بعد فشل عون وفرنجية…رئاسة الجمهورية نحو شخصية مستقلة

ثلاث تصاريح في أقل من عشرة أيام تؤكّد انعدام حظوظ فرنجية للوصول إلى بعبدا، وهنا يطرح السؤال هل انخفاض حظوظ فرنجية سيرجّح الكفة لصالح عون، أم أنّ الحظوظ ستنتقل لصالح شخصية مستقلة ومقبولة من الجميع؟

يبدو أنّ لبنان دخل مرحلة ما بعد فرنجية – عون، فبعد مرور حوالي السبعة أشهر على المبادرة الرئاسية التي أطلقها الرئيس سعد الحريري بترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، والتي تلاها بعد حوالي الشهرين «اتفاق معراب» الذي أعلن فيه الدكتور سمير جعجع من دارته تبنيه ترشيح النائب ميشال سليمان، بات يتردد اليوم أكثر من تصريح نعي للمبادرتين اللتين بدّلتا وتيرة التحالفات السياسية التي كانت سائدة طوال العشر سنوات الماضية.

البداية كان مع الوزير المستقيل أشرف ريفي الذي قال في تصاريح صحفية أنّه يملك معلومات تؤكّد أنّ « فرنجية لن يصل الى رئاسة الجمهورية، وأن حظوظه انتهت» وأنّه ابلغ جعجع رفضه تبني ترشيح عون لرئاسة الجمهورية ورأى انه ووفقا لظروف واوضاع المنطقة فان ععليهم أن يذهبوا لى خيار ثالث.

كذلك إطاحة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق للمبادرة الرئاسية عبر إعلانه أنّ ترشيح فرنجية من قبل الحريري مرّ عبر السفارات البريطانية والاميركية والسعودية، وأخيراً تصريح النائب وليد جنبلاط بالأمس الذي قال حرفيًا «اذا قالت كل الاقطاب المسيحية ان خلاص لبنان هو برئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون فلا مشكلة» أي أعلن تخليه عن ترشيح فرنجية.

فرنجية عون

كل ذلك وسط صمت الرئيس سعد الحريري والأقطاب المارونية الأربعة واستمرار حزب الله بمجاهرته تأييد عون دون النزول إلى مجلس النواب لانتخابه.

ولكن يبقى السؤال هل انخفاض حظوظ فرنجية سيرجّح الكفة لصالح عون، أم أنّ الحظوظ ستلوح في أفق شخصية مستقلة ومقبولة من الجميع؟

الكاتب السياسي جوني منيّر رأى في حديث لـ«جنوبية» أنّ «لبنان بلد المفاجآت وأننا لا يمكن الحسم أن حظوظ فرنجية انعدمت مقابل ارتفاع حظوظ عون، ولكن تصريح ريفي والمشنوق يؤكدان أنّ السعودية لا تريد لا عون ولافرنجية، وهذا ما قاله صراحة ريفي الذي دعا للذهاب إلى شخصية ثالثة مؤكدًا أنّه بنى موقفه على معلومات».

إقرأ أيضًا: الرئاسة اللبنانية إلى ما بعد.. الأميركية!

ومن جهة أخرة بحسب منيّر أنّ «حزب الله أبلغ الحريري صراحة أنّ لا مجال لديه إلاّ الموافقة على تبني ترشيح عون من أجل انتخاب رئيس» وفي المقابل قال منيّر «الملف الرئاسي في لبنان هو ناجم عن اتفاق سني – شيعي أي حزب الله والمستقبل، وهذا ما يحتاج إلى مبادرة إقليمية – دولية جدّية شبيهة باتفاق “الدوحة” ولكن يبدو أنّ هذه المبادرة بعيدة حاليًا».

وفي السياق نفسه قال المحلل السياسي والصحافي كمال ريشا لـ«جنوبية» أنّ «تبني الحريري ترشيح عون بعيدا عن الواقع حاليًا، لأن كل الشروط التي منعت تبنيه على أساسها لم تتغير، لذلك الخيار حاليًا متجه نحو مبادرة سيقوم بها الرئيس سعد الحريري بسحب ترشيح فرنجية الذي سيتفهم هذه الخطوة خصوصًا أنّ حلفاءه لم يتبنوا ترشيحه، وتبني ترشيح شخصية وسطية تشبه بطرس حرب أو جان قهوجي».

إقرأ أيضًا: لبنان يُواجه خطر الفراغ الشامل

وتابع ريشا «هذه الخطوة لا يمكن لجعجع أن يرفضها خصوصًا بعدما أثبت تحالفه مع عون فشله في الانتخابات البلدية، ولكن يبقى بيت القصيد في حزب الله الذي يرفض التخلي عن عون ليس من باب الأخلاقيات كما يدعي بل لأنه لا يريد رئيسًا للجمهورية، فهل ستستطيع مبادرة الحريري الانقاذية المتوقعة أن تحرج حزب الله لينزل إلى مجلس النواب ويكّف عن تعطيل انتخاب رئيس؟».

إذًا المبادرات التي طالت الأقطاب الأربعة أثبتت فشلها وعدم قدرتها لإيصال رئيس «ماروني قوي» إلى بعبدا، وبات الحل الوحيد ترشيح شخصيات مارونية وسطية مقبولة من الجميع لسدّ فراغ رئاسي دخل عامه الثالث وسط تراجع اقتصادي وأمني وسياحي..في البلد

السابق
الفارق بين الاستقطاب الشيعي والسنّي
التالي
دار الأيتام الإسلامية…لماذا تغاضت عن مغتصبين؟‏