بعد تحذير الامم المتحدة: هل يصنف الحشد الشعبي تنظيما ارهابيا؟

الحشد الشعبي العراقي
تستمر قوات الحشد الشعبي العراقية في مساندة الجيش العراقي في معركة الفلوجة، رغم تضخم حجم الإنذارات المقدمة من قبل منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية. ففي الأسبوع الأول من رمضان تم تسريب مجموعة من الفيديوهات تظهر من خلالها عمليات تعذيب يقوم بها عناصر الحشد الشعبي بحق لاجئي مدينة الفلوجة العراقية، فهل ستؤدي هذه الممارسات الى تصنيفه ارهابيا، وهو الهدف الذي يسعى اليه جاهدا الاعلام العربي؟

تشكل الحشد الشعبي من قوات شيعية من خمسة عشر فصيلا شيعيا على رأسهم منظمة بدر وحزب الدعوة وعصائب أهل الحق، وسرايا الخرساني، والنجباء، واِتُهمت هذه الفصائل بممارسة التطهير الطائفي بحق أهل السنة في أكثر من نقطة في العراق. وأدعى محافظ الانبار صهيب الراوي قتل الحشد 50 مواطناً من الفلوجة والقيام بالإخفاء القسري بحق 600 اخرين.

اقرأ أيضاً: لماذا تريد ايران معركة الفلوجة طائفية؟

ويلقي أهل الفلوجة اللوم على محافظ الأنبار صهيب الراوي بالتواطؤ غير المباشر مع إرتكابات الحشد الشعبي، وذلك لموافقته على إشراك الحشد بعمليات الفلوجة إلى جانب الجيش العراقي والشرطة خلال المعركة ضد تنظم داعش الارهابي المتمركز منذ العام الماضي داخل الفلوجة والموصل.

وإستطاعت منظمة هيومن رايتس ووتش تجميع شهادات حيّة لناجيين من يد الحشد الشعبي وأشارت أيضاً إلى سعيها لتوثيق شهادات لعناصر من الحشد العراقي يتحدثون فيها عن ممارسة القتل المتعمد بحق عشرات العراقيين.

ومع بداية شهر حزيران الحالي تم تسريب أربع فيديوهات موثقة بالصوت والصورة لإنتهاكات بحق لاجئين ومجتجزين عراقيين. يظهر «الفيديو الأول» قيام جنود من الحشد بضرب مواطن عراقي على بأحذيتهم على رأسه. أما الفيديو الثاني ينقل «إعدامات ميدانية» يقوم بها بحق عراقيين. بينما الفيديو الثالث يحمل شهادات محتجزين سابقين لدى الحشد. ويتحدث إحدى المحتجزين الناجين عن الكيفية التي تمت بها عملية تعذيبه وعن إتهامه بالإنتماء إلى مجموعات إرهابية مسلحة. أما الفيديو الرابع يوثق حالة تعنيف جسدي لرجل على يد شبان تابعين للحشد وتوجيه الأهانات له بذريعة أنه تابع إلى داعش أيضاً.

وتطغى الإتهامات الطائفية وتهم الإنتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية في الفيديوهات المسربة منذ عام 2013 لتبرير عمليات التعذيب التي يقوم بها الحشد بحق العراقيين في أكثر من محافظة عراقية. ويأتي اعدام مسلح أو حتى مواطن من دون الإستماع إلى إعترافاته أو حتى التحقيق معه ضمن سياق الإعدامات الميدانية والأحكام العرفية.

الفلوجة العراق

العام المنصرم ورد إسم الحشد في ثلاث جرائم حرب ارتكبت في مدينة تكريت العراقية، ولاقى فيديو نُشرعام 2015 لنساء تكريتيات قمن برفع رايات بيضاء أثناء دخول قوات الحشد إلى مدينة تكريت رواجاً واسعاً داخل الاوساط العراقية بإشارة منهن إلا أنهن مدنيات وبيوتهن ليست مأوى للإرهابيين.

وقد طالبت منظمات حقوقية توضيحات من رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي عن الإنتهاكات التي تحصل يومياً في الفلوجة. واشار العبادي في اخر تصريح له أن الحكومة ستحاصر المجموعات غير المنضبطة وتقفل مكاتبها لفرض الأمن في العراق.

في أذار 2016 صرح السيستاني وهو المرجع الروحي لبعض فصائل الحشد الشعبي بضرورة حماية المدنيين وخلاف لكلام السيستاني فقد تجاهل التوصيات الشرعية للمراجع الشيعة في إشارة إلى أن معدل التسريبات لمواد توثق إنتهاك حقوق الإنسان في العراق على يد الحشد هو مادتان كل ست أيام.

اقرأ أيضاً: من المسؤول عن محاولات إفشال تحرير الفلوجة؟

ويبدي مراقبون في بغداد استغرابهم من نشر فيديوهات اتضح انها مشغولة ومحضرة جيدا لادانة الجيش العراقي، فتصور اقرادا يرتدون زي الجيش ويقومون علنا بانتهاكات، كي تظهر ان معركة الفلوجة طائفية وهو ما يريده الجهات الخارجية المستفيدة من بقاء العراق ساحة حرب وارهاب لأطول فترة ممكنة، من اجل بقائه ضعيفا ومهيمنا عليه من قبل الدول الاقليمية الكبرى.

السابق
نشطاء سخروا بعد استقالة الكتائب: سامي الجميل صائم!
التالي
مقال يستهتر بالعقول ويتهم تيار المستقبل بتفجير «لبنان والمهجر»!‎