الشريط الحدودي خاضع لحزب الله: سنّة سوريا رهن التهجير والدور المتبقي لهذه المناطق

حرب التهجير والحصار التي يخوضها حزب الله في سوريا لم تعد لا لمقامات ولا لنظام، وإنّما لتأمين النقاط وللاستحواذ على المناطق، فخضعت سوريا للتهجير الممنهج طائفياً بما يخدم مشروع ولاية الفقيه.

انطلاقاً من تهجير القصير، لإطباق الحصار على مضايا والزبداني بعد تهجير العديد من العائلات منهما، وصولاً إلى داريا والمعضمية، ومغادرة الأهالي قسراً بموجب اتفاق وضعهم بين خيارين، أو التخلي عن الأرض أو الإبادة، تتجلّى عملية التهجير التي يمارسها كل من حزب الله والنظام السوري استناداً للهوية المذهبية.

الصحافي والمحلل السياسي مصطفى فحص أوضح في حديث أجرته معه “جنوبية” في وقت سابق  أنّ “المنطقة السورية تخضع لتقاسم نفوذ بين ايران وسوريا، لافتاً أنّ المخطط الذي سوف يتم اعتماده مبني على أنّه “من حلب ونزولاً باتجاه حمص ونزولاً باتجاه الساحل هي المناطق الأكثر نفوذاً للمنطقة الروسية وهي الأكثر كثافة علوية، فيما حمص باتجاه القلمون الغربي، دمشق فالقصير، وهي ذات الكثافة السنية وتأتي ضمن نفوذ حزب الله والنفوذ الإيراني، فهي الدائرة المحيطة التي تؤمن دمشق”.
وقد أضاف فحص أنّ “تأمين دمشق يتعلق بمرحلتين، المرحلة الأولى التواجد الأمني وإبعاد المعارضة ومن ثم إبعاد الحاضنة الشعبية للمعارضة، أي تخفيض الكثافة السنية أو محيطها في سوريا المفيدة أي الحاضنة المهددة لأمن دمشق، وداريا هي جزء من إخلاء القصير القلمون والزبداني، وما يحدث بالفعل تغيير ديموغرافي”.

داريا

أبعاد هذا التغيير الديموغرافي تظهر في تقرير أعدته الإعلامية ريما عساف، وعرضته قناة الـlbci يوم أمس السبت (17 أيلول) وقد أشار أنّ “هدف حزب الله هو خط أحمر يشكل الخط الرابط بين الساحل السوري ولبنان، ويربط بين معاقل النظام في سوريا ومعاقل الحزب في لبنان”.

إقرأ أيضاً: مقاومة حزب الله: الطريق إلى «الأممية» الشيعية
هذا الخط يمثل بحسب التقرير  أهمية كبرى لحزب الله وذلك لأجل تأمين خط الامتداد، ولفتت القناة أنّ “الحزب قد خاض العديد من المعارك لتحقيق هذا الهدف منها معركة القصير والتي كانت أساسية لتأمين عبوره من الأراضي السورية نحو نقاطه اللبنانية”.

وتابع التقرير أنّه “لتأمين باقي الخطوط الاستراتيجية بالنسبة للحزب لا سيما تلك الواقعة بمحاذاة الحدود اللبنانية، تمكن من الإمساك بدعم من قوات النظام السوري بكامل الشريط الحدودي الذي يلف لبنان من أرياف حمص مروراُ بأرياف دمشق حيث أزيلت العديد من العوائق التي كانت تقف في وجه خطوط امداده أو تواصله مع الداخل، وكانت الزبداني ومضايا من اخر البلدات التي جرى تطويعها بموجب اتفاق الهدنة، ومن ثم بلدتي داريا والمعضمية والتي جرى تهجير الأهالي منهما، ليستفيد الحزب بتأمين المزيد من المناطق القريبة من الحدود مع لبنان”.

إقرأ أيضاً: التغيير الديمغرافي لن يوقف الثورة ضد الأسد حتى إسقاط النظام
وأوضح التقرير أنّه “على هذه الحدود بقيت فقط ثلاث نقاط محدودة خارجة قبضة الحزب والنظام إحداها في جبال القلمون، والبقية هما في خان الشيخ وبيت جن، وهما نقطتان قريبتان من جبل الشيخ”.

ليختم أنّه بسقوط هذه النقاط “يكون حزب الله قد أكمل الخط على كامل الحدود السورية المحاذية للبنان وجزء من الجولان المحتل، فيما عينه حالياً على كامل الحدود المشتركة مع الجولان المحتل”.

السابق
فلتذهب المقاومة الى الجحيم
التالي
بالفيديو.. الجولاني: هدفنا إنشاء كيان لأهل السنّة ومعركتنا ضد المشروع الرافضي الأمريكي