تنشغل الساحة اللبنانية منذ يومين بأنباء عن لقاء جمع بين الرئيس سعد الحريري ووزير الخارجية الوزير جبران باسيل، وهو أنتج مناخا ايجابيا مفاده قبول المستقبل بترئيس عون ومع أن هذه الأنباء لا تزال غير مسندة إلّا أنه هناك جهات تصرّ على صحتها. سيما أن هذا السيناريو سبق وأن شهدناه سابقا عند لقاء عون ـ الحريري في أوروبا قبل سنتين ونيف، حيث تم نفيه ومن ثم تأكيده، والأمر نفسه يسري على لقاء الحريري – فرنجية قبل حوالي السنة في باريس، وكيف تم نفيه أيضاً ومن ثم تأكيده! فهل يحدث الأمر نفسه؟ وكيف سيكون موقف زعيم تيار المردة النائب سليمان فرنجية الذي لا يزال يمني نفسه بوعد الحريري له بمنصب الرئاسة؟
إقرأ ايضًا: اتصال نادر الحريري بباسيل ليس اشاعة.. واللقاء حصل ؟
في هذا السياق، أكّدت القيادية في تيارالمردة ميرنا زخريا لـ “جنوبية” أن “لا شيئ يمنع لقاء أي قياديين سياسيين خصوصا إذا كانا الرئيس الحريري والعماد عون”. وتابعت “نحن في المردة من الداعين للحوار بين كل الأطراف السياسية”.
كما رأت زخريا أن “ما هو أهم من اللقاء هي النتائج التي سيسفر عنها في حال تم، مع الإشارة إلى أن لا معطيات للمردة حول صحة هذا اللقاء او عدمه”.
وحول سؤالنا عما إذ كان ما يجري مطابقا لسيناريو لقاء الحريري – عون وفيما بعد الحريري – فرنجية وما شابه آنذاك من نفي ومن ثم تأكيد قالت “هذا يزيد من التأكيد أن ليس المهم اللقاء (مع انه على قدر من الأهمية)، بل الأهم هو ما بعد اللقاء، لا سيّما ان لقاء الحريري- عون، وبعده الحريري – فرنجية لم يسفرا عن حل لأزمة الشغور”. وأضافت “ولو أبرم اتفاق فان المهم ما ينتج منه”.
إقرأ ايضًا: الحريري يتصل بعون: سوف يتم انتخابك في جلسة 28 أيلول
وفي حال حصول هذا اللقاء شددت زخريا أن “في حال وافق الحريري بالسير بترشيح عون سيكون أمرا جيدا حتى لو أنه كمردة نتمنى وصول فرنجية إلى سدة الرئاسة”. وتابعت “فتيار المردة لن يعارض وصول أي شخص في حال تم التوصل إلى توافق وطني خصوصا وأن الطائفة المارونية غنية بالمرشحين المناسبين لهذا المنصب”.
لكن إذا صدقت هذه الإشاعات، تبقى عقدة نكث الحريري بالإتفاق مع فرنجية سيما أنه لم يشاور الأخير بخطوته، وهنا علقت زخريا بأن “التشاور مع الحريري حدث في السابق وحينها رحب فرنجية بعون في حال تم التوصل إلى توافق وطني وعبر اتصال هاتفي مغ الإعلام، وصرّح أنه لا مشكلة لديه وأنه ضد عرقلة وصول أي شخصية إلى رئاسة الجمهورية”. مؤكدة أن “االمخطط “أ” للمردة في الملف الرئاسي هو ترئيس عون، واذا لم ينجح، فان المخطط “ب” هو ترئيس فرنجية”.
وختمت زخريا بالقول “مباركة أي خطوة تقوم فيها أية جهة سياسية لتغذية الحوار يساهم في خلق أجواء إيجابية في البلاد، وتأمين المناخ المؤاتي لإنجاز هذا الاستحقاق الدستوري البالغ الأهمية”.