تحذير مؤسساتي دولي من مخاطر البطالة والفقر بمخيمات لبنان

حذرت تقارير لمؤسسات دولية ومحلية فلسطينية ولبنانية في بيروت من ارتفاع نسبة البطالة والفقر داخل مخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وأكدت التقارير أن الظروف العامة والمأساوية التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون تشكلت بسبب ارتفاع نسبة البطالة وحالة الفقر المدقع خاصة في أوساط الشباب والشابات. وحسب تقارير لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، فإن عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان 425000 لاجئ يعيشون في 12 مخيمًا رسميًا تأسست بين عامي 1948 و1955.

والمخيمات هي: الرشيدية، والبص، وبرج الشمالي، والمية ومية، وعين الحلوة، وبرج البراجنة، وشاتيلا، ومار الياس، وضبية، ونهر البارد، والبداوي، ومخيم الجليل، ويقيم فيها حوالى 48% من عدد اللاجئين.

ويعيش ما تبقى من اللاجئين من أبناء الشعب الفلسطيني داخل المدن اللبنانية أو في عدد من التجمعات غير الرسمية أبرزها: الشبريحا، والقاسمية، والبرغلية، والواسطة، وجل البحر، والمعشوق، وكفربدة، وشحيم، ووادي الزينة، والناعمة، والغازية، وزاروط، وثعلبايا، وبر الياس، والروضة، وتعنايل. وسلطت دراسة صادرة عن مكتب “أونروا” في بيروت الضوء على موضوع البطالة في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

dوأكدت الدراسة أن 56% من الفلسطينيين القادرين على العمل يعانون من البطالة، فيما يقبل ثلثاهم العمل بوظائف بسيطة كبائع متجول أو مزارع أو عامل بناء ويصنفون بالتالي ضمن لائحة الفقراء.
وأشارت تقارير للاتحاد العمالي العام إلى أن غالبية العمال الفلسطينيين يتقاضون أجوراً متدنية جدًا، إذ تكشف الإحصائيات أن 38% منهم يتقاضون بين 320 و500 دولار، فيما يحصل 40% منهم على ما هو دون الحدّ الأدنى للأجور.

وذكرت أنه رغم محاولات “الأونروا” وبعض المؤسسات الأهلية والخدمية مساعدة العاطلين عن العمل، إلا أن المحاولات لم تكتمل، بسبب الاكتظاظ السكاني في مخيمات للاجئين، وقدوم النازحين السوريين، الذين ساهموا بتخفيض كلفة اليد العاملة، وارتفاع نسبة البطالة من جديد.

ورأت أن الأسباب الرئيسة التي أدت إلى تفاقم البطالة هي حرمان اللاجئ الفلسطيني من حق العمل إلا في مهن محددة، إضافة إلى تراجع خدمات “الاونروا” وانسداد فرص العمل أمامهم في الخارج.

إقرأ أيضًا: لماذا هذا الاصرار على تفجير المخيمات الفلسطينية والترهيب منها؟؟

ولفت ناشطون فلسطينيون في تقرير إلى أن نسبة البطالة في المخيمات الفلسطينية تتجاوز 48% مقارنة بـ8,2% في لبنان، محذرين من اتساع هذه الفجوة المروعة. ورأى الناشطون أن هناك ظواهر خطيرة تتفرع من ارتفاع نسبة البطالة، أبرزها عمالة الأطفال (10-14 سنة)، وهي ظاهرة مرتبطة أيضًا بالفقر وببعض المشكلات الأسرية كفقدان الأب أو الأم أو التوقف عن الدراسة لعدم وجود أوراق ثبوتية مثلاً. ولفت الناشطون إلى أن قوانين العمل اللبنانية ولوائح النقابات المهنية اللبنانية تمنع الفلسطيني من العمل في مهن كثيرة تتجاوز 72 مهنة، لا سيما الطب والهندسة والصيدلة والمحاماة والمحاسبة.

وبينت دراسة قدمتها الجامعة الأميركية في بيروت بالتعاون مع وكالة “أونروا” أن 21 في المئة من اللاجئين الفلسطينيين العمال، يعملون في أشغال موسمية، وسبعة في المئة منهم فقط وفقا لعقود عمل، وان قلة منهم أي نحو ثلاثة في المئة لديهم عمل ثانٍ.

إقرأ أيضًا: لقاء بين الحريري وحماس في مجدليون بحث في أوضاع المخيمات والحوار مع الأنروا

تجدر الإشارة إلى أن مشكلات الفقر والبطالة قد بُحثت في السنوات الأخيرة بشكل واسع في الجامعات والمنظمة الدولية ومنظمات المجتمع الأهلي في لبنان ومنها: المسح الاجتماعي الاقتصادي للفلسطينيين في لبنان الذي نظمته الجامعة الأميركية في بيروت بالتعاون مع وكالة “أونروا” ومسح القوى العاملة للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وخلصت تلك الدراسات والمسوحات إلى معطيات حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، خاصة مشكلات العمل والبطالة والفقر.

(وكالة صفا)

السابق
طاهر العمر على خطى كنانة علوش ..
التالي
اسرائيل تتجسس عليكم بالـ «كولا»