إدلب تستصرخ: وامعتصماه!

مساجد إدلب، كما مساجد حلب، فارغة موحشة، الصلاة قد أسقطت فلا فريضة لمن يتربص بهم نظام أعمى وحلفاء له يقصفون البشر والحجر والشجر... لم تستوقف إدلب الإعلام العربي إلا ما قلّ ودل، ولم يتوقف عندها الإعلام اللبناني الذي فرّغ شاشاته للانتخابات البلدية ولنتائجها وللمحاصصة ولصراع المجتمع المدني مع محادل السلطة.

إدلب، التي تقصف منذ عدّة أيام بذريعة استهداف الإرهابيين، لا يميز بها النظام السوري وحليفه الروسي لا مواقع آمنة، ولا حتى مستشفيات، فالشهداء في إدلب كل دقيقة يتساقطون والعرب بين دراهمهم ودينارهم ودولارهم سكارى لا يدركون.
فبركات الإعلام المخادع رافقت إدلب كما استهدفت حلب وقبلها مضايا والزبداني والرقة وسائر البلدات السورية التي وقعت في فخ الموت، وتحت زنار النار، والنظام الروسي السفّاح يبرئ منه من دمائها بل يذهب هو والإعلام الأسد في تضليله حد اتهام الأتراك بالقصف والاعتداء.
الإعلامية في راديو فرش منى بكور تنقل الصورة لـ”جنوبية” كما تراها هي كمواطنة متابعة للأحداث ولا سيما في بلدة كفرنبل، فتقول “الوضع ليس بجيد والأهالي في حالة خيفة وترقب، الطائرات تحلق دائمًا في السماء والقصف ما زال مستمرًا من النظام وحليفه السوري إذ أنّهم يقصفان سوية أو يستهدف كل واحد منهما منطقة معينة”.
تتابع بكور “الأسعار في الأسواق غير ثابتة وهناك غلاء بسبب الأوضاع”.

ادلب
وعن ما ورد عن إخلاء إدلب من النقاط العسكرية من قبل جيش الفتح لعدم ترك مسببات لاستمرار القصف تشير “هذا الخبر لم أراه يترجم في الميدان والوضع لم يتغير وإنّما بالعكس”.

إقرأ أيضًا: #حلب_تحترق… هل بدأت عملية محو حلب عن الخارطة؟

وعن قصف المستشفيات، أكدت بكور” قد قصفت مستشفى في إدلب بالفعل وقد سقط العديد من الشهداء والجرحى”.
وعمّا إن كان النظام السوري سوف يحوّل إدلب لنسخة من حلب الجريحة، أوضحت أنّ “النظام يقصف إدلب بحجة استهداف جبهة النصرة ولكن في الواقع من يسقطون هم المدنيين، مثلما حدث بالرقة، وفظاعة المشهد لا يمكن مقارنتها بالذي شهدته بحلب إذ كان أكبر وأقسى، في إدلب ما زال القصف في بداياته ولا نعلم كيف سينتهي”.

وعن دور الإعلام في نقل الصورة وغيبوبته، علقت بكور “لا أستطيع التعميم هناك إعلام ينقلها بوضوح وإعلام يفبرك الحقائق كما حدث في حلب، مع العلم أنّنا جميعًا ندرك من المجرم الحقيقي، إلا أنّه يمكن القول أنّ الإعلام العربي في شبه غيبوبة”.

إقرأ أيضًا: حلب تصرخ «وا معتصماه»

وعمّا إن كان هناك حالة من الحصار، أكدت أنّ “هناك حصار ولكنه ليس معلن، فنحن لا نستطيع أن نسافر لا على مناطق النظام ولا على مناطق داعش ولا حتى على تركيا”.
وتابعت “أما عن المواد الغذائية والحاجات الأولية والأدوية فهي متواجدة إلا انّه هناك غلاء مبالغ والأسعار خيالية ، فمنذ مدة تقريبًا ارتفعت بشكل فاحش اسعار السكر والطحين ولم نعد نستطيع أن نبتاعها”.
وفيما يتعلق بعدم إقامة صلاة الجمعة اليوم، أجابت “الصلاة مع هذا القصف مستحيلة واي حدا سوف يغادر منزله سوف يموت، إذ أنّه كل خمس دقائق يصلنا خبر شهيد”.

السابق
عادل كرم… نحو السينما!
التالي
نهاد المشنوق…الصراحة راحة!