«فادي العبدالله» وديوان شعره عن الحب والألم

عن "دار الجديد" (حارة حريك، لبنان)، صدر للشاعر اللبناني، الباحث والحقوقي فادي العبدالله مجموعته الشعرية التي تحمل عنوان: "أشاطركِ الألمَ برهةً والودَّ طويلاً".

ويقدِّم الناشر هذه المجموعة بقوله: “بمداد من أخلاط وأمزجة يتأنّى الشاعر في تركيبها وتجويدها، حاشداً في سبيل ذلك ما كُتب له، وعليه، من تجارب تجمع بين الرقة والحبّ والألم والمعرفة يهمس فادي العبدالله ديوانه الخامس في آذان أهل الإصغاء. يسرح الشاعر ويمرح بالألم الحارّ، وبندبات الروح، ولا يتردّد عن التجوال في الذكريات والفراديس.

اقرأ أيضاً: رواية «ألواح» لرشيد الضعيف… عن مشاعر مدعاةً للخجل!؟

وقد جاءت هذه المجموعة من سبعة أقسام، وعناوينها: “الألم حارّاً”؛ “نسجُ الرِّيح”؛ “لا يموت من الحبّ سوى الغرباء”؛ “شيء يشدّك بقسوة”؛ “صدعات”؛ “فوعة حزنك والضحكات”؛ و”مدد الرِّقة”، وهي تضمّ اثنين وأربعين نصّاً شعريّاً، منها ما هو موسوم بالعناوين التالية: “غائب”؛ “إنسلاخات”؛ “ما يَحِبُّ”؛ “أجنّة”؛ “ما بيننا وبين شقوق الحائط”؛ “غضون الذّكرى”؛ “خيانات في الحشا”؛ و”اعتقال نسمة”.
ومن المجموعة نقتطف التالي:كتاب
قجّة الفردوس
كأنّما كان هناؤنا
يسّاقطُ
لحظاتِ مكوّرةً
في “قِجّة” فردوس أصليّ
أزليّ
قجّة
كظِفْر الزمن
لا تُكْسر
ما أحمل غير الفقد.
ذاك الكنز ظلّ في الماضي
يُوَقِّعُ انسياب لآلائه
لغةً ومُدًى
على كلمها ترنّ
كان لزاماً
لأنّ على كلِّ
أن يحمل معه فردوسه المفقود
كم مرّة بعدُ
ينبغي
أن أحبك؟
ليس نشيداً وإن طلع من قلب الغياب
بلا توقيع
أهو اوّل الدرب؟
أم تململ الزمن على شقوقه

باريس الغُيّاب
مثل نبتةٍ تبحث عن سمائها
قلبي في مدينة موحشة
ألم الشوق مكرور
مطرب كالأسطوانات القديمة
كأنّما للوحشة نور فوسفوريّ
مدينة موحشة مروّضة
لا تقتتل فيها العائلات إلا
سياسيّاً
ولا يموت فيها من الحبّ
سوى الغرباء
عَبَرَ الأصدقاء في المدينة العمياء
عَبَرَ الحديث في المدينة الصمّاء
باريس الغُيّاب
باتت المدينة بتراء مذْ تركْتِني
وحيداً تحت مِبضع نورها
غفوة
أتهدّل إلى جوارك
دفؤُك نوري واحتراقي
وملمسك عسيلة الوسن
غفوتك تسيل نُسغاً أبيضَ وورديّاً
وتتشعّب كالأقاصيص
إلى ألف ريشةٍ وزَغَبٍ كثير
أهوي سحيقاً بين عنقك والوساد
بين خُصلتي شعرٍ
أغفو وأصحو وأقيم على رِباط الحُلم

السابق
الجيش الحرّ: تركيا أدخلت 50 دبابة وسنقاتل الأكراد إذا إستلزم الأمر
التالي
لماذا فشل الحوارات.. فرصة لرؤية الحقيقة