انتفاضة سامي الجميّل ضدّ المافيات… مطلبية أم سياسية؟

سامي الجميل
عادت أزمة النفايات الى الواجهة من جديد بعدما صعّد حزب الكتائب حملته بوجه خطة وزير الزراعة أكرم شهيب، والمطالبة بوقف العمل في مكب برج حمود الذي لا يراعي الشروط الصحية والبيئية المطلوبة، وتسرب الغازات السامة والدخان التي ستبقى تصدر عنه حتى لو بعد 20 عاما بحسب تصريح النائب سامي الجميل.

بعد أشهر من البدء بالعمل في مكب برج حمود بالتزامن مع تنفيذ خطة النفايات التي توصّل إليها مجلس الوزراء بعد أشهر من غرق الشوارع بالنفايات، وفضح مناقصات الفساد والتحركات في الشارع التي أدّت إلى مواجهات بين نشطاء المجتمع المدني والقوى الأمنية، قرّر طلاب حزب الكتائب تعطيل الاعمال الجارية بالمكب المذكور من خلال الاعتصام المستمر عند مدخل المطمر.

اقرأ أيضاً: ٦٧٠ مكبّاً عشوائياً.. أبلغوا غينيس أيها اللبنانيون

وفي هذا السياق تساءل رئيس حزب الكتائب سامي الجميل في مؤتمره الصحفي أمس: «هل المطلوب ان يبقى ملف النفايات بيد الطبقة المافياوية والمستفيدة؟» وأكد الجميل «ان البدائل عن مكبّ برج حمود سهلة وهي موجودة في خطة شهيب وتتعلق بـ”لا مركزية” النفايات».

كلام الجميل دفع الوزير أكرم شهيب عرّاب حلّ أزمة النفايات للردّ بحزم فقال «بعدما تناول النائب سامي الجميل بالشخصي وزير الزراعة ورئيس اللجنة الفنية المكلفة متابعة ملف النفايات أكرم شهيب، وذهابه بعيدا في هجومه غير العلني وغير الفني وغير المنطقي على خطة النفايات، نقول “نحترم هذا البيت الكريم والعريق، لكن يقال مثل عنا في الجبل “الله يثبت العقل والدين”». ولفت شهيب «إن وزراء الكتائب كانوا في الجلسة التي أقرت فيها الخطة».

وعن عدم اعتراض الكتائب على خطة شهيب أثناء تواجدهم في الوزارة، أكّد الوزير السابق الكتائبي سليم الصايغ لـ«جنوبية» أنّ «حزب الكتائب اعترض على البند الثاني من خطة النفايات الذي يتعلق بمكب برج حمود في مجلس الوزراء، وقبلنا كي لا تبقى النفايات في الشارع. وانتظرنا عند الوصول الى الشق التنفيذي لكي نسجل رفضنا، وقبل استقالتنا من الحكومة انسحبنا من مجلس الوزراء ومن ثمّ قدمنا استقالتنا، ولم نتلق أي اتصال من أي مسؤول يقول أننا سنحلّ أزمة مكبّ الموت!».

النفايات لبنان

وأكّد الصايغ أنّ حزب الكتائب مستمر في معركته بوجه استمرار العمل بمكبّ برج حمود «فلن نسمح بتعريض حياة أهلنا للخطر، واتخاذ صحة الناس رهينة لخططهم المميتة والخطيرة، وتوريط المنطقة بكارثة بيئية وصحية ستؤذي المواطنين وستخلق حالات سرطان حتى 50 عام» ولفت الصايغ أنّ «الحكومة تخالف القانون، ففي العقد الذي عرض على مجلس الوزراء ذكر أنّه سيتم فرز ومعالجة النفايات، بينما التنفيذ يتم بدون فرز أو معالجة».

وطالب الصايغ الحكومة «بتطبيق اللامركزية في ملف النفايات وتحرير البلديات، فالخطة البديلة لبرج حمود تتطلب لتنفيذها بين الثلاثة شهور والستة شهور كحد أقصى».

وردًا على هجوم شييب على الجميل أمس قال الصايغ «كلام الجميل أمس لم يكن موجها ضدّ شهيب ولو حضر الأخير المؤتمر لما خرج بهكذا تصريح غير موزون وعصبي وغير مبرر ومردود لأصحابه، فلو تحركنا من أجل مصالح انتخابية لما كان التحرّك في منطقة نفوذ الطاشناق!».

وفي السياق نفسه صرّح اليوم وزير الكتائب المستقيل آلان حكيم من مكب برج حمود أنّ «حزب الكتائب اعترض على ملف النفايات منذ البداية ووافق فقط على خطة شهيب التي اعلنها في 9 أيلول الماضي».

عودة الاعتراضات على مكب برج حمود أثيرت في مجلس الوزراء أمس، وقدم شهيب ملخصاً لوقائع الأمور، مؤكداً أن هذه الخطة أقرّت بموافقة الكتائب. وقد أعلن رئيس الحكومة تمام سلام أن خطة النفايات هي أفضل الحلول، وما من خيارات أخرى، في حين تركزت مداخلات الوزراء على عدم وجود أمكانية للعودة إلى الوراء، وأن ما من حل يمكن أن يكون صافياً، وأن النفايات تبقى نفايات، وأي إغراق للشوارع بها ليس مقبولاً أبداً بحسب ما ذكرت صحيفة «اللواء».

اقرأ أيضاً: بلدية القماطية أسقطها حزب الله بالضربة القاضية المسلّحة!

إذَا عادت السجالات وتراشق التهم حول خطة النفايات التي اقرّت بعد طول صراعات ونقاشات، فبين اصرار الكتائب على مواجهة مطمر برج حمود وتأكيد الوزراء على عدم العودة الى الوراء، يبقى السؤال الأهم حول طبيعة السجال الكتائبي الاشتراكي الذي يهدّد بتحويل ملف النفايات من ملف مطلبي الى ملف سياسي بامتياز.

 

السابق
دبي تبهر العالم بأول فندق يحتوي على غابة مطيرة
التالي
«المرشد» يستسلم لـ«القيصر»