نهاد المشنوق…الصراحة راحة!

لا شك ان كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق أمس في برنامج كلام الناس، بقدر ما كان مفاجئا بالنسبة للرأي العام اللبناني الذي لم يعتد هذا المستوى من الصراحة، فان هذا الكلام بدا وقعه ثقيلا على السفيرين السعودي والبريطاني اللذين سارعا الى نفي ما جاء في الحديث المذكور حول تسميتهما النائب سليمان فرنجية لمنصب رئاسة الجمهورية في لبنان.

إستغرب سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري المواقف التي أدلى بها وزير الداخلية نهاد المشنوق لبرنامج “كلام الناس” وإقحامه المملكة العربية السعودية في عدد من الملفات الداخلية، مؤكّدًا أنّ المملكة لم ولن تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية ولا سيما ملف رئاسة الجمهورية الذي تعتبره ملفا سياديا يعود للبنانيين وحدهم حق القرار فيه.

الى ذلك، ردّت السفارة البريطانية عبر مسؤول فيها قائلة: “نحن لا ندعم او نعارض اي مرشح محدد لرئاسة الجمهورية”، لافتة الى ان انتخاب رئيس للجمهورية هو قرار ومسؤولية اللبنانيين.

وكان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عرض للسياسة السعودية في لبنان في سابقة لم يقدم عليها سياسي مستقبلي في لبنان. إذ قال إن “السياسة السعودية في العهد السابق دفعتنا الى خيارات لم نرض بها ومنها زيارة الرئيس سعد الحريري لسوريا”. واعتبر ان ترشيح النائب سليمان فرنجية لم يولد لدى الرئيس الحريري، وانما في الخارجية البريطانية مروراً بالاميركيين وصولاً الى السعوديين فالرئيس الحريري. مذكرا بأن “الحريري رشح العماد ميشال عون في وقت سابق، فقالت السعودية آنذاك ما لا يقال وفعلت ما لا يفعل”.

نهاد المشنوق

عدة تفسيرات أطلقت حول مغزى حديث المشنوق هذا الأكثر من صريح وتوقيته، خصوصًا بعد الانتخابات البلدية وهزيمة طرابلس للاحزاب والتيارات المؤتلفة ومنها “المستقبل” على يد الوزير المستقيل اشرف ريفي.

إقرأ أيضًا: سعد الحريري …. لست الخاسر الوحيد

بعض التفسيرات توحي ان ما قاله الوزير المشنوق هو من باب رفع المسؤولية والملامة عن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، الذي تعرض لانتقادات واسعة من قبل حلفائه في فريق 14 آذار بعد اتخاذه لقرارات غير شعبية ومنها، زيارته لسوريا نهاية عام 2009 ولقائه الرئيس بشار الأسد وهو المتهم باغتيال والده، وكذلك بعد موافقته على الحوار مع حزب الله وصيغة جيش شعب مقاومة التي شرعت السلاح غير الشرعي، الى ما قام به اخيرًا سعد الحريري بتسمية النائب سليمان فرنحية لرئاسة الجمهورية.

هذه القرارات كشف الوزير نهاد المشنوق في حديثه أمس انها اتخذت بطلب من السعودية وبتوجيهات منها، اي ان الرئيس الحريري لم يتخذ هذه القرارات التي خسرته جزءا من جمهوره وجعلت خصومه يعيرونه بقلة الخبرة في السياسة.

ولكن من ناحية ثانية يقول مراقبون، الا تظهر هذه التصريحات الرئيس سعد الحريري ان لا قرارًا سياسيا مستقلا له، وانه تابع بشكل كبير لسياسة الرياض، فينفذ بشكل تلقائي ما تطلبه وتريده المملكة من لبنان؟

إقرأ أيضًا: نهاد المشنوق: مبادرة فرنجية بدأت من بريطانيا فأميركا فالسعودية فالحريري..

النائب وليد جنبلاط لم يفوت هذه الفرصة واقتنصها لصالح تحسين علاقته المضطربة بالمملكة السعودية، فردّ على وزير الداخلية نهاد المشنوق من دون أن يسمّيه بأنّه من الظلم وتحريف الوقائع القول بأنّ مبادرة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز أوصلتنا الى حالة اليوم. وذلك تعقيبًا على ما قاله المشنوق بأنّ النظام السعودي السابق هو الذي أوصل تيار “المستقبل” الى ما وصل إليه.

وأضاف جنبلاط في تغريدات عبر موقع “تويتر”: “أتركوا هذا الفارس العربي الكبير يرقد مرتاحاً بعيداًعن هذا النوع من الهذيان

وكان قال عن وزير الداخلية: “الطرب المشنوقي في الصباح، وقد يسمّى بالمشنوقيات، يكاد يشبه رقص “التانغو”. الرشاقة الفكرية تلاقي الرشاقة البدنية”!

السابق
إدلب تستصرخ: وامعتصماه!
التالي
جيش الفتح: أخلينا إدلب حفاظا على المدنيين