حيّ الوعر آخر حصون حمص في وجه «التطهير»: المجزرة أو المغادرة

يتابع النظام السوري والميليشيات المتحالفة معه عمليات التهجير الممنهجة في منطقة الجنوب، فبعد إفراغ داريا من أهلها وثوارها، شنّت طائرته أعتى الهجمات على حي الوعر في مدينة حمص مستخدمةً مادة النابالم الحارقة والمحرّمة دولياً، ومنفذةً مجازر سقط ضحيتها عشرات المدنيين ومن بينهم الأطفال، ممّا أدى اليوم (الاربعاء) الوصول إلى مسودة اتفاق نهائي، هذا الواقع نفسه يتجسد بمعضمية الشام والتي بدورها سيتم تسليمها لقوات الاسد خلال أيام معدودة.

منّ النظام السوري والميليشيات التي تقاتل معه على حي الوعر المحاصرفي حمص منذ أربع سنوات والذي تعرض مؤخراً لقصف ممنهج، بهدنة ومدتها 48 ساعة. هي هدنة ليست انسانية، وإنّما لمساومة أهل الأرض على أرض، فيوقف القصف بخروج الثوار إضافة لنقاط عديدة توضح تآمر المجتمع الدولي على الواقع السوري.
مسودة الاتفاق ما زالت حتى اللحظة، محور نقاش، وفي حين أوردت بعض الوسائل الإعلامية أنّه قد تمّ الاتفاق، إلا انّ معلومات اخرى أشارت الى أنّ هناك انقساماً حوله.

الكاتبة الصحفية والمصورة جودي عرش زوّدت “جنوبية” بنص الاتفاق وبنسخة من التوقيعات، موضحة “الاتفاق الذي قدمه النظام مرفق بهدنة الـ48 ساعة للتفكير، واجتمع قادة الفصائل والمنظمات واللجان المدنية، وتداولوا في القبول به كونه الحل الوحيد لوقف الدم بعد المجازر التي سببها الطيران في اليومين السابقين”.


ولفتت أنّه “بعد تدخل الريف الشمالي وإعلانه رفض الاتفاقية أصبح هناك تردد في القرار وقررت اللجنة المفاوضة تقديم مقترحاً بديلاً عن الذي قدمه النظام يكون به الضرر أقل، وهم مجتمعون الآن ولم يصلوا لقرار نهائي”.
وتابعت عرش “هناك كما يبدو خطة تفريغ سوف تطال أغلب المناطق المحاصرة وأكثرها حساسية، ممّا يخدم مخطط التقسيم، في الوقت نفسه لم يُقدم للمعارضة اي دعم خارجي يمكنها من من الاستمرار بحربها ضد النظام في هذه المناطق”.
واضافت “نتأمل أن تتغير موازين القوى وأن لا يكون مصير أيّ منطقة مثل داريا أو حمص القديمة سابقاً، وأنا شخصياً أبني الأمال على الغوطة بأن لا يشملها المخطط”.

وفيما يتعلق بمخطط تهجير الثوار نحو الشمال واستهدافهم، والواقع العربي بين الخذلان والدعم، أشارت عرش “الشمال بدوره يتعرض للقصف، وهذا الأمر مطروح ما من شيء مستبعد ولكن المؤكد أنّ الثورة لن تنتهي وأنّ الظلم سوف يتم محوه بتحقيق الانتصار، وبالنسبة للمعارضة سواء كانت متفرقة أو مجتمعة حال القصف واحد وحال القتل واحد وكل سوري هو مستهدف بغض النظر عن هويته وحاضنته”.
مضيفة “التخاذل قد لقيناه عند الجميع انطلاقاً من الأمم المتحدة وصولاً لكل من رأى المجازر ولم يوقفها”.

وعمّا إن كان الجنوب سوف يشهد مفاجآت كما حدث في حلب، ختمت مؤكدة “كل شيء ممكن، كل منطقة في سوريا معرضة لمفاجآت سارة أو غير سارة وهذا ما نشهده منذ سنوات”.

إقرأ أيضاً: داريا من الداخل: تركت وحيدة والنظام هدد بالنابالم بغطاء دولي
من جهته الصحفي ياسر الرحيل عضو المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية أكدّ لـ”جنوبية” أنّه “رغم سيطرة الجيش السوري الحر أو ما يسمى قوات المعارضة على كل من داريا ومعضمية الشام والغوطة الشرقية وحي الوعر، والتي تشملها الهدنة الدولية مع قوات الأسد إلا أنّ الطيران الأسدي والروسي يستهدف هذه المدن حصراً ويسعى لحصارها، كون الجيش السوري الحر هو البديل الوحيد والممثل الوحيد للشعب السوري”.

ياسر الرحال
لافتاً أنّ “هذه الضربات ليست لمكافحة الإرهاب وحسب الاحصائيات التي قامت بها مكاتب حقوقية فإنّ قتلى القصف الروسي من المدنيين في سوريا يفوق قتلى المنظمات الإرهابية”.
وأوضح الرحيل أنّ “قوات الأسد مدعومة بالقرار الروسي وقوته العسكرية يعمل على إخراج الأهالي والثوار من مناطقهم، بالحصار والتجويع واستخدام الأسلحة المحرمة ثم التفاوض مع الأهالي للقبول بحق الحياة على اي أرض، ولكن الملفت أنّ هذا التهجير يكون تحت رعاية الامم المتحدة والمؤسسات المرتبطة بها، فالأمم مثلاً أنكرت معرفتها بحصار داريا وبالأسلحة المحرمة وهذا ما نفاه جميع الجهات الإعلامية والسياسية والتي تواصلت مع المكاتب التابعة للأمم وأبلغتهم بممارسات النظام والروس والميليشيات”.
وتساءل الرحيل، “إن كانت الأمم المتحدة صادقة لترفع الحصار عن حي الوعر ومعضمية الشام، بدلاً من أن تضطر هاتان المنطقتان للرضوخ للشروط التعجيزية التي يفرضها النظام والروس والتي سيكون نتيجة رفضها إحراقهما حجراً وبشراً”.

إقرأ أيضاً: من خان داريا: تركيا من جرابلس أم السعودية التي تخطط بالشمال؟

وعن الدور العربي ولا سيما التركي والسعودي، لفت “لهم الشكر على كلّ ما قدموه، المشكلة ليست بدعمهم وإنّما بصمت المجتمع الدولي عن المجازر التي ينفذها نظام الأسد والروس والميليشيات المذهبية”.

أما فيما يتعلق بواقع حلب، و وضع المعركة، أوض الرحيل “حلب من المدن الفاصلة والبارزة في معارك الجيش الحر ضد نظام الأسد، ولن تتوقف معركة حلب إلا بسقوط النظام الذي لم يتمكن من حصارها إلا بعد 4 أعوام، فيما فك الثوار حصارها بـ 6 أيام”.

السابق
البنتاغون يوجه إنذاراً ثانياً للاكراد للانسحاب الى شرق نهر الفرات
التالي
سقوط عنصر جديد لحزب الله في سوريا من بلدة بزيون