مقاومة حزب الله: الطريق إلى «الأممية» الشيعية

هل يمكن أن نقتنع أنّ آلاف المقاتلين الإيرانيين وأتباعهم من ألوية أبو الفضل العباس والفاطميون والجيش الشيعي ويازينب ووو.. وغيرها من عناوين مذهبية تقاتل في سوريا دفاعاً عن الأسد..هي عناوين من أجل فتح طريق القدس أم لشيء آخر تكشفه الوقائع؟

خلاصة مشروع مقاومة حزب الله ثقافيا وايديولوجيا في لبنان هي ولاية الفقيه، لا يحمل هذا المشروع في طيّاته أيّ إجابة على أسئلة الداخل اللبناني سوى عبارة مقاومة، تلك العبارة التي يعتقد أنّها كفيلة بإعفائه من كل الإجابات حول مثلاً هل لبنان وطن ودولة أم أنّه ولاية من ولايات الفقيه المنتشرة على مساحة الديمغرافيا الشيعية في العالم العربي اليوم؟

الثابت أنّ حزب الله ليس لديه ما يعطيه للبنان سوى أن ينضم إلى محور طهران، أمّا كيف وبأي طريقة وعلى أيّ قاعدة، فهذا ليس مهماً، المهم أن يبقى قاعدة نفوذ وسيطرة وانطلاق لمقاتلة أعداء إيران في المنطقة.

لذا انتقلت المقاومة أو الشماعة التي يستخدمها من وظيفة رفع شعار مقاومة الإحتلال الإسرائيلي، إلى وظيفة ترسيخ الأممية الشيعية بقيادة طهران، وهذه الأممية التي تريدها طهران وإيديولوجية ولاية الفقيه، وتسعى إلى تحقيقها، تقوم على عصبية مذهبية وعنصر استقطاب محوري اسمه مواجهة العدو التكفيري أو الارهابي وهي أسماء حركية لإيديولوجيات إسلامية سنية، وأكثر على مواجهة السنة، يكفي أن ندقق قليلاً، لندرك هذه الحقيقة، ليست مشكلة إيديولوجية ولاية الفقيه مع أنظمة الاستبداد، وإلاّ ما كانت لتدافع عن طاغية في سورية بكل هذا الزخم، ليست كذلك مشكلة الإيديولوجية الإيرانية مع الشيطان الأكبر يدرك الجميع أنّ طهران وواشنطن يتجهان إلى مزيد من التعاون في الإقليم، العراق نموذج صريح لهذا التعاون في مواجهة “الإرهاب السني”. ربما هناك من يريد أن يقول أنّ اسرائيل هي العدو، ربما اسرائيل عدو لكن هي في واقع الحال تبدو ذريعة أكثر مما هي عدو.

يا زينب

ما دفعته طهران في سوريا من ضحايا ومال ومن ثمن معنوي يؤكد أنّ اسرائيل ليست أولوية لطهران، كانت القيادة الإيرانية لو افترضنا أنّ الأولوية لديها العداء لإسرائيل، لكانت دخلت من سوريا لقتال اسرائيل، لكن تدرك أنّ أحد أهم ميزات إيران لدى اسرائيل أنّها لم تقاتل اسرائيل مباشرة وما يسمى لواء القدس في سورية لم يطلق رصاصة واحدة من أجل تحرير الجولان بقدر ما دفع من قتلى في سبيل “تحرير” حلب على سبيل المثال لا الحصر.

إقرأ أيضاً: هل صحيح أنّ «ولاية الفقيه» تحترم بشار؟

المقامات لواء الفاطميين حزب الله لبيك يا زينب، لواء أبو الفضل العباس الجيش الشيعي، هل من عاقل يعتقد أنّ مثل هذه الأدوات يمكن أن تكون في سياق مشروع تحرير فلسطين أو قتال اسرائيل، قد يقول قائل إنّ الإيديولوجيا الدينية في إيران تفترض أسماء لرموز دينية تستخدم في الحرب، لكن  لماذا لم نسمع بلواء عمر بن الخطاب إيراني، أو لواء ابو بكر الصديق، بل لماذا لم نسمع بلواء الرسول محمد بن عبد الله، ببساطة شديدة، العدو هو في الداخل الإسلامي لا في واشنطن ولا في موسكو ولا في اسرائيل، والهدف الأممية الشيعية التي تريدها طهران عبر إيديولوجية ولاية الفقيه وتفيد موسكو وواشنطن وتل آبيب، أما مقولة الوحدة الاسلامية ومقاومة اسرائيل، فهي لم تكن أكثر من معبر، لتدمير ما تبقى من النظام الإقليمي العربي ومكوناته.

إقرأ أيضاً: تركيا مرجعيّة السُنّة وإيران مرجعيّة الشيعة

المقاومة في المعادلة الإيرانية تصالحت مع جميع من يفترض أنّهم أعداء أو مستكبرين وانخرطت في تحالفات مع الشيطان الأكبر ضد الإرهاب؟ نعم ضد الإرهاب ولكن السنّي منعاَ للالتباس.

السابق
ردّاً على صوت التطرف: صيدا رقصت.. #صيدا_مدينة_للحياة
التالي
ماذا بين نبيه برّي ونديم قطيش