اين جماهير الممانعة من قرار سجن السلمان؟

في 30آيار الفائت صدر حكم الإستئناف بحق الشيخ محمد السلمان زعيم معارضة البحرين. لكن ثمة صمت "مريب" أحاط بصدور هذا القرار من جهة الحلفاء في لبنان وايران حيث لم يتعد الأمر بيانات الإدانة؟

مرّ خبر قرار سجن الناشط البحريني الشيخ علي سلمان مرور الكرام في الإعلام اللبناني عامة وإعلام حزب الله خاصة وكل ما يُعرف بإعلام الممانعة. ويعود السبب في هذا التجاهل كون الإعلام المحلي والممانع متلهيان بالقضايا الداخلية اللبنانية كقضية الإنتخابات البلدية اولا وثانيا بسبب مفاجأة اغتيال القائد مصطفى بدرالدين، ولأن الإيرانيين يدرسون مسألة ارتفاع عدد الضحايا التي تسقط لهم في سوريا. ولم يأت التعليق يحجم حكم السلطات البحرينية على الشيخ سلمان بتمديد السجن حتى تسع سنوات بعد ان كان في العام 2015 لأربع سنوات فقط.

وللعلم السلمان رجل دين شيعي شاب من مواليد 1965 وناشط سياسي، يتولى منصب الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية، ويُعتبر أحد قادة المعارضة في البحرين.

وكان قد هاجر إلى إيران عام 1987ليلتحق بالحوزة العلمية في قم، ولينتظم في دراسة العلوم الإسلامية. لكنه عاد إلى البحرين عام 1993 والتزم إمامة المصلين في جامع الإمام الصادق نيابةً عن عيسى أحمد قاسم الذي سافر بدوره إلى قم ليدخل حوزتها.
شارك في “العريضة النخبوية” عام 1992.

إقرأ أيضًا: وهم استعادة الشيعة العرب

وكان الشيخ سلمان من الذين تبنّوا العريضة الشعبية في منتصف عام 1994. حيث تم اعتقاله أكثر من مرة بين عامي 1993 و1994ومن ثم إبعاده للإمارات العربية المتحدة، ومنها إلى لندن في 1995، لكنه عاد إلى البحرين عام 2001 بعد طرح مشروع الميثاق الوطني بعد أن قضى أكثر من خمس سنوات في بريطانيا. وهو نائب في مجلس النواب، ومرشح من جمعية الوفاق الإسلامية في عام 2006.

الشيخ علي سلمان

تميّز بمقاطعته انتخابات المجلس النيابي، لكنه دخل في العملية السياسية والانتخابية في العام 2006، وعاد وإنسحب من المجلس النيابي في العام 2011. واعتقل نهاية العام 2014.

ورُفع مؤخرا الحكم عليه الصادرعن المحكمة الابتدائية العام الماضي والذي وصل الى أربع سنوات، إلى تسع سنوات بقرار من محكمة الإستئناف، مما يعني انه سيخرج من السجن في العام 2026 ما لم يجد اي مستجد سياسيّ يفضي الى الإفراج عنه او تجديد الحكم عليه.

إقرأ أيضًا: الأمين: حزب الله سقط ولا يمثل الشيعة
وقد اعتبرت جمعية الوفاق الحكم أمرا “مرفوضا واستفزازيا، ومؤشرا إلى الإصرار على تجاهل النداءات بتوفير فرص الحلّ، ويكرس استمرار الأزمة السياسية المتصاعدة في البحرين”.

ويبقى السرّ في الصمت المدويّ هنا في لبنان، فهل يخبئ في الأمر شيئ ام ان الحلفاء نسوا المعارضة البحرينية- التي لطالما تناوبوا على الدفاع عنها-في البراد لحين موعد جديد مع جولة جديدة من المناكفات مع السعودية ودول الخليج العربي؟

تغييب المعارضة البحرينية عن اعلام الممانعه جاء رغم أحقيّة المعارضة في أي بلد عربي، وأهمية دورها في مواجهة النظام، غير ان الأزمة الايرانية مع دول الخليج عامة المتولدة من الأزمة السورية وارتفاع عدد ضحايا الجنود الايرانيين، اضافة الى محاولات حلّ أزمة العلائقية مع دول الخليج العربي هو ما يساعد على تبريد نشاط المعارضة في البحرين، وبالتالي التخفيف من لهجة التصعيد على الأقل إعلاميّا في الأبواق الداخلية اللبنانية؟

السابق
بالصورة: نبيل الحلبي وقّع التعهد
التالي
طرابلس وفيّة للثورّة السوريّة