نصرالله يدعو إلى المصالحة في سوريا…ولكن ماذا عن القصير؟

بعد استحالة تحقيق الانتصار الموعود في سوريا لم يجد السيد نصرالله حرجا ان يطلب من المعارضين في سوريا الصلح ووأد الفتنة والقاء السلاح.

أمس، في بنت جبيل، وفي ذكرى الإنتصار على اسرائيل في حرب تموز، ألقى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله خطاباً توجه في أحد فصوله لفصائل المعارضة السورية المسلحة وقال حرفياً..(إذا عندكم حقاً ما زال هناك شيء من الإسلام، هناك شيء من الحب للنبي هناك شيء من العلاقة بالقرآن أوقفوا هذا القتال لمصلحة أمريكا في المنطقة، أوقفوا هذا القتال، ألقوا هذا السلاح، نتكلم بمصالحات، نتكلم بتسويات، ربما يكون هذا الكلام فيه مبالغة، نعم أنا أدعو اليوم كل أولئك الذين لا زالوا يحملون السلاح، ونحن نأسف عليهم ونأسى لهم،……هذا ما ندعو اليه اليوم أمام كل المعارك الموجودة في المنطقة. العلماء الحكماء العقلاء الفهيمون، الناس الحريصون على هذه الأمة، الذي يستطيع أن يقول كلمة، الذي يستطيع أن يجري اتصالاً، الذي يقدر أن يبذل جهداً، يجب أن تتوافر كل الجهود لوأد هذه الفتنة القائمة في الأمة وفي المنطقة).

لا شك ان هذا المقطع من الخطبة خيب امل جمهور حزب الله الموعود بالنصر منذ حوالي اربع سنوات وهو تاريخ تدخل الحزب للعسكري في سوريا لنصرة النظام.

السيد حسن نصر الله

يدعو السيد حسن في كلامه هذا الحكماء والعقلاء الى وأد الفتنه، وذلك على وقع الانكسارات في حلب التي مني بها حزب الله والجيش السوري اخيرا، والتي اودت بحياة العشرات من عناصر الحزب والمئات من القوات السورية، وقبلها كانت الخسارة الكبرى الايرانية في بلدة خان طومان قبل ثلاثة اشهر، وتلة العيس التي لم يفلح حزب الله في استرجاعها رغم شنه للعديد من الهجمات المعاكسة وخسارته لعدد كبير من كوادره العسكريين وعلى رأسهم القائد العسكري العام لقواته في سوريا السيد مصطفى بدرالدين.

إقرأ أيضاً: وصمت نصر الله الذي تلقى هزيمة في حلب

غير ان السؤال الذي يطرح نفسه الان هو هل ان حزب الله مستعد لاعادة الامور لما كانت عليه قبل تدخله في سوريا، وهل سينسحب من الاراضي التي سيطر عليها في القلمون مع مدنها وقراها؟ وهل سيعود اهالي القصير الى المقدر عددهم ٥٠ الفا الى مدينتهم  المنكوبة التي دمرها الطيران السوري ومدفعية الحزب وصواريخه؟

وعلى ذكر الحكمة، فان من نهى حزب الله من الشيعة تحديدا عن الدخول الى هذا المستنقع الدموي اتهمهم  الحزب وجمهوره الوفي بالخيانه وانهم شيعة السفارة الاميركية، وللمصادفة التاريخية فانه وقبل ثلاثة ايام في يوم 11 اب مرت الذكرى الرابعة لتوقيع البيان الشهير من قبل العلامتين الشيعيين الراحل السيد هاني فحص والسيد محمد حسن الامين حفظه الله، الذي ناصرا فيه الثورة السورية ضد النظام ودعا البيان حزب الله الى الانسحاب في سوريا، فكان الرد عليهما قاسيا من قبل الاعلاميين والناشطين الذين يدورون في فلك الحزب، وان الانتصار الحتمي في سوريا لمحور الممانعة هو ما سيحصل.

إقرأ أيضاً: حزب الله إذ يضيع في سوريا
غاب الانتصار وحضرت الحكمة والمصالحة في خطاب السيد حسن امس، ولكن بعد فوات الاوان، فحزبه ليس بوارد الانسحاب من الاراضي السورية، فجلّ ما يسعى اليه هو هدنة لوقف الاستنزاف في الارواح الاموال لا اكثر، في حين ان فصائل المعارضة لن ترضى بالقاء سلاحها دون استرجاع الاراضي وتصفية حسابها مع من بادرها بالعدوان.

السابق
كذبة الإنتصار الإستراتيجي
التالي
نحن سقط المتاع وحثالة الحثالات