«سرايا المقاومة» تنظيم يخوض الانتخابات أو اتهام؟

عاد اسم “سرايا المقاومة” إلى البروز مجدداً من بوابة الانتخابات البلدية. واللافت في الأمر أن هذا الإسم يُستعمل كاتهام من قبل خصوم “حزب الله” إلى أشخاص يدورون في فلكه أو مؤيدين لسياسته، أكثر منه كإشارة إلى تنظيم فحسب. فهذا الاطار “السري” نوعاً ما ليس حزباً سياسيّاً، وهنا مصدر الغرابة في خوضه الانتخابات، أو دخول أعضاء فيه المعترك البلدي والسباق الديمقراطي.

هذا، فيما يؤكد مصدر واسع الاطلاع على ملف السرايا في “حزب الله” لـ”المدن”، أن “الحزب، ومن خلفه السرايا، لم يتدخل لا من قريب ولا من بعيد في الانتخابات البلدية، خصوصاً في العرقوب، وفي حال ترشح أحد باسم السرايا فهو ترشح فردي وليس بناءً على  قرار مركزي”. ورغم ذلك، فإن الواقع مختلف ويوحي بأن السرايا بدأت تؤطر نفسها سياسياً، بعدما ثبت تنظيمها العسكري.

ففي قرى العرقوب الجنوبية، القريبة من مزارع شبعا المحتلة، تتداول الأوساط الشعبية أسماء أشخاص يحاولون خوض غمار العمل البلدي، ضمن الإنتماءات العائلية، على أنّهم من السرايا. وغالباً ما يكون ذلك لفرزهم سياسيّاً، وبالتالي لمحاصرتهم انتخابيّاً، خصوصاً أن القرى تلك ليست من اللون المذهبي لـ”حزب الله”. فالسرايا ها هنا كلمة توحي وكأن حامليها ههمثلون لـ”حزب الله” أو تابعون له، وإن كانت لا تخفي أنهم في إطار “المقاومة” ضد إسرائيل.

في شبعا انحسرت المعركة الانتخابية بين لائحتين، الأولى برئاسة الرئيس الحالي محمد صعب المدعوم من “تيار المستقبل”، والثانية برئاسة نائبه الحالي صافي ناصيف، أحد كوادر “الجماعة الإسلامية”. لكن المفارقة هناك أنه تم ترشيح أحد المنتمين إلى السرايا، محمد حمدان، في قائمة صعب.

يجاهر أعضاء السرايا أن معركتهم الأساس في العرقوب موجهة ضد “الجماعة الإسلامية”، وهذا ما يفسره ترشح حمدان في شبعا ضمن قائمة مدعومة من “تيار المستقبل”. ويقول أحد أبناء الهبارية لـ”المدن”: “لا يوجد في بلدتنا ترشيحات علنية لسرايا المقاومة، إذ إن العائلات فضلت أن يتم استبعاد أي اسم يحمل شبهة الإنتماء إليها، ذلك أن المجاهرة بهذا الإنتماء قد تؤدي إلى نوع من القطيعة مع بيئتنا. فما كان من الدائرين في فلك هذا الفصيل إلا الإعلان أنهم سيدعمون أي قائمة منافسة للجماعة الإسلامية من دون الترشح باسم إطارهم التنظيمي”.

وعلمت “المدن” أن عدد المنتمين إلى “سرايا المقاومة” في “الهبارية” لا يتجاوز 47 عضواً، وهم يعملون في الظل على المستوى الانتخابي وسيصوتون جميعهم إلى اللائحة المدعومة من “الحزب الشيوعي اللبناني” و”رابطة أبناء العرقوب” والعائلات، في وجه اللائحة المدعومة من “الجماعة الإسلامية”.

إقرأ أيضًا: في الجنوب: إنتخاب «المخّ» أو «العضلات» أو الحمير؟

أما في كفرشوبا فيبدو ظهور الدائرين في فلك السرايا أكثر وضوحاً، إذ تخوض المعركة الانتخابية لائحتان، الأولى تضم يساريين وناشطين في المجتمع المدني وتحمل إسم “كفرشوبا توحدنا”. والثانية مدعومة من أحزاب “8 آذار” برئاسة رئيس البلدية السابق عزت القادري، تحت إسم “لائحة النزاهة”.

ويغمز معظم الداعمين للائحة “كفرشوبا توحدنا”، إلى أن القادري من أشد المقربين إلى السرايا، رغم نفيه هذا الأمر، الذي يدرك حساسيّته في منطقته وقريته. ويقول أحد المرشحين على قائمة “كفرشوبا توحدنا” لـ”المدن” إن “السبب الذي جعل الناس يعتقدون أنه في سرايا المقاومة، هو أنّه خلال توليه رئاسة البلدية في السابق، حوّل القرية إلى ما يشبه فتح لاند، ولكن برداء حزب الله. وأبناء كفرشوبا يرفضون هذه الحالة كون السرايا هي على اشتباك سياسي مع فريق سياسي كبير في البلد، ولا تحظى باجماع وطني”.

إقرأ أيضًا: تحقيقات تكشف تواطؤ «المقاومين» لسرقة مشاعات الجنوب

بدوره، يرفض رئيس لائحة “النزاهة” عزت القادري، في حديث مع “المدن”، تصنيفه بأنه منتم إلى “سرايا المقاومة” بشكل رسمي، فـ”نحن نتبنى خيار العائلات في بلدتنا، إذ لا تأثير للأحزاب في كفرشوبا. وكل ما في الأمر هو أن بعض أبناء العائلات لديهم منتمون حزبياً وسياسيّاً، بيد أن الموضوع لم يصل إلى حدود أن تقرر الأحزاب بدلاً من الأهالي. أما القول إننا مدعومون من حزب الله، فنرد عليه، بأن حزب الله حزب لبناني وجزء من فئتننا الوطنية”.

(المدن)

السابق
كيف ردّ الأحدب على وصف ريفي له بالأرنب!
التالي
هذا ما سيقوله نصرالله اليوم عن مقتل بدر الدين