بريتال ومقنة واللبوة تقارع «الثنائي الشيعي»!

أقل من ثلاثة أسابيع تفصل عن 8 أيار، الموعد المقرر لإجراء الإنتخابات البلدية في قرى محافظة البقاع. فيما المشهد على الساحة البعلبكية وتحديدا في بلدات بريتال، ومقنة، واللبوة، يختلف عما يجري في باقي قرى محافظة مدينة الشمس، إذ أن العائلات لا تزال تقارع سلطة تفرد تحالف الثنائي الشيعي أي “حزب الله” وحركة “أمل”، على قاعدة تغليب الإنتماء العائلي على الإنتماء الحزبي.

في بريتال، لا تزال لائحة “إنماء بريتال” منذ العام 1998 تعلن عن نفسها كلائحة مواجهة للوائح “حزب الله” وحركة “أمل”، وحققت هذه اللائحة المدعومة من العائلات والأمين العام السابق لـ”حزب الله” الشيخ صبحي الطفيلي في الدورات الثلاث الماضية في الأعوام 1998 و2004 و2010 فوزا تلو الآخر، برئاسة عباس زكي اسماعيل، بعدما نال مجلسها البلدي ثقة غالبية أبناء البلدة، لنشاطه الإنمائي.

ويؤكد اسماعيل لـ”المدن” أن “لائحة إنماء بريتال لديها مشروعها وهي ستخوض المعركة البلدية على أساس إنماء البلدة، إذ أننا لسنا بموقع الخصومة مع أحد، وجل ما في الأمر أننا نمد يدنا لكل من يرغب بالمساعدة، ساعين إلى تجنب إدخال الإصطفاف السياسي بالمعركة البلدية”.

كلام إسماعيل هذا، يحاول حزب الله، الإلتفاف عليه، إذ علمت “المدن” ان “الحزب حتى تاريخه، لم يستطع ولم يعلن رسميا خوض غمار المعركة الإنتخابية في البلدة، ولكن بعض كوادره، يحاولون شرذمة العائلات، في محاولة إيجاد مدخل يشكل للحزب موطئ قدم بلدي، في قرية كانت دائما تدور في فلك الطفيلي”.

إقرأ أيضاً: الإنتخابات البلدية: جنبلاط متضايق.. والقوات – عون أمام لحظة الحقيقة

وفي بلدة مقنة التي غردت منذ العام 1998 خارج سرب التحالف الإنتخابي لـ”حزب الله”، وحركة “أمل”، يقول رئيس بلديتها فادي المقداد لـ”المدن” إن “الجيد في الأمر أن الأحزاب إقتنعت ان الأساس هو العائلات، التي يغلب الإنتماء إليها في الإنتخابات البلدية على الانتماء الحزبي، وبالتالي ارتأينا السير بلائحة توافقية برئاسة الاستاذ فواز المقداد، تستوعب ضمنها العائلات الاحزاب”.

أما اللبوة، أو البلدة التي يعتبر كثر، ان انتخاباتها هي ام المعرك الإنتخابية، فان “حزب الله” يخوض أشرس معاركه فيها في محاولة للتعويض عن الخسارة التي مني بها في العام 2010، ولكن المفارقة في اللبوة انه حتى “حزب الله” وحركة “أمل” انقسما عائليا، إذ علمت “المدن” ان “العائلات سعت إلى توافق بالتنسيق مع الحزب والحركة، ونقلت ذلك في أكثر من لقاء إلى النائب نوار الساحلي، على قاعدة ان يترك لكل عائلة ان تختار مرشحها، بيد ان الحزب إلتف على العائلات محاولا مصادرة خياراتها”. ويقول أحد أبناء اللبوة لـ”المدن” إن “أحد المتمولين المنتمين إلى حزب الله، حاول فرض أسماء على العائلات، الأمر الذي ولد شرخا حتى في بيئة الحزب نفسه، على قاعدة ان المال والسلطة لا يمكنهما مصادرة خيار الناس”.
إقرأ أيضًا: الانتخابات البلدية واقعة: وهذه أبرز التحالفات
ونظراً الى هذه التعقيدات في اللبوة، فان اللوائح الانتخابية لم تعلن حتى الآن في البلدة، وسط محاولات للحزب لشق العائلات، لكن ذلك أدى الى نتيجة عكسية عبر شد العصبية العائلية في مواجهته.

(المدن)

السابق
تسخيف الفساد… تسخيف لفكرة الدولة
التالي
«داعش» يستعد لحرق الطيار السوري الأسير «عزام عيد»