العائلات فرضت نفسها على المستقبل والاشتراكي في بلديات اقليم الخروب

كترمايا الانتخابات البلدية
معركة عائلية مغلّفة بالسياسة خاضها أبناء إقليم الخروب يوم الأحد الماضي، جرت الانتخابات بأجواء هادئة ديمقراطية خلت من المناكفات والخلافات على الرغم من التنافس الشديد بين اللوائح المتنوعة المنبثقة من اختلاف الانتماءات في بلدات إقليم الخروب، يتقدمها الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل والجماعة الاسلامية وعدد من المستقلين ومن أحزاب الثامن من آذار...

بين الانتماء السياسي والعائلي اختلفت صورة المعركة الانتخابية بين بلدة وأخرى، ولكن أبرز المعارك خاضتها البلدات الثلاث شحيم وكترمايا وبرجا حيث كان التشطيب الحاضر الأبرز في عملية الاقتراع. ففي بلدة شحيم عاصمة الاقليم استطاعت اللائحة المدعومة من المجتمع المدني المكونه من عشرة اعضاء بمواجهة اللائحة التي تم التوافق عليها بين مختلف عائلات شحيم والمدعومة من تيار المستقبل والرابطة الشعبية.

اقرأ أيضاً: ترهيب وتجاهل… يستهدف انصار لوائح المعارضة الشيعية…

في برجا استطاعت الجماعة الاسلامية بالتحالف مع رئيس البلدية نشأت حمية أن تحصد 15 عضوا مقابل ثلاثة اعضاء من اللائحة المنافسة المدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي والنائب علاء الدين ترو، أمّا اللائحة المدعومة من الحزب الشيوعي فلم تستطع تسجيل أي خرق للوصول الى المجلس البلدي.

أمّا بلدة كترمايا التي خاضت معركتها بين ثلاث لوائح الأولى مدعومة من الجماعة الاسلامية والحزب الاشتراكي واستطاعت أن تفوز بسبع مقاعد، مقابل سبع مقاعد للائحة «القرار المستقل» المدعومة من رئاسة رئيس البلدية الأسبق يحيى علاء الدين، فيما فاز رئيس لائحة تنمية كترمايا الشيخ خالد ضاهر منفردا ولم ينجح احد في لائحته.

وفي بلدتي الزعرورية ومزبود استطاعت اللوائح العائلية المدعومة من تيار المستقبل أن تفوز بغالب المقاعد البلدية، على غرار المغيرية التي استطاعت لائحتها المدعومة ايضا من تيار المستقبل والعائلات أن تفوز بالكامل.

برجا الانتخابات البلدية

وفي الوردانية انتزع الثنائي حزب الله وحركة أمل للمرة الأولى مقاعد المجلس البلدي مقابل اللائحة المدعومة من جميل بيرم المقرب من الحزب التقدمي الاشتراكي. وفي باقي قرى إقليم الخروب شهدت البلدات معارك أقل حدّة أخذت طابع عائلي بامتياز.

وانطلاقًا من النتائج الانتخابية التي تبلورت بالأمس كان بارزًا الحضور الوازن لتيار المستقبل الذي كان أعلن انسحابه من المعارك الانتخابية في الاقليم وأنّه يقف على مسافة واحدة من الجميع، قابله تراجع تمثيل الحزب التقدمي الاشتراكي.

مصدر تيار المستقبل في إقليم الخروب أكّد لـ«جنوبية» أنّ «سبب انسحاب تيار المستقبل رسميا من المعركة الانتخابية وترك الخيارات للعائلات هو بسبب عدم التوصل لاتفاق مع الجماعة الاسلامية والحزب الاشتراكي على خوض المعركة الانتخابية، إلاّ أنّ تيار المستقبل كان ممثلاً بمرشحين في كثير من اللوائح وأبرزهم المهندس نشأت حمية والتي صبّت أصوات المستقبل لدعمه في برجا، كذلك منسق المحامين في اقليم الخروب المحامي يحيى علاء الدين في كترمايا الذي فضّل خوض المعركة مستقلاً لكن أغلب أصوات التيار في البلدة كانت لصالحه، وغيرهم من المرشحين المنظمين في تيار المستقبل في باقي البلدات».

وتابع المصدر «المستقبل كان حاضرًا من خلال مرشحين قريبين منه وعبر الاقتراع وهذا ما سينسحب على انتخاب اتحاد بلديات الاقليم، لذلك وبعد صدور النتائج نؤكّد على صوابية قرار المستقبل بترك خيار الترشح وتشكيل اللوائح للعائلات مع الاكتفاء بالسعي للتوافق في حال حصول أي خلاف».

في المقابل رأى وكيل الداخلية في الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور سليم السيد في حديث لـ«جنوبية» أنّ «الكلام عن تراجع شعبية الحزب الاشتراكي في إقليم الخروب هو كلام عار عن الصحة لأن الانتخابات البلدية هي معركة عائلية بامتياز، وقرار التحالفات والترشح والاقتراع تدخل فيه الحسابات العائلية والقرابة، وقرار الحزب بترك الخيار للمناصرين باختيار ممثليهم
في كافة المناطق هو خيار منطقي، كما حصل في برجا على الرغم من أنّ اللائحة الثانية كانت مدعومة من النائب علاء ترو إلاّ أنّ الخيار ترك للعائلات».

اقرأ أيضاً: بسيف «المقاومة» يحارب الفاسدون مستقلي برج البراجنة والغبيري

إذًا مهما كثرت التحليلات والمؤشرات حول نتائج معركة إقليم الخروب إلاّ أنّ الأكيد هو انه لا يمكن التعويل على الانتخابات البلدية كاستفتاء لشعبية تيار المستقبل أو الحزب التقدمي الاشتراكي، فقرار العائلات في تشكيل اللوائح والاقتراع كان هو الاساس في معركة الاقليم البلدية.

السابق
حزب لبناني جديد يواجه الثنائية الشيعية في الجنوب
التالي
نادين نجيم: أرفض المساواة بين المرأة والرجل… وأسمح لابني بالعلاقات الجنسية والتسلية‏