مشروع «مديار» في ساحل الشوف: اتهامات لحزب الله… والأدلّة مؤجّلة

بدأت في تموز الماضي اعلانات عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وعلى لوحات الاعلانية على طول الخط الساحلي لجبل لبنان الجنوبي تحت عنوان «استثمر وعمّر في مديار، المدينة الأكثر نموًا»، اعلانات تظهر مشروعًا ضخمًا يضم مجمعات سكنية، مقسمة إلى مناطق لبناء الفيلل وأخرى لأبنية سكنية ومنتجعات.

أثار مشروع “مديار” السكني عدّة علامات استفهام بالنسبة لأبناء البلدات المحيطة به على ساحل الشوف، خصوصًا بعدما تبيّن أنّ مالك العقار هو من آل تاج الدين، العائلة الجنوبية المشهورة بمقاولات المشاريع السكنية والمقربة من حزب الله، وتبيّن ان المذكور اشترى منذ سنوات قليلة عقارا تبلغ مساحته ثلاثة ملايين وخمسمائة الف متر مربع من رجل الأعمال المليونير روبير معوض، في بلدة “الدلهمية” التابعة عقاريًا لبلدة “الدبّية”، وهي من أكبر البلدات المسيحية في إقليم الخروب، وتتميز بموقع استراتيجي مميّز، فهي من جهة تلامس طريق الشوف، ومن جهة ثانية تتحكم بمفاصل الاقليم، كما انها تشرف على الطريق الساحلية الى الجنوب من الناعمة وحتى الجيّة.

اقرأ أيضاً: تمدد حزب الله عقارياً في الإقليم والشوف.. يطرح علامات استفهام عن الاسباب؟!

المهندس حسن رزق في شركة «رزق للتصميم الهندسي» وهي الشركة المعمارية التي صممت مشروع «مديار» وتظهر اسم الشركة على اللوحات الاعلانية والتصميمة للمشروع، أكّد لـ«جنوبية» أنّ «البيع حاليًا هو حصري ببيع الأراضي، لمستثمرين أو لمن يريد تشييد أبنية سكنية. أمّا الشقق السكنية والفيلات فلم نباشر ببنائها، وهي تحتاج أقلّها إلى 6 أشهر لكي ننتهي من تخليص التراخيص والأوراق الرسمية».

وعن أسعار الشقق والأراضي قال رزق «لا يوجد سعر محدد للأراضي المحددة للبيع أو للشقق المنوي بناءها، فلكل قطعة أرض سعرها»، وعلى الرغم من تأكيد رزق بيع عقارات في المشروع إلاّ أنّ الغريب أنه رفض تحديد سعر المتر إن بالنسبة للعقارات أو بالنسبة للشقق بحجة أنّ الأسعار تختلف من نطاق إلى آخر!

ورفض رزق صبغ المشروع بأي جهة سياسية، مؤكدًا أنّ شركة رزق هي الشركة التي صممت دراسات المشروع، ولكن مالك العقار هو عبد الله تاج الدين، مؤكّدًا أنّ الأيام ستثبت سوء النوايا التي ترافق بناء المشروع».

مصدر من الحزب الاشتراكي لم يخفِ لـ«جنوبية» قلقه من ما يحصل في الدلهمية، لكن في المقابل أكّد حساسية الوضع الذي يفرض عدم تدخل الحزب الاشتراكي لأسباب سياسية، وأكّد المصدر أنّ «الحزب الاشتراكي ليس لديه أي سلطة في الدبية، ففي النهاية البلديات هي التي تعطي التراخيص وتواكب تنفيذ المشاريع».

مصدر معني متابع لحركة حزب الله على طول الساحل الممتد على طريق الجنوب – بيروت أكّد لـ«جنوبية» أنّ «حزب الله يعمل منذ سنوات للسيطرة على الخط الساحلي بين الجنوب – بيروت عبر تملكه شققا سكنية في خلدة والناعمة وجدرا. وبناء مجمّع «المصطفى» في الجيّة. وهو أكبر المجمعات التابعة لحزب الله على خط الساحل. ومجمعاً سكنيا في السعديات استحدثه قبل ثلاث سنوات. وهناك أيضًا مجمّع «البحار» في وادي الزينة، وهو مجمع ضخم يقع على مدخل إقليم الخروب ذات الأغلبية السنية».

وأضاف المصدر أنّه «لولا تدخل حزب الله في الحرب السورية وانشغاله فيها، لكانت المشاريع امتدت من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال مرورًا بالبقاع والساحل، من أجل إحكام سيطرة حزب الله الأمنية والعسكرية على كامل الأراضي اللبنانية».

ولكن من هم آل تاج الدين؟

تتهم الولايات المتحدة شركات تاج الدين بانها جزء من شبكة عالمية تقدم ملايين الدولارات لـ«حزب الله»، الذي يعتبره البيت الابيض «من اخطر المجموعات الارهابية في العالم». ووجهت عقوبات اميركية في كانون الاول 2010 شبكة اعمال مملوكة أو يديرها تاج الدين واشقائه في غامبيا ولبنان وسييراليون وجمهورية الكونغو الديموقراطية وجزر العذراء البريطانية.

وفي أيار 2009 صدر بيان عن وزارة الخزانة الاميركية انّ «قاسم تاج الدين واشقاءه يديرون «شركات وهمية» لحساب «حزب الله» في افريقيا. واشارت الى انه «في عام 2003، اعتقل تاج الدين في بلجيكا بتهمة الاحتيال وتبييض الاموال وتهريب الالماس».

كما جمدت أنغولا بطلب أميركي، الأنشطة الاقتصادية لعائلة تاج الدين اللبنانية، بعد أقل من عامين على إدراج اسم أحد أفرادها على لائحة الإرهاب الأميركية، وبعد أشهر على أزمة البنك اللبناني ــ الكندي.

إذًا، لا يزال الغموض يسيطر على المشروع خصوصًا، فلماذا يرفض المهندس رزق تحديد أسعار الأراضي، ويؤكّد أنّ لا شقق حاليا معروضة للبيع؟!

وما زاد علامات الاستفهام هو نشر أحد مهندسي المشروع الذي يسوّق لـ«مديار» عبر صفحته الخاصة على «فيسبوك» صورا له مع أحد رموز حزب الله المعروفين على مواقع التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضاً: تمدد حزب الله (3): مخطط سرايا المقاومة في السيطرة على إقليم الخروب

فهل هذا المشروع هو استكمالاً لمخطط حزب الله في السيطرة على المواقع الاستراتيجية على طول الخط الساحلي بين بيروت والجنوب، بعدما تبيّن للحزب في أحداث السابع من أيار أنّ الخط الساحلي الذي يربط بين الضاحية الجنوبية والجنوب اللبناني خارج سيطرته، هذا الخط الذي يمكن أن يعرقل مخططه التوسّعي لاحقا.

السابق
إلى متى سيدافع «حزب الله» مكان الجيش السوري؟
التالي
قتيلان وجريحان في حادث سير في الجية