فنّ الانتقام في مدرسة الأسد و «الممانعة»

مقتل 20 متطوعاً وسائقاً على الأقل، إثر غارات جوية استهدفت اليوم (الثلاثاء) قافلة مساعدات إنسانية مشتركة بين الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر في شمال سوريا. الأمم المتحدة طالبت بتحقيق شفاف، وسمّت ما جرى في حال ثبت أنّ الغارة مقصودة بأنّها جريمة حرب.

الأرجح إنّ قوى الممانعة هي من يقف وراء هذه الضربة، النظام السوري يرفض دخول المساعدات الغذائية للمحاصرين، وهذا ليس غريباً على سلوك النظام السوري، وحلفائه. ممنوع إدخال الغذاء ولا الدواء إلى حلب المحاصرة، والنظام السوري لا يتقن غير القتل والقمع، وهذا النظام لا يتعامل مع السوريين ومع المحاصرين على أنّهم مواطنون، ولا يستطيع النظر حتى في الشكل أنّهم من شعب سوريا الذي يريد أن يحكمهم لسنوات مقبلة.

الاجرام الاسدي تفوق على ما عداه من إجرام، النظام الأسدي يعتقد أنّ القتل والإجرام هي مبرر وجوده، ومصدر شرعيته، وسبيله للبقاء. لذلك قتل مئات الالاف ودمر المئات من المدن والبلدات وهجّر الملايين، وسجن عشرات الالاف وهو الذي كان حوّل سورية الى ما قبل خمس سنوات الى سجن كبير.

ضرب قافلة مساعدات إنسانية هو مؤشر على أنّ النظام السوري اختصر نفسه بأداة قتل، لا معنى لوجوده اليوم إلاّ كونه وسيلة للموت، ومطاردة أي شيء ينبض بالحياة سواء كان بشراً أو شجراً أو غذاء لمحاصر.

كنا نتوقع من هذا النظام أن يرد على قتلاه في دير الزور، باحتلال السفارة الاميركية في دمشق مثلا، حتى لا نقول أن يستهدف مواقع أميركية عسكرية في سوريا أو حتى خارجها، هو لا يريد أن يتبادر إلى ذهن الأميركيين أنه يقتل أميركيين، هو فقط متخصص بقتل السوريين بالبراميل أو بالحصار والتجويع.

هذه مدرسة الأسد والممانعة في فن الإنتقام من الإستكبار العالمي ومن العدو الخارجي ..

السابق
قصف قافلة المساعدات هل يكون بداية نهاية نظام الأسد؟
التالي
عبد اللطيف الحرز ينتقد «وهم الإله» لـ دوكنز