لبنان أمام مهمة صعبة وحاسمة في قمة اسطنبول

قمة التعاون الاسلامي اسطنبول
تتجه الأنظار الى الموقف اللبناني الرسمي الذي سيعلنه رئيس الوزراء تمام سلام لدى مشاركته في القمة الاسلامية في اسطنبول التي تنعقد اليوم وغداً نظراً الى ما يمكن ان يتركه من انعكاسات مباشرة على الازمة الناشئة بين لبنان والدول الخليجية وخصوصاً بسبب الموقف من "حزب الله".

أفادت “النهار” ان البيان الذي وضعه الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة حظي بموافقة لبنان باستثناء الفقرة المتعلقة بادانة “الاعمال الارهابية لحزب الله “التي تحفظ عنها ولكن بدا لافتا في المقابل ان الفقرة المتعلقة بالشأن اللبناني رحبت بـ”الحوار بين الاطراف السياسيين اللبنانيين” وحضت الدول الاعضاء على تقديم كل الدعم لتعزيز قدرات الجيش اللبناني. وبدا ذلك بمثابة موقف جديد اذ جاء بعد العاصفة الخليجية في شأن الموقف اللبناني.

اقرأ أيضاً: لبنان يعلق بين أرمينيا وأذربيجان في قمة اسطنبول

ومع وصول سلام والوفد الوزاري المرافق تكون الأنظار وفق “اللواء” اتجهت إلى هناك، وسط معلومات متزايدة عن ان لقاءات مهمة سيعقدها رئيس مجلس الوزراء مع ملوك ورؤساء الدول المشاركة في القمة، وفي مقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، علماً ان أي مواعيد ثابتة لم تحدد بعد، باستثناء موعدين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داوود أوغلو غداً الجمعة، فيما حدّدت له اليوم مواعيد مع اميري الكويت وقطر ورئيسي ماليزيا واندونيسيا. وفي ما خص “حزب الله” سيكرر الرئيس سلام الموقف الواضح والمعروف من ادراج الحزب على لائحة الإرهاب.

اسطنبول

ورأت “السفير” أن سلام يواجه والوفد الوزاري المرافق مهمة صعبة تتمحور حول تدوير الزوايا الحادة، في ظل الخلافات الخليجية ـ الإيرانية التي تجلّت في مشروع البيان الذي صدر عن الاجتماعات التمهيدية لوزراء الخارجية وكبار الموظفين، والذي يدين “تدخل ايران في شؤون الدول العربية”، كما يدين ما وصفه الاقتراح السعودي بـ”الأعمال الإرهابية التي يقوم بها حزب الله”. ولعل التركيبة المتوازنة والمدروسة للوفد لإنما تؤشر الى ضوابط تحكم الموقف اللبناني الرسمي الذي لا يحتمل، نتيجة التركيبة الداخلية المرهفة، حمولة ثقيلة من نوع توصيف “حزب الله” بأنه منظمة إرهابية، انطلاقاً من أنه مكوّن لبناني أساسي، ممثل في الحكومة ومجلس النواب ويملك قاعدة شعبية واسعة. وعلى هذا الأساس، تحفّظ لبنان شفهياً في اجتماع كبار الموظفين على الفقرة التي تدين “حزب الله”، ثم سُجل التحفظ خطياً في محضر الجلسة، كما تحفّظ كل من الجزائر وايران واندونيسيا فيما ارتأى مندوب العراق مراجعة قيادته لاتخاذ القرار المناسب. أما بالنسبة الى الموقف من السياسات الايرانية في المنطقة، فإن سلام يحاول توسيع هامش حركته على هذا الصعيد، تناغماً مع الطرح السعودي، وهو ما تُرجم بتأييد لبنان الإجماع العربي والإسلامي في القمة، وبالتالي الموافقة على إدانة التدخل الإيراني. وهكذا يكون سلام “الوسطي” قد سعى الى “مقاربة مركبة” لاختبار القمة الإسلامية، قوامها مراعاة “حزب الله”.. ومسايرة السعودية، امتداداً لمعادلة والده الشهيرة: “التفهم والتفاهم”.

وكشفت معلومات للـ “جمهورية” من مصادر القمة في اسطنبول أنّ البيان الختامي سيركّز على:

– عدم تدخّل إيران في الشؤون الداخلية للدول العربية والتزام سياسة حسن الجوار.

– إدانة تعرّض البعثات الديبلوماسية السعودية في طهران ومشهد للاعتداء.

– رفض التحريض الإيراني على الرياض في ما يتعلق بتنفيذ الاحكام القضائية الصادرة بحق عدد من الإرهابيين.

– الحفاظ على وحدة سوريا واستقلالها وسيادتها، ودعم إيجاد تسوية سياسية على أساس بيان جنيف.

اقرأ أيضاً: خاص جنوبية: ماذا قال عن حزب الله مصدر قريب من ديمستورا؟

– الترحيب بالحوار اللبناني – اللبناني ودعوة الدول الأعضاء إلى تعزيز قدرات الجيش اللبناني والقوى الأمنية في مواجهة التنظيمات الإرهابية والحفاظ على استقرار لبنان وسلمه الأهلي.

 

السابق
هولاند في بيروت السبت المقبل..وهذا برنامجه السياسي الحافل
التالي
انطلاق الجولة الـ3 من محادثات جنيف.. ودي ميستورا: الانتقال السياسي هو هدف المفاوضات