم تدخل الأمم المتحدة بشكل جدي و تُدخل حطب التدفئة أو الفحم الحجري إلى المنطقة فإنّنا سنشهد كارثة مع حلول العاصفة”.

إقرأ أيضاً: طفل مضايا: شهيد الحصار!

تسعى كثير من المنظمات لتخفيف من أزمة المحاصرين داخل المنطقتين من خلال إطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي لتمويل الأنشطة الاغاثية هناك، ولكن مع شحّ تلك المواد و صعوبة تأمينها من الخارج يرى الكثيرون أنّ إطلاق مثل تلك الحملات لن يكون لهُ أي فائدة فالمال في مثل هذه المناطق ليس لهُ أي قيمة، والقيمة الحقيقية تكمن لتلك الحملات في حال تركيزها باتجاه الضغط على الأمم المتحدة لإدخال تلك المواد إلى المنطقتين!

السابق
الهجمة الإيرانية على لبنان
التالي
بعد استهدافه بعقوبات أميركية.. «المحيسني» يتبرأ من «فتح الشام»