الكآبة ولائحة الممنوعات تجتاحان الشعب الإيراني

ايران
90 % من الشعب الإيراني، لا يمارس نشاطا رياضيا منظما، 70 % من الشعب الإيراني يعاني من السمنة الزائدة، الشعب الإيراني أكثر شعوب العالم خمولا، وهو ثاني شعب في العالم بعد الشعب العراقي حزنا وكآبة.

هذه الإحصائية صدرت، بشكل رسمي، أمس، عن لجنة الرياضة والصحة النيابية في البرلمان الإيراني.

نائبة رئيس اللجنة لاله حاكمي، كشفت عن هذه الأرقام، أثناء مشاركتها في حفل اختتام فعالية رياضية في إحدى المدن الإيرانية، وقالت إن 10 % من الإيرانيين مرشحون سنويا لازدياد وزنهم بسبب الخمول وعدم انتشار ثقافة الرياضة اليومية، كما أن 10% إلى 15% منهم مهددون سنويا، بالإصابة بالسمنة المفرطة وما يصاحبها من أمراض، مثل السكري والضغط وتكدس الدهون وضيق الشرايين، مشيرة إلى أن 50% من المصابين بالسمنة هم معرضون للموت بسبب السكتة القلبية، وكشفت أن 50% من الإيرانيين يصابون بارتفاع ضغط الدم لدى بلوغهم سن 55.

مع انتشار أرقام الإحصائية على مواقع التواصل الاجتماعي، أدلى الشباب الإيراني برأيه في هذه الظاهرة الغريبة وأسبابها. وقد أجمع الناشطون أن السبب هو الإحباط والاستسلام وفقدان القدرة على التغيير أو حتى إحداث فجوة صغيرة في جدار الممنوعات التي تحاصر الشعب الإيراني.

فالشعب الإيراني يعاني حصارا نفسيا، مصدره لائحة الممنوعات الطويلة، التي تتحكم بسلوكياته، وتجعل حقه بحياة عادية أمرا شديد التعقيد، يؤدي إلى السجن أو القتل أحيانا.

اقرأ ايضًا: ثورة ضدّ الحجاب في إيران: لحظات حرّية مسروقة

كتبت إحدى الفتيات: أحلم أن أمشي في شوارع مدينتي بدون حجاب، أن أرتدي فستانا قصيرا بلا أكمام، دون خوف من ملاحقة شرطة الآداب. أشعر بالتفاهة، لكن هذا أقصى ما أحلم في الجمهورية الإسلامية.

وكتبت أخرى: أنا فتاة مسيحية، لا يحق لحكومتي أن تفرض علي الحجاب الإسلامي، أحلم أن أحتفل بالميلاد مع أبناء ديانتي، في الشارع، أن نرقص، نغني ونشرب الأنخاب، ألا تبقى الجدران شريكتنا الوحيدة فيه.

وكتب شاب: نحن شعب خامل؟ ليس صحيحا. نحن نحب الحياة والموسيقى والشعر والطبيعة والحرية، لكن الممنوعات تحاصرنا.

وكتب آخر: الحفلات الموسيقية ممنوعة، الأفلام السينمائية كما يريدها الرقيب الملتحي، المؤلفات والترجمات حسب ذائقة المؤسسة الدينية، الفضاء العام تحتله العمائم والشعارات المذهبية، التلفزيون والإذاعة مملان، لا ينقلان إلا خطب القائد وخطب أئمة الجمعة. أين يهرب الإيراني من هذه التنميط؟ إلى الثلاجة!

أحدهم كتب: أمي كانت بطلة رياضية قبل الثورة، الآن صارت بطلة المطبخ، كل يوم تسأل غوغل عن طبخة جديدة، هي تتسلى بالطبخ ونحن نتسلى بالأكل.

وكتبت إحداهن: الخروج من المنزل، في طهران، قصاص، عليك أن ترتدي قناعا حين تخرج، أن تتحول إلى شخص آخر لا يشبه الإنسان الذي في داخلك. في طهران، عليك أن تكون ثوريا، تحب القائد والحرس وتصفق للبرنامج النووي، وتفتخر بسيطرة إيران على جيرانها، إذا صعب عليك ذلك، تمترس في مطبخك واقض على “مرق السبزي” الذي أعدته أمك.

وأخيرا كتب أحدهم: الإيرانيون يصابون بالسمنة، لأنهم يتناولون كميات كبيرة من السكر. لعلهم يريدون تحلية حياتهم البشعة.

اقرأ ايضًا: ايران تحارب المنكر بالنساء والرجال..‏

أما على صعيد احتلال إيران المرتبة الثانية، على قائمة الشعوب، غير السعيدة في العالم، بعد حصول العراق على المرتبة الأولى، فقد اعتبرت إحدى المؤسسات العالمية التي تهتم بهذا النوع من الإحصائيات أن الشعب الإيراني هو شعب غير سعيد أبدا، وعلى الحكومة اعتماد معالجة ذكية لهذه الآفة الخطرة.

ووفق ما جاء في تعليقها على الإحصائية الصادرة عن لجنة الصحة والرياضة الإيرانية، فإن إيران حصلت على المرتبة ما قبل الأخيرة، في قائمة الدول الأكثر كآبة في العالم، من بين 150 دولة، وذكرت أن 80% من الإيرانيين هم أشخاص فاقدو الإحساس بالسعادة ويعانون من أزمة كآبة متفاوتة.

وتحدث مسؤول في وزارة الشؤون الاجتماعية عن ازدياد نسبة السوداوية لدى الشعب الإيراني، وارتفاع نسبة المصابين بالإيدز، والإدمان على كل أنواع المخدرات خصوصا لدى النساء والأطفال، مترافقا مع ارتفاع نسبة الجريمة، رابطا هذه الأزمات بعامل الكآبة المسيطر على المجتمع الإيراني، وأعلن أن الجهات المعنية بملف الإدمان في الجمهورية الإسلامية، صرحت عن وجود أكثر من 200 ألف مدمن في البلاد.

السابق
اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 3 تشرين الثاني 2016
التالي
 هل يكون جبران باسيل الوسيط بين «حزب الله» والحريري؟