بلدية القماطية أسقطها حزب الله بالضربة القاضية المسلّحة!

لم تهدأ حرب ما بعد الإستحقاق البلدي في القماطية محافظة جبل لبنان إلا بعد إستقالة رئيس البلدية بعد جملة تهديدات واعتداءات تعرّض لها وصلت إلى حدّ إلقاء قنبلة يدوية على منزله. وهكذا فانه سوف يحلّ المجلس البلدي لتسقط بذلك صناديق الإقتراع وإرادة الأهالي والديموقراطية دفعة واحدة، بالضربة القاضية المسلّحة.

لا تزال تداعيات النزاع البلدي في بلدة القماطية بين الحليفين اللدودين أمل وحزب الله تتفاعل، وكان آخرها مع إستقالة رئيس البلدية سعيد عباس ناصر الدين من رئاسة البلدية رسميا، وقد قبلت الاستقالة من محافظ جبل لبنان المهندس فؤاد فليفل وكذلك من القائمقام عاليه بدر زيدان، مع إحتمال استقالة اعضاء البلدية كافة واجراء انتخابات جديدة.

اقرأ أيضاً: بلدية القماطية التي خسرها حزب الله: تهديدات ورصاص وقنابل

وكانت جرت الانتخابات البلدية على شكل تحالف عائلي من آل ناصرالدين مدعوم من “الحزب التقدمي الاشتراكي” وأمل، بمواجهة تحالف عائلي آخر من آل حمادة مدعوم من حزب الله. وقد شكلت نتيجة هذه المعركة أقسى الضربات لحزب الله في الاستحقاق البلدي حيث هُزم في بلدة يبلغ عدد ناخبيها 2300 ناخب أغلبيتهم الساحقة من الطائفة الشيعية.

لكن حزب الله لم يرضَ بالخسارة فقامت الدنيا ولم تقعد في “القماطية”، ومن يوم اعلان النتائج قبل ثلاثة شهور الى الآن تعيش البلدة في حالة من التوتر الدائم، فجرى عدد من حوادث إطلاق نار وحمل للسواطير، وإلقاء قنابل وحرق سيارات، تدخّل الجيش اللبناني للتهدئة فيها مرات عدة، وقد وصل قبل عشرة أيام إلى حد إلقاء قنبلة على منزل رئيس البلدية سعيد ناصر الدين في منتصف الليل دون وقوع اصابات، إلى ان جاء القرار السياسي من قبل قيادتي الحركة والحزب بتغليب الاتفاق السياسي على خيار العائلات، وقضى بإستقالة “الريّس” وحلّ المجلس كرمى لعيون حزب الله.

الانتخابات البلدية

مصدر من داخل البلدة فضل عدم ذكر إسمه أكّد على أن “القرار أتخذ والخطوة المقبلة ستكون تقدّم أعضاء المجلس بالإستقالة على أن يتم انتخاب مجلس توافقي بين الأحزاب والعائلات”. وأشار المصدر أن الإستقالة ستكون شكلية بحيث سيظل مرشحو أمل على حالهم على أن يكون للحزب مقعدين بعد أن كان خارج المجلس”. والمجموع إذا ثلاثة مقاعد لأمل وإثنان للحزب أما السبعة مقاعد الأخرى فستتوزع على العائلات.

ولفت المصدر أن “البلدة في حالة هدوء حذر فإلى الآن، لكن لا شيئ ثابت سيما أنه إلى الآن لم يتم ترشيح أي إسم لرئاسة المجلس البلدي”. مؤكدا أن النزاع صُوِّر على انه عائلي بين آل حمادة وآل نصرالدين إلا أنه نزاع حزبي بإمتياز”.

وبحسب المصدر “صيغ إتفاق بين أمل وحزب الله أفضى إلى ترجيح كفة التحالف خصوصا أن الرئيس برّي – على حد قوله – لم يكن راضٍ على خرق التحالف في القماطية الذي يعترف بان البلدية فيها يجب ان يرأسها شخص يعينه حزب الله، فحلّ المجلس كبلدات أخرى أعيد فيها انتخاب مجلس ائتلافي جديد قدم فيها الحزب تنازلات لأمل والعكس صحيح”.

اقرأ أيضاً: تجاوزات حزب الله البلدية واتهامه بإنشاء مشاريع عقارية لغايات سياسية أبرزها موقع «جنوبية»

لكن وإن نفدت “القماطية” هذه المرة من فتيل الفتنة الذي كان على وشك ضرب السلم الأهلي فيها، وإن توصّل المعنيون لترشيح إسم جديد لرئاسة البلدية، لكن الأكيد أن صوت العائلات خسر أمام حرب المحاصصة الحزبية فسقط خيار العائلات وسقطت الديموقراطية من أجل حصول حزب الله بالقوة على القرار البلدي للقماطية.

السابق
نصر الله لم يعد «ترند»: حتى جمهورك لم يعد يصفق يا سيد!
التالي
دبي تبهر العالم بأول فندق يحتوي على غابة مطيرة