هذه المرة عون أقرب إلى قصر بعبدا.. فهل سيفعلها الحريري؟

بعد المراوحة الذي شهدته الساحة السياسية في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة نهاراً، على الخط الرئاسي، انقلب المشهد مساءً، حيث توجّهت الأنظار كلّها إلى باريس للوقوف على أجواء اللقاء الذي جمعَ الرئيس سعد الحريري ووزير المال علي حسن خليل، من جهة وأنباء عن عزم الحريري على إعلان ترشيح عون رسميا في وقت قريب.

توجّهت أنظار الصحف إلى باريس، حيث اجتمع الرئيس سعد الحريري بالمعاون السياسي للرئيس نبيه بري، وزير المال علي حسن خليل. فيما لم يكنّ اللقاء منظّماً، ولم يتمّ التحضير له مسبَقاً، بل إنّه حصَل في مكان عام، إلّا أنّ ذلك لم يمنع من التداول في آخِر مستجدّات الملف الرئاسي، وأيضاً في ما يرتبط بالاتصالات التي يجريها الحريري.

هذا وربط الاوساط اللبنانية بين اجتماع باريس وبين الأنباء التي انتشرت كالصاعقة مساء عن أنّ الرئيس سعد الحريري سوف يعلن ترشيحه للعماد ميشال عون في مدة أقصاها 72 ساعة، وأنّ أوساط الحريري قد أبلغت جهة نافذة من 8 آذر بالقرار.

وفي هذا السياق، قال مصدر ديبلوماسي واسع الاطلاع أن االحريري “حصل على ضمانات دولية للمرة الأولى، وهذا هو الأساس في حركته الخارجية”، في إشارة واضحة إلى أن خياره بتبني عون لن يكون مصيره كمصير ترشيح سليمان فرنجية.

اقرا ايضًا: السعودية تخلّت عن لبنان فوقع الحريري في فخ الإغراء العوني

في المقابل، أبلغت مصادر سياسية قريبة من قوى مناهضة لخيار انتخاب عون عن وجود محاولة حقيقية للافادة من زخم التحركات الحالية للدفع صوب خيار المرشح الثالث ولكن من دون لكشف أسماء خشية حرقهاً خصوصا أن صعوبات جمة تحول دون المراهنة على نجاح هذه المحاولة.

إلى ذلك تتوجه الانظار إلى  الاعتصام الذي ينفذه “التيار الوطني الحر” غداً على طريق القصر الجمهوري احياء للذكرى الـ26 لعملية 13 تشرين الاول 1990 التي يتخذ طابعا استثنائيا من منطلق تزامن هذا الاعتصام مع توهج المناخ السياسي المتصل بموضوع بت محتمل لموقف الحريري من ترشيح العماد عون للرئاسة في وقت غير بعيد.

وكان اللافت ما جاء في مقدّمة نشرة أخبار قناة “أو تي في” مساء أمس، وفيه أنّ “أولى المحطات، بعد غدٍ (غداً) مع كلمة العماد عون عند مدخل قصر بعبدا، محطة بدت التعبئة الشعبية والإعلامية لها شِبه مكتملة، وهي تنبئ بلحظة جماهيرية كبرى، مع موقف وطنيّ ميثاقي جامع. بعدها، تأتي خطوة الحريري، وفي المعلومات السرّية جداً، أنّ التحضيرات بدأت لتنفيذها أيضاً، لجهة المكان والزمان والإطار والشكل والمضمون والتفاصيل كافة”.

اقرا ايضًا: بالفيديو: لنتذكر الـ «وان واي تيكت».. ورأي الجنرال بالحريري

ومما لا شك فيه أن الجانب العوني يترقبون موقف الحريري بفارغ الصبر ليبنوا على الشيء مقتضاه، وقد عكست أوساط على صلة بالعماد عون اطمئنانه إلى مسار الأمور استناداً إلى أن الرئيس الحريري ماض في تحركه في اتجاه تبني ترشيحه وأن الطريق تفتح أمام العماد عون الى بعبدا. وأكّدت مصادر التيار أن الحريري “لم يخرج عما هو متفق عليه”، و”الأمور اقتربت من نهايتها”. واستبعدت أن تكون زيارة الحريري لباريس بهدف توسيطها لدى الرياض “لأن الرئيس الحريري يتصرف منذ بدئه مبادرته الأخيرة على أساس ان ما يحتاجه سعودياً قد ناله مسبقاً”.

ومن المتوقع أن  موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب سليمان فرنجية لن يتغيّر قبل أن يبادر الحريري الى الاعلان الرسمي لمبادرته بترشيح عون، فعندها فقط يمكن ان تتدحرج الامور وتعرف اتجاهاتها.

 

السابق
لبنان: الجنبلاطيّة المعمّمة
التالي
أول مواجهة حوثية أميركية!