بلدية القماطية التي خسرها حزب الله: تهديدات ورصاص وقنابل

القماطية
انتهت الانتخابات البلدية قبل ثلاثة شهور، ولكن تداعياتها في بلدة القماطية محافظة جبل لبنان لم تنتهِ بعد، اطلاق نار وحمل سواطير والقاء قنابل هي حرب ما بعد الاستحقاق الذي لا يزال شظاياه يهدد السلم الأهلي في المنطقة ويهدد بسفك دماء بين الأهالي في حال بقي النزاع على حاله.

النزاع الذي بدأ بعدما انفرط التحالف بين الثنائي الشيعي حركة أمل وحزب الله على حساب تحالف عائلي من آل ناصرالدين مدعوم من “الحزب التقدمي الاشتراكي وأمل، بمواجهة تحالف عائلي آخر من آل حمادة مدعوم من حزب الله. وقد شكلت نتيجة هذه المعركة أقسى الضربات لحزب الله في الاستحقاق البلدي حيث هُزم في بلدة يبلغ عدد ناخبيها 2300 ناخب أغلبيتهم الساحقة من الطائفة الشيعية.

اقرأ أيضاً: رئاسة الجمهورية في عامها الثالث.. تنتظر الستاتيكو العسكري في سوريا

المسألة لم تنتهِ إلى هذا الحدّ لكن المعركة الشرسة إستمرت بين آل نصرالدين وآل حمادة وأولى المعارك بدأت حينما كان أعضاء المجلس البلديّ يتحضّرون للتوجّه إلى القائمقاميّة لانتخاب الرئيس سعيد ناصر الدين، حصلت المواجهة الأولى التي بدأت بالسّواطير وامتدّت لساعات، قبل أن ينهيها الجيش اللبناني بتوقيف عدد من الأشخاص ونقل أربعة جرحى إلى المستشفيات.

وغيرها من المواجهات والحرب الافتراضية على وسائل التواصل الاجتماعي التي قادها التحالف الخاسر والمدعوم من حزب الله وصل قبل أيام إلى حد إلقاء قنبلة على منزل رئيس البلدية في منتصف الليل دون وقوع اصابات. وعلى خلفية هذا الصراع الدموي تقدم رئيس البلدية سعيد ناصر الدين باستقالته من مهامه أمس وذلك حفاظا على سلامة عائلته ولرأب الصدع بين أهالي القماطية.

أحد أفراد عائلة ناصرالدين روى لـ “جنوبية” حجم الضغوطات التي يتعرض لها المجلس البلدي منذ إعلان النتائج، من إشهار الخناجر والسواطير وبعدها حرق سيّارات حتّى تأزّم الوضع، برمي قنبلتين صوتيتين. الأولى، تحت مقرّ المجلس البلديّ في اليوم الأوّل لعيد الفطر، والثانية، منذ أربعة أيام بالقرب من منزل رئيس البلديّة، برغم الاجراءات التي ينفذها الجيش في البلدة. كما أشار المصدر إلى الحرب على مواقع التواصل وكل ذلك لأن حزب الله لم يحصل على أي مقعد في المجلس البلدي.

القصة بدأت بحسب المصدر عندما لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الثنائي حزب الله وأمل مما قضى إلى ابرام توافق بين الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله إلى ضرورة المحافظة على لائحة المقاومة والتنمية الإئتلافية مدعومة من العائلات وعلى هذا الأساس تم ذلك. لكن قبل أيام من الاستحقاق تم الكشف أن حزب الله في البلدة شكل لائحة جديدة غير اللائحة التوافقية مما خلق رد فعل لدى  الجهة المقابلة فتمّ تشكيل لائحة من آل حمدان مدعومة من أمل مؤلفة من 9 أعضاء. وكشف المصدر أن برّي غير راض عما جرى لأنه تم خرق الاتفاق وتابع صحيح أن الرئيس الحالي عضو سياسي في أمل إلا أنه مدعوم من عائلات البلدة، كما أشار المصدر إلى أنه وعلى الصعيد الشعبي فان اهالي القماطية يعارضون إستقالة نصرالدين من رئاسة البلدية. كما انتقد المصدر أسلوب البلطجة المتبع من آل حمادة بتغطية من حزب الله مع الإشارة إلى القنابل التي ألقيت على منزل رئيس البلدية يدوية الصنع بحسب الخبراء الذين عاينوا المكان.

الانتخابات البلدية

إلى ذلك تأسف المصدر لتسليط الضوء من قبل الإعلام على الأزمة الحاصلة في القماطية من وجهة نظر واحدة دون عكس وجهة النظر المغايرة.

واليوم بعد استقالة سعيد ناصرالدين رئيس البلدية تواجه البلدة عقبة جديدة بحسب المصدر، وهو رفض أعضاء المجلس البلدي الشرعيون الإستقالة لأن بحسب المصدر الأعضاء منتخبين من قبل أبناء البلدة وبالتالي العائلات ترفض الآن إستقالة المجلس برمته. والأكثر من ذلك أنه فور استقالة ناصرالدين عمد الفريق الآخر الخاسر شعبيا الى تشكيل لائحة أخرى مستندة الى شرعية القوة والغلبة والسلاح.

في المقابل، الجهة المعارضة تتهم فريق ناصرالدين برمي القنابل للاستفادة منها إعلاميّاً، والرواية بالنسبة للمعارضين أن أزمة القماطيّة بدأت حينما قرّر ناصر الدين الترشّح لرئاسة المجلس البلديّ، ضارباً بعرض الحائط العرف المعتمد بأن تكون الرئاسة مداولةً بين أكبر عائلتين: حمادة وناصر الدين، أصرّ الأخير على الترشّح، فما كان من معارضيه إلّا أن وجدوا ملجأ لاستيائهم في عين التينة، خصوصاً أنّ ناصر الدين قيادي في «أمل»، وسرعان ما وجد بري حلا بأنّ تتقاسم العائلتان المجلس البلديّ: ثلاث سنوات لسعيد ناصر الدين والثلاث الأخيرات لأحمد حماده. هكذا صيغت المبادرة وقرأت عائلات القماطيّة الفاتحة على نيّة التوافق وعلى مسمع ممثلي «أمل» و «حزب الله» الذين رعوا الحلّ.
كان من المفترض أن «يغربل» المعنيون أسماء المرشحين ويتوافقوا على 12 عضواً، قبل موعد الانتخابات، لكن المعارضين يتهمون ناصر الدين بأنه أطفأ هاتفه الخلوي، حتى جاء ليل السبت الذي سبق موعد الانتخابات، ليتبين لهم أنّ التوافق ضرب بعرض الحائط.

اقرأ أيضاً: مشروع «مديار» السكني: اتهامات لحزب الله… والأدلّة مؤجّلة

وبين الروايتين، الأكيد أن الأزمة في القماطية مفتوحة على كل الإحتمالات سيما ان الصراع هو عائلي حزبي، الديموقراطية وصناديق الاقتراع تبدوان في خبر كان، وعلى ما يبدو أن تاثير قيادات الثنائية الشيعية بات محدودا في ظل هذه الأزمة الحزبية العائلية الحادة في البلدة.

 

السابق
10 استراتيجيات يتبعها الإعلام للتأثير على عقول الجماهير وخداعهم
التالي
مراقبو وزارة الصحة يقفلون فرنين في الغازية وقناريت