ورقة عون الرئاسية تحترق.. مَن هو الخيار الثالث؟

يبدو أن طريق العماد ميشال عون نحو بعبدا ليست بهذه السهولة كما أشيع مؤخرا، فالرئيس سعد حريري ليس وحده من يملك مفتاح الحل بعدما تبين ان كلمة السر بيد حلفاء عون انفسهم حيث تبين أن ترئيس عون مشروط بالسلة الشهيرة التي أعلنها رئيس مجلس النواب نبيه بري.
فبعد اصرار رئيس المجلس النيابي على بنود السلة كمعبر أساسي لانتخاب رئيس الجمهورية، كشف برّي أمس في تصريح لـ  “السفير” أن “جميع الذين التقاهم الرئيس سعد الحريري خلال مشاوراته الأخيرة اعترضوا أو تحفظوا على انتخاب “الجنرال”  وتابع “وأنا أعرف ما أقول وواثق منه ومن كلمة جميعهم”. وتوقع بري أن “تنقشع الصورة في الايام المقبلة”. بالاشارة إلى أن ترشيح عون قبل أن يثمر لن ينضج.

واذا أضفنا موقف النائب وليد جنبلاط الذي يتماهى مع موقف بري. فهل هذا يعني أن ترشيج عون احترق قبل أن ينضج؟ وهل ستكون الوجهة الحريرية لاحقا نحو مرشح ثالث؟
المحلل السياسي الياس الزغبي رأى في حديثه لـ “جنوبية” أنه “في حال احتراق ورقة ترشيح العماد ميشال عو لا يكون السبب الوحيد شروط الرئيس بري تحت مسمى “السلة”، بل طرأ عامل جديد وحاسم وهو موقف بكركي عبر البطريرك الراعي بقطع الطريق أمام عون الذي كان يتجه الى القبول بالتفاوض مع بري بشأن السلة”. وأشار الى أن “الموقف العوني الرافض للسلة جاء بعد  تصعيد بكركي أي أنه لا يقدم ولا يؤخر اذ كان عليه الرفض مسبقا”. وتابع “فعون مجبر على انتزاع موقف البطريركية التي تشكل السقف المعنوي والوطني العالي لمواقف الأفرقاء المسيحيين وخصوصا الموارنة”.لافتا الى أن “عون كان يتجه الى الموافقة على شروط بري ليصل الى قصر بعبدا، وسبب عدم انزلاق عون نحو السلة هو موقف بكركي الذي منع أن يكبل الرئيس بأية شروط  وليس سلة بحد ذاتها”.

اقرا ايضًا: علوش يكشف لـ«جنوبية» تفاصيل مبادرة الحريري تجاه عون
واعتبر الزغبي أنه ” ما يمكن استنتاجه أو ترقبه أنه في حال تراجع ترشيح عون فهذا يعود الى سببين “الأول سلة بري والثاني السقف العالي لبكركي”.

ورأى الزغبي أنه  “لم يبق أمام عون سوى الاعتراف أن ترشيحه بات في عنق الزجاجة”. مشيرا إلى أن “هناك مؤشرات عديدة تدل على أن ترشيح عون احترق منها موقف جنبلاط وبري الى جانب كتلة المستقبل ورفض أطراف سياسية أخرى”. وأضاف ” مع أن حركة الحريري كانت تعبد الطريق أمام عون وان لم يعلن موقفه بشكل رسمي، الا أن موقف بكركي الذي ضاق ذرعا من تصرفات الثنائي الشيعي لم يسهل الطريق أمام عون  بل على العكس قطع الطريق أمام عون برفض التفاوض”.
وخلص الزغبي الى أن “الطريق امام عون باتت من كل الاتجاهات شديدة الصعوبة أو اذا يمكن القول مقطوعة ورأى أن ” الحواجز التي وضعت على طريق الاستحقاق الرئاسي ستكون على مستويين الاول اما تطويل أمد الشغور الرئاسي الى الربيع المقبل بعد انتهاء ولاية أوباما، إما بدفع نحو التفكير إلى مرشح ثالث وسطي يكون من خارج نادي الثنائي”.

الى ذلك اعتبر الكاتب السياسي جوني منير في حديثه لـ “جنوبية” أنه “من المبكر الحديث عن احتراق ورقة عون الرئاسية”. وتابع “لكنه لا شك أنه يعاني من صعوبات ثلاث الاولى على مستوى بري، وذلك أن الحريري قالها انه لن يقدم على اي خطوة لا يوافق عليها بري هذا عدا عن تلاقي موقف جنبلاط مع بري”. أم المستوى الثاني فهو بحسب منير “الطائفة السنية التي تعارض بشدة وصول عون. والمستوى الثالث الوضع الخارجي الذي الى الان لم يظهر أي تأييد أو تبنّي لترشيح عون”.

اقرا ايضًا: سلّة برّي في الـ«حجر البطركي»…ولا حلول قريبة
وأشار الى أن  “داخليا لا يزال حزب الله متمسكا بترشيح عون، وايضا ميل الحريري المستجد اتجاهه، وهذه نقطة ايجابية له”. ورأى منير أن ” الحريري تحدّث عن خيار ثالت في حال فشل ترشيح عون للرآسة، وستدعمه كتلة المستقبل التي ترفض هذا الترشيح وتطالبه بالتوجه نحو هذا الخيار”. واستبعد منير أن “تحمل جلسة 31 تشرين الاول رئيسا للجمهورية، سيما أن لا توجد قوى دولية داعمة. لكن من المبكر أن  نتحدث عن احتراق ترشيح عون، كما ان الطريق ليست معبدة وأصبحت جاهزة باتجاه قصر بعبدا كما أشيع مؤخرا”.

 

السابق
السعودية تسحب كتاباً مدرسياً يصف الفلسطينيين بـ «الإرهاب»
التالي
بالأسماء: هذه هي مطاعم بيروت التي نالت الشهادات الفضية والذهبية من وزارة الصحة