نصرالله: حلب أوّلاً وبعبدا لاحقاً

لم يقل السيد ما يتمناه منه الجنرال فظلّت الرئاسة معلقة. وببساطة الحزب سيصوت ولكنه لن يأتي بعون رئيساً، الورقة الرابحة في جعبة حركة امل والمردة وبقية محور الممانعة من البعث الى الحزب القومي، ونصر الله لا يحب ان يفرض على حلفائه موقفه.

“لو الحريري وافق على عون لكان البلد ما تعطل لسنتين”، جملة صاخبة لم يترك فريق الممانعة أيّ مناسبة إلا ولوح بها، وذلك لتحميل الرئيس سعد الحريري مسؤولية كل شلل وتعطيل، ولتبرئة ساحتهم المتقاطعة أيديولوجياً مع إيران والغارقة في نيران الحرب السورية من أيّ تبعات تجاه الملف الرئاسي وإقفال قصر بعبدا.

الحريري الذي لم يعد أمامه من حلول سلّم لحزب الله، حارقاً كل أوراقه لتسيير مفهوم الدولة، إلا أنّ الحزب لم يتلقف هذه المبادرة، فتحوّل برّي لمعارضة وتراجع فرنجية عن إمكانية انسحابه، فيما وقف جنبلاط في الوسط.

هذا الجو الذي تلا خطاب الحريري، توقع التيار الوطني الحر أن ينقشع اليوم بإطلالة السيد فتتوضح النقاط ويستلم العماد مفتاح القصر، إلا أنّ الإطلالة كانت روتينية ولم يزد عليها السيد سوى انّه سوف يشارك في جلسة شكلية لن تأتي بعون رئيساً.

إقرأ أيضاً: نصر الله: لا رئيس للجمهورية في 31 الجاري

في هذا السياق لفت الصحافي والمحلل السياسي مصطفى فحص لـ”جنوبية” أنّه “بالرغم من كل التوقعات وكل وجهات النظر التي خرجت بعد الخطاب والتي تقول أنّ ميشال عون وصل إلى سدّة الرئاسة وأنّ العقبات يمكن تذليلها بسهولة وانّ السيد حسن نصرالله يريد المزيد من التفاهم بين عون وسليمان وبري، إلا أنّ خطاب السيد عكس واقعاً مختلفاً والتفاهمات التي أشار إليها نصر الله هي عقبة ضخمة وكبيرة وتحتاج إلى وقت كبير إلى تذليلها، والمؤشر إلى ذلك أنّ السيد شدد على عمق تحالفه مع الرئيس بري”.

مصطفى فحص

موضحاً أنّه “بالكلام المبطن للسيد نصر الله إنّ تحالفه مع الرئيس بري أهم من كل المعطيات التي تخص لبنان والمنطقة، لذلك يعتبر السيد نصر الله ضمنياً انّه في هذه المرحلة وحدة الطائفة الشيعية أهمّ من جميع المناصب وأهم من كل الفئات، فحزب الله في ظرف إقليمي دقيق وحساس. فعندما يراهن نصر الله على انتصاره في حلب وعلى ضياع المنطقة العربية فهو من بعدها لن يعود بحاجة لا لسعد الحريري ولا لميشال عون وإنّما سوف يذهب أبعد من رئاسة الجمهورية، لذلك المواضيع سوف تؤجل كثيراً”.

إقرأ ايضاً: بين «حزب الله» وميشال عون

وأشار فحص فيما يتعلق بخطاب السيد الذي توجه به إلى التيار الوطني الحر،  إلى أنّ “السيد نصر الله قد أكد بذلك تمسكه المطلق بالجنرال عون والوفاء له، كما أنّه قد تعامل معه كرئيس للجمهورية فأطلق عليه (فخامة العماد)”

وعن التضحية التي يقدمها نصر الله بقبوله بالحريري رئيساً للحكومة، أوضح أنّ ” السيد يريد الحصول على انتصار كاسح ولا يريد بالتالي أن يمنح الحريري أي فضل بأنّه قد أتى بعون، فهو يقول في خطابه أنّ عون ثابت والحريري هو الذي التحق به”.

وختم فحص مؤكداً أنّ “جلسة 31 تشرين الأوّل سوف تتحقق رقمياً ولكنها لن تؤدِ إلى اي نتيجة سياسياً”.

السابق
بالصورة: الحريري وعون لم يعودا على مدخل المنية
التالي
بالصوت: أغنية انتخاب ميشال عون أصبحت في الأسواق