حولا: المحاصصة هي كلمة السّر في البلديّة

حولا
بعض وسائل الإعلام أطلق على العملية الانتخابية في بلدية حولا أنها "أم المعارك"، لكن يبدو أنها عملية انتخابية جرت بين قوى سياسية متنوعة، اختلفت فيما بينها على الحصص ومواقع المسؤولية في البلدية العتيدة.

حولا من البلدات الجنوبية التي تقع في قضاء مرجعيون ويتساوى فيها الثقل السياسي لحزب الله مع الحزب الشيوعي اللبناني فيما تحتل حركة أمل الموقع الثالث سياسياً. وهي بلدة معروفة بالاتجاه اليساري لشبابها عموماً. حسب ما قال عضو المجلس البلدي عن حركة أمل شكيب قطيش ووافقه عضو لائحة الحزب الشيوعي حسام عبد الله.

اقرأ أيضاً: الكلمة الآن لـ.. القضاء في جويا

يقول قطيش: في حولا 46 عائلة أكبرها عائلات السادة (ياسين، طاهر، مرتضى، قاسم، إبراهيم) ويبلغ عدد الناخبين فيها 1300 ناخب يليها آل قطيش ثم مصطفى ودياب.

النفايات والمسح

ويتفق الطرفان على أن البرامج الانتخابية للائحتان متشابهة. ويضيف قطيش: لنا أولوية الاهتمام بالبشر قبل الحجر وتحسين البنى التحتية في البلدية كما أننا سنتابع قضايا يمكن أن تكون خارج صلاحية البلدية مثل الكهرباء، الماء، البيئة الصحة والزراعة..

ويرى عبد الله أنه بالإضافة إلى ما تقدم فإن برنامج لائحة الحزب الشيوعي أشار إلى ضرورة الاهتمام بمشكلة النفايات وفرزها من المصدر والتعجيل في مسح الأراضي والمحافظة على المشاع البلدي بالإضافة إلى رسم مخطط توجيهي وتجميلي للبلدة وتشكيل لجنة بلدة لإحياء ذكرى مجزرة حولا التي حصلت عام 1948.

التوافق… ولكن

إذا كان هناك تشابه بالبرامج، لماذا المعركة؟

يوضح قطيش: شكلنا لائحة تضم 7 أشخاص من حركة أمل و7 آخرين من حزب الله بالإضافة إلى عضو من آل السادة وهو عادل طاهر. واتفقنا أن يكون الرئيس لأول ثلاث سنوات من حزب الله وللسنوات الثلاث الأخرى من حركة أمل. كما رشحنا إحدى السيدات على اللائحة. وتم اختيار أعضاء اللائحة من أكبر عدد من عائلات البلدة.

أما اللائحة الأخرى فيقول عبدالله: لقد ضمت لائحتنا 14 عضواً من عائلات حولا المختلفة وبعد تشكيل اللائحتان بدأت المفاوضات بين الأطراف الثلاثة في محاولة للوصول إلى لائحة توافقية.

ويضيف عبدالله: اقترحنا أن تضم لائحة التوافق خمسة أعضاء من كل طرف سياسي وأن يتناوب على الرئاسة واحد من كل طرف لمدة سنتين، كنا ندعو للتوافق لأن الجو العام في البلدة كان يدعو للتوافق وتجنب المعركة لكن الطرف الآخر رفض هذا الاقتراح.

الانتخابات البلدية

ويوضح قطيش الموضوع قائلاً: بذلنا جهداً كبيراً للوصول إلى توافق، وكان اقتراحنا كحركة أمل وحزب الله أن تكون الرئاسة لنا (3 سنوات لكل طرف) وتكون نيابة الرئيس للحزب الشيوعي طوال ست سنوات. لكن هذا الطرح لم يوافق عليه الشباب في الحزب الشيوعي الذي أصروا على موضوع الرئيس. ونحن كحركة أمل رأينا أنه من الممكن الوصول إلى اقتراح الحزب الشيوعي والموافقة عليه لتجنيب البلدة معركة انتخابية، لكن حزب الله رفض الموضوع وأصر على عدم إعطاء موقع الرئاسة لشيوعي، وقال أحد أعضائه: “إذا أردتم تستطيعون التحالف معهم كحركة أمل، ونخوض المعركة ضدكما. عندها انتهت المساعي للوصول إلى توافق. وحصلت الانتخابات. وأعتقد أن صباح الاثنين 23 أيار انتهى كل شيء وعدنا إلى حياتنا الطبيعية والبلدية هي للجميع.

“لعب”… وضغوطات

في النتائج النهائية نجح 18 عضواً محسوبون على حزب الله وسبعة أعضاء محسوبون على حركة أمل. ولوحظ أن السيدة المرشحة نالت أدنى عدد من الأصوات.

يعلق أحد أبناء بلدة حولا: لقد شطب حزب الله السيدة المرشحة لأنه عارض ترشحها أساساً. ومارس ضغطاً على عائلات السادة من خلال اللعب على الوتر الديني بتحفيزهم على المشاركة وقد وصلت إلى عدد من النساء رسائل هاتفية: مثل يجب المشاركة كرمال دم الشهداء. ومثل من ترك الحسين في أرض المعركة وحيداً! وهذا ما دفع عدداً كبيراً من أفراد عائلات السادة للمشاركة في الانتخابات.

اقرأ أيضاً: فاز الثنائي في كفررمان ولكنها… كفرموسكو!

نحو بلدية ظل

ماذا سيفعل أعضاء اللائحة الأخرى؟ يؤكد عبدالله أن الاتجاه لتشكيل بلدية ظل لمتابعة كل الأعمال البلدية وعملنا لن ينطلق من كيدية سياسية بل هدفنا اتحاد البلدة والمحافظة على تاريخها وإرثها الثقافي.

ويبلغ عدد سكان حولا نحو 12000 نسمة ويبلغ عدد الناخبين نحو 6400 ناخب اقترع منهم نحو 3300 مقترع أي أن النسبة هي نحو 53% وهي نفسها عام 2000.

 

السابق
اليونيسف: ايلان وعمران..صوَر لن تمحى
التالي
حملات تكفير متبادلة بين السعودية وايران