من وراء الشركة التي تستثمر شاطىء كفرعبيدا بـ 30 ألف دولار سنوياً؟

لا يمتاز الشاطئ الواقع في قرية كفر عبيدا الشمالية قضاء البترون بأنّه عام ومجاني فقط وإنّما بأنّه نادر أيضاً من حيث مقوماته الطبيعية، هذا الشاطئ سوف يحرم منه اهالي البلدة كما الوافدين إليها وسوف يفقد الكثير من أهميته، وذلك بعدما أقرّ مجلس الوزراء في جلسة الخميس 25 آب مشروعاً يقضي بتعديل خريطته وتلزيمه لشركة خاصة وردم الاف الامتار منه.

أقرّ مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها يوم الخميس 25 آب 2016، في السراي الكبير برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، الموافقة على مشروع مرسوم يرمي إلى تعديل خريطة المرسوم النافذ حكماً رقم 955 تاريخ 21/11/2007 المتعلق بإشغال أملاك عمومية بحرية في منطقة كفرعبيدا العقارية وفقاً لرأي وزارة المالية.

وفي تقرير أعدته المؤسسة اللبنانية للإرسال عن هذا المشروع، أشارت أولاً لما يتميز به شاطئ كفر عبيدا من مياه نظيفة ومغاور نادرة وصخور بيولوجية وبرك من المياه الطبيعية، ولفت التقرير أنّ هذه المساحة الطبيعية لن تبقى للعموم لاسيما وأنّ مجلس الوزراء كان قد وافق في جلسته الأخيرة على الترخيص لشركة خاصة وهي شركة إنماء الشواطئ اللبنانية على تعديل خارطة ملحقة بمرسوم سابق يسمح باستخدام 37 ألف متراً من هذه الأملاك البحرية العمومية وردم الاف الأمتار لإقامة مشروع سياحي يضم فيلات صغيرة وميناء لاستقبال اليخوت الخاصة.

أحد المعارضين للمشروع، أكدّ للـ”lbci” أنّ العريضة التي وقعها المواطنون في كفر عبيدا ليست رافضة للمشروع وإنّما لاستعمال الأملاك البحرية وردمها، فشاطئ كفر عبيدا هو ملك عام ولا يجوز أن تستملكه شركات خاصة.

كفر عبيدا

كما لفت أحد المواطنين أنّ الصخور المتواجدة في محيط الشاطئ لها أهمية من حيث التنوع البيولوجي، وهي أساسية لاستمرار
الثروة السمكية وتنوعها، فالسمك هو من المأكولات الأكثر شهرة بكفرر عبيدا، وأي ردم يُقام سوف يغير الشاطئ وبالتالي سوف يغير مرعى الأسماك، لينعكس ذلك على الصيادين وعملهم.

إقرأ أيضاً: بعد تفاقم كارثة نهر الليطاني..تحرّك وزاري لوقف التعديات

وتساءل التقرير عن المبلغ الزهيد الذي سوف تدفعه الشركة الخاصة رغم المساحة الكبيرة التي سوف تستعملها وضخامة المشروع، وهو حوالي 30 ألف دولار سنوياً.

وبحسب معلومات الـ”LBCI”، فإنّ مصادر وزارية قد أشارت أنّ أحد الوزراء قد تقاضى في العام 2007 عشرات الالاف من الدولارات مقابل العمل على المشروع، هذا وأشارت القناة أنّ هذا المشروع لم يحظ بنسخته الجديدة بمواقفة التنظيم المدني.
بدوره شكك أحد الناشطين في مجال البيئة بالدراسات التي أعدت حول الأثر البيئي لهذا المشروع وأضراره.

إقرأ أيضاً: أين العدالة في عدلون؟

إلا أنّ ما شدد عليه التقرير هو ما تمّ تأكيده فيما يتعلق بأنّ مشروع المرسوم حينما طرح على مجلس الوزراء كان يحمل توقيع كل من الوزيرين غازي زعيتر وبطرس حرب، وأنّ هذه التوقيعات تسبق موافقة المجلس، لتتساءل القناة، هل الجهات الموقعة هي التي تغطي المشروع؟
من جهة ثانية، تعجب الوزير بطرس حرب من وجود توقيعه مؤكداً أنّ المشروع السياحي في كفرعبيدا سوف يؤمن فرص عمل لابناء المنطقة وقد نال موافقة البلدية.

السابق
سعيد يهدّد بالتحرك الشعبي اذا لم يُبطل مجلس الشورى ‘مذكرة نقل الملكيات’
التالي
حزب الله نعى مقاتلاً له سقط في سوريا