التغيير الديمغرافي لن يوقف الثورة ضد الأسد حتى إسقاط النظام

من داريا لحي الوعر لمعضمية الشام، تهجير وتغيير ديموغرافي يستهدف الجنوب السوري، أولى مسبباته الحصار والمجازر الممنهجة والتي يتم فيها استخدام القنابل المحرمة دولياً.

القائد العسكري في تجمع “فاستقم كما أمرت” عبد الله الموسى، أكدّ لـ”جنوبية” أنّه “منذ بداية الثورة عمد نظام آل الأسد تحت إشراف مباشر من النظام الايراني إلى خلق جيوب طائفية على شكل حزام (علوي – شيعي) يهدف لتغيير ديموغرافية مناطق معينة في سوريا لدعم المشروع السياسي الإيراني الذي يتخذ من التشيع المذهبي ومن (العلويين) أداة لتنفيذ مشروعه”.
مضيفاً “لذلك بدأت العمليات بتهجير القرى السنية في محيط بانياس مع المدينة نفسها ثم انتقل إلى تنفيذ الأجندة نفسها في شريط من قرى الريف الحمصي في المنطقة الوسطى، ومن بعدها حمص نفسها التي هجر أهلها الأصليين بشكل غير مسبوق، ليكلل مشروعه بالعمل على حزام دمشق في الغوطة الغربية، بالإضافة إلى أحياء في المدينة نفسها، وها هو اليوم يكمل أجندته في حمص بتهجير آخر أحياء أهلها (حي الوعر) وهو بذلك يأمل أن بخلق أرضية مؤيدة لمشروعه حتى ولو من غير السوريين”.

داريا

اما فيما يتعلق بالتدخل التركي، قال “لا ننظر للدعم التركي لقوات الجيش السوري الحر في جرابلس كمؤشر تقسيم، بل على العكس نعتبره التدخل الإيجابي اللأول منذ بدء الثورة السورية من قبل أصدقاء سوريا وخطوة حقيقية للحفاظ على وحدة الأراضي السورية مستقبلاً، حيث يأتي هذا الدعم مسانداً لجهود الجيش الحر في تحرير أرض سورية محتلة من عصابات داعش وحزب العمال الكردستاني كما يقف سداً منيعاً في وجه أهواء الإنفصاليين من الذين يتبنون مشروع تقسيم سوريا”.

إقرأ أيضاً: من خان داريا: تركيا من جرابلس أم السعودية التي تخطط بالشمال؟

وابدى الموسى استياءه من أن تكون جبهة الجنوب قد تمّ التخلي عنها، مبيناً “بالنسبة للغوطة الشرقية ليس جديداً محاولات نطام آل الأسد تهجير أهلها لتوطين آخرين -غير سوريين ربما- ليكونوا دعامة للمشروع الإيراني. لكننا نثق بإذن الله بالثوار في الغوطة الشرقية وبقدرتهم على رص صفوفهم لمواجهة هذا التهديد وتحقيق انتصارات تشفِ صدور السوريين”.

ووصف ما يقوم به حزب الله والميليشيات الإيرانية بالتغيير الديموغرافي، وقالً “ممّا لا شكّ فيه أنّ عمليات تغيير ديموغرافي كبيرة قد نجح فيها نظام آل الأسد و حزب الله بإيعاز إيراني وبرعاية أممية.
لكن التاريخ يعلمنا أنّ الأرض لا تخرج من أهلها وإن أبعدوا عنها لكنهم في نهاية الامر سيعودون”.

إقرأ أيضاً: حزب الله بعد الخروج من سوريا: التداعيات اللبنانية والعربية والاسلامية؟

وتابع الموسى متحدثاً عن واقع الثورة السورية التي “ما إن بدأت سلمية بمهرجانات ثورية حضارية تزين الساحات، حتى تحولت للحراك المسلح دفاعاً عن حقوق وحرية السوريين من نظام طائفي مجرم لم يتوانَ حتى عن استعمال الأسلحة الكيماوية ضد الشعب، ووقف إلى جانبه في الجرائم قوى إقليمية كإيران وقوى عظمى كروسيا وغيرها، وكانوا جديين في حمايته من انتفاضة الشعب فكانوا عوناً له في القتل والإجرام”.
مردفاً “هذا كان يتم طبعاً بضوء أخضر أممي، ويقابله عدم جدية “أصدقاء الشعب السوري” إلا أن الثوار أبناء الأرض والشعب استطاعوا أن يحافظوا على ثباتهم بوجه أعتى آلة قتل عرفتها المنطقة، وهم رغم ذلك يحققون انتصارات كبيرة”.
وعن الحديث عن بقاء الأسد لمرحلة سياسية انتقالية ختم مؤكداً “لا يعنينا الدفع الدولي باتجاه بقاء الأسد في مرحلة انتقالية لأنّ أول مطلب للشعب كان إسقاط نظام الأسد (متضمناً رحيله).لذلك سيبقى السلاح صاحياً حتى تحقيق هذه المطالب”.

السابق
عبد الملك الحوثي مستعد لحلّ سلمي للصراع في اليمن
التالي
مقتل أحد قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا