هل يعرقل «الفيتو الشيعي» تكليف الحريري؟

لا يبدو ان حزب الله انه هضم حتى الآن فكرة مجيء سعد الحريري رئيسا للحكومة القادمة التي سوف تفتتح عهد رئيس الجمهورية العتيد ميشال عون، فالحزب الذي كان تعهد للأخير انه سيقبل برئيس تيار المستقبل وبتكليفه ترؤس الحكومة في حال سمّاه رئيسا، الا انه لم يتعهد بجعل رئيس مجلس النواب نبيه بري يقبل ويوافق على هذا التكليف.

وقبل ذلك كله وعلى الرغم من تعهد السيد حسن نصرالله للرئيس ميشال عون بالقبول بتكليف سعد الحريري تشكيل الحكومة، أشارت معلومات عن أوساط قريبة من “حزب الله” حسب ما نشرت صحيفة الحياة عن فرضه لشروط تعجيزية، وفي مقدمة هذه الشروط:

أولها تفاهم الرئيس المكلّف مع الرئيس برّي، وإنهاء الجفاء بين الرجلين. لأن حزب الله ليس في وارد المشاركة في أية حكومة لا يُشارك فيها الرئيس برّي.
وثانيها تمثيل حلفاء “حزب الله” في 8 آذار من المسيحيين والسنّة والدروز في الحكومة العتيدة، وعدم حصر التمثيل المسيحي “بالتيار الوطني” و”القوات اللبنانية”.
وثالثها رفض الانصياع لأية ضغوطات أو “فيتوات” أميركية أو غربية على بعض الأسماء المرشحة لقيادة الجيش أو حاكمية مصرف لبنان، بما في ذلك رفض تدخل السفيرة الأميركية في بيروت إليزابيت ريتشارد.
ورابعها انتزاع تعهد من الرئيس الحريري بأن تسعى حكومته لإجراء الانتخابات النيابية وفق قانون انتخاب جديد يراعي مرتكزات النسبية، والقبول بتمديد تقني للمجلس، إذا ما اقتضت قضية إنجاز قانون الانتخاب لجهة النسبية ذلك.

إقرأ ايضًا: ايران تحتفي بالرئيس عون: انتصرنا على السعودية!
وحذرت أوساط “حزب الله”، من أن عدم الأخذ بهذه الشروط سيؤخّر إقلاع التشكيلة الحكومية وإصدار مراسيمها مما ينعكس سلباً على سمعة العهد، وجهود التوافق الوطني لنقل البلد من حالة إلى حالة.

هذه الشروط مضافا اليها شروط “سلّة” مطالب الرئيس نبيه بري الغاضب من ترئيس عون رغما عنه وهو حجب عنه اصوات كتلته في جلسة الانتخاب، فإن اوساطا مقربة من بري اكدت ان هذه “السلة “سوف تكبر اكثر بعد انتخاب عون رئيسا للجمهورية عقابا له على عدم أخذه بها قبل وصوله لقصر بعبدا، وشروط “السلة” اصبحت معروفة، وهي تتلخص بالاتفاق على قانون انتخاب، وعلى المحاصصة الوزارية وكذلك في المناصب العليا للعهد القادم.

ولما كان حزب الله قد فوّض الرئيس بري التفاوض عنه لتشكيل الحكومة، فان “الفيتو” الشيعي الغير معلن في وجه العهد الجديد اصبح واضحا وجليا، وسوف يتسبب بعرقلة انطلاق عجلة هذا العهد، وللرئيس بري ايضا الاحتجاج بـ”الميثاقية” من اجل تأمين عدم السير بتأليف الحكومة حتى تحقيق مجمل الشروط الشيعية.

اقرا ايضًا: عون حقق حلمه بالرئاسة متى يتحقق حلمنا بالإصلاح؟

وبذلك تبدأ مرحلة جديدة من مراحل التعطيل الدستوري، واذا كان عنوانها في المرحلة السابقة “الشغور الرئاسي” فانها ستكون في المرحلة اللاحقة “الشغور الحكومي”، وذلك بانتظار تحقيق الشروط التعجيزية للثنائي الشيعي الذي سيتذرع بالميثاقية وبسلة الرئيس نبيه بري وبشروط حزب الله، كلها شروط ستساعد على التملص من تعهد السيد حسن نصرالله لعون بالموافقة على تكليف الحريري، وبالتالي عرقلة هذا التكليف وربما اقصاؤه لاحقا.

 

السابق
بالصور:نائب رئيس الأرجنتين على «مقعدها المتحرك» والسعودية تستقبلها استقبالاً مميزاً
التالي
اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 3 تشرين الثاني 2016