الرهان العوني على جلسة الانتخاب اليوم تبدد.. وهذا السيناريو الرئاسي الجديد

تدخل السياسة اللبنانية في اجازة تمتد شهرا على الاقل، فموعد الحوار ترحّل الى أيلول المقبل، ومثله جلسة انتخاب رئيس للدولة بعدما تبددت الامال والوعود التي أطلقتها الأوساط العونية بالرهان على انتخاب العماد ميشال عون رئيسا في آب، أي في جلسة اليوم التي ستنسحب على مجمل الجلسات السابقة.

غداة فشل ثلاثية الحوار في التوصّل إلى توافق على موضوع رئاسة الجمهورية، تمرّ جلسة رقم 43 لإنتخاب رئيسا للجمهورية دون أن تحمل جديداً، والامال والوعود بانتخاب رئيس للدولة تبددت خصوصاً أن الجلسة ستشهد تناقصاً في عدد النواب المشاركين قد يبلغ حده الادنى اليوم مع توجه نواب كثر الى الخارج لتمضية اجازاتهم الصيفية.

اقرأ أيضاً: لبنان «سيف» وأولاً هي «المسن»

وذكرَت مصادر وزارية مضطلعة أنّ الملف الرئاسي عاد إلى المربّع الأوّل، وعاد الحديث جدّياً عن “المرشّح التوافقي”، وهذا ما شدّد عليه رئيس مجلس النواب نبيه برّي بقوله لزوّاره: “لا بدّ من التوافق، ولا بدّ من أن يرضى الجميع، وفي نهاية المطاف لا بدّ من الذهاب إلى الرئيس التوافقي”.

وفي السياق نفسه، أكّد وزير العمل سجعان قزّي أنّه “لا توجد معطيات حول إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية في المدى القريب أو المتوسط، ما لم تحصل تطوّرات تسوَوية في المنطقة أو تطوّر أخلاقي لدى الطبقة السياسية في لبنان”، وقال إنّ “البحث بدأ يتّجه نحو أسماء جديدة للرئاسة، مع استمرار المرشّحين الحاليين”.

آمال عون تتبدد

وفيما راهنت الأوساط العونية على اليوم الثامن آب، بأن يكون تاريخياً، لكن لا شيء تغيّر، إذ عملت أوساط “التيار الوطني الحر” إلى ضخ الكثير من المعلومات عن احتمال وصول العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا، في الجلسة التي حدّد الرئيس نبيه بري موعدها اليوم، استناداً إلى معطيين: الأول: أن ثلاثية الحوار في عين التينة والتي انتهت منذ أيام قد تفتح أبواب بعبدا، تبعاً للحوارات التي تجري بالواسطة بين “المستقبل” و”التيار”، لكن الحوارات انتهت إلى صفر نتيجة بكل الملفات المطروحة. أما الثاني، انعطافة رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط باتجاه عدم الممانعة بانتخاب عون رئيساً، من دون أن يخطو بهذا الموقف خطوة ثانية، حتى ما تردّد عن احتمال إعلانه رسمياً القبول بانتخاب عون، بقي مجرّد شائعة لم تترجم إلى فعل في احتفال المختارة يوم السبت لمناسبة تدشين كنيسة سيّدة الدر المارونية.

ميشال عون

“المستقبل” لم يعد في وارد طرح مبادرات جديدة

ويبدو أن “المستقبل” لم يعد في وارد طرح مبادرات جديدة، بعد مبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجية، وما تردّد عن احتمال طرح أسماء جديدة، استناداً إلى ما قاله مستشار الرئيس سعد الحريري النائب السابق غطاس خوري على هامش احتفال تدشين كنيسة المختارة السبت، لا يدل على أن هناك معطيات جديدة، على حدّ تأكيد أوساط “المستقبل” التي اكدت ان الكتلة لا تزال على موقفها من ترشيح فرنجية، ولا شيء تغيّر، مشيرة إلى أن ما اعلنه خوري لا يختلف عما أعلنه فرنجية مؤخراً من انه لا يمانع من الانسحاب من المعركة إذا تمّ التوافق على انتخاب رئيس، سواء كان من الأسماء المطروحة أو اسم جديد.

وأكّدت مصادر كتلة “المستقبل” بأكثريتها لـ”الجمهورية” الاستمرارَ في ترشيح رئيس فرنجية. وقالت إنّه “لم يحصل أيّ تصويت داخل الكتلة، إنّما هناك نوع من النقاش حصَل وتبيّن أنّ هناك فوارق كبيرة في المواقف بين أكثرية رافضة لترشيح عون وأقلّية تؤيّده، وهي لا تتعدّى أصابعَ اليد”.

“حزب الله” يجدد التمسك بعون

في المقابل، جدّد “حزب الله” تمسّكه بخَيار انتخاب رئيس تكتّل “الإصلاح والتغيير” النائب ميشال عون رئيساً، وذلك على لسان عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، الذي أكد سعيَ الحزب لحلّ الأزمة السياسية من خلال الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية. وأشار فضل الله إلى أن الرئيس هو بالنسبة إلينا عون. وأضاف: “عليهم أن يتحاوَروا معه كمعبَر وحيد في حال أرادوا معالجة ملفّ الرئاسة”.

اقرأ أيضاً: النسبية الخاصة والعامة: لبنان بحاجة لـ« آينشتين» جديد

سلام يدعو “القادة” الموارنة إلى اختيار اسم خامس للرئاسة

إلى ذلك، دعا رئيس الوزراء تمام سلام بضرورة الدفع في اتجاه توافق القيادات المسيحية على مرشح خامس من أجل تجنيب البلاد استمرار الشرور والمخاطر الناجمة عنه. وذلك ردّاً على سؤال عن كلام البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عن الرئاسة وتزامنه مع ذكرى مصالحة الجبل ومعانيها اليوم، انه “بحكم مرجعية البطريرك ومعاناته مع القيادات وتحديداً المسيحية منها، له الحق في أن يرفع الصوت ويشير إلى ملف الرئاسة. وذكّر سلام بالحالة المشابهة التي واجهها لبنان عام 1976 “عندما اجتمع ثلاثة قادة في حينها، هم، الرئيس كميل شمعون أو العميد ريمون إده أو الشيخ بيار الجميل، وعندما أدركوا استحالة وصول أحدهم إلى سدة الرئاسة، اتخذوا قراراً بدعم مرشح من خارجهم، وهذا ما شكّل في حينه فرجاً للبلاد”.

السابق
إعفاء رئيس اللجنة الأمنية في حلب من مهامه
التالي
وزارة الطاقة الروسية تؤكد غياب شروط تثبيت إنتاج النفط