خطف الطفلين وهشاشة أمن «حزب الله»…من الضاحية الى شقرا

أولاد علي الامين
تحت عنوان "مافيا دولية تخطف طفلين في الضاحية الجنوبية " أوضحت جريدة الأخبار ان عملية خطف الطفلين من آل الأمين نوح ولاهايا، التي جرت صباح أمس الأربعاء، تمت بواسطة عصابة أجنبية استرالية وصلت الى لبنان قبل أيام .

وبحسب “الأخبار” التي أكدت ان مسألة حضانة الطفلين هي السبب وان “الام الاسترالية خططت للعملية منذ 5 أشهر مع عصابة تمتهن الخطف. وعُلم أن مجموعة أُرسلت لرصد منزل العائلة في بلدة شقرا الجنوبية، كذلك وُضِع منزل والد الطفلين علي الأمين في بيروت تحت المراقبة. وخلصت المجموعة إلى صعوبة إتمام المهمة في البلدة الجنوبية، واختاروا منزل بيروت لأن تنفيذ العملية أكثر سهولة”.
والنهاية أصبحت معروفة، فقد نجحت عملية الخطف التي جرت في وضح النهار في الضاحية الجنوبية بمنطقة السان تيريز، غير ان الأجهزة الأمنية الرسمية تمكنت لاحقا من القاء القبض على الخاطفين الاربعة الذين تبين انهم من الجنسية الاسترالية اضافة لقبطان اليخت الذي كان من المفروض ان يقل الخاطفين والمخطوفين الى خارج لبنان. أما الوالدة الخاطفة فلجأت مع طفليها إلى السفارة الأوسترالية.

لم تنته القضية عند هذا الحد، فسرعان ما جاءت الأخبار المثيرة من استراليا صباح اليوم الخميس، مفادها أن السلطات الاسترالية اعلنت عن احتجاز فريق تلفزيوني من محطة استرالية في لبنان خلال تصوير برنامج، مؤكدةً انها تعمل بشكل حثيث لتحديد موقعه. وقالت أن والدة الطفيلن من قامت بخطف الاولاد مع فريق 60 minutes الاسترالي الذي اعتبر انه يسترجع لها الاولاد ولذلك صورت عملية الخطف.

ويتألف الفريق من المنتجة تارا براون وستيفن رايس ومصور حاولوا تصوير عملية ارجاع الطفلين ليالا علي الأمين ( 6 سنوات) وشقيقها نوح (4 سنوات) لأمهما سالي فولكنر بعد ان ادعت ان والدهما علي الأمين خطفهما.
وكان الأمين، بحسب المعلومات الاسترالية، أكد أنه يريد “قضاء العطلة مع طفليه في بيروت ولكنه رفض العودة الى استراليا”.
ما يثير التعجب والاستهجان في هذه القضية هو التراخي الأمني الذي ظهر جليا في مشاهد عملية الخطف هذه وهو ما يعكس هشاشة أمن حزب الله، فمقطع الفيديو الذي عرض العملية من كاميرا تخص احدى المحلات التجارية التي يعج بها هذا الشارع الحيوي الرئيسي في الضاحية الجنوبية، الذي يصل منطقة الصفير بمنطقة السان تيريز – الحدث، من شأنه أن يؤكد هذا التراخي، فالمعروف أن الضاحية الجنوبية ما زالت بعهدة أمن الحزب على الرغم من تطبيق الخطة الأمنية قبل ثلاث سنوات، فحواجز الحزب ليلا تشهد، ودورياتهم النهارية الدرّاجة تشهد أيضا.

إقرأ أيضاً: ملفات الفضائح تتمدد وخلافات حول تجهيز مطار بيروت
وبالعودة الى رواية صحيفة “الاخبار” المقربة جدا من حزب الله، فإن “مجموعة أُرسلت لرصد منزل العائلة في بلدة شقرا الجنوبية، كذلك وُضِع منزل والد الطفلين علي الأمين في بيروت تحت المراقبة”، وهذا يعني أن الخرق الأمني تعدى ضاحية بيروت الجنوبية الخزان البشري لحزب الله وبيئته، ليشمل جنوب لبنان وبلدة شقرا التي تبعد كيلومترات قليلة عن الحدود مع اسرائيل، والتي تعج بمئات المنتسبين والمتفرغين والأمنيين من حزب الله!

سالي فولكنر وولديها نوح ولهيلا
سالي فولكنر وولديها نوح ولهيلا

وهكذا تبين أن مجموعة من الصحافيين الاستقصائيين الأجانب ,الهواة الذين يسهل التعرّف عليهم من قبل المواطنين العاديين، تمكنوا من اختراق أمن حزب الله والولوج الى عمق مناطقه الأمنية من الضاحية الجنوبية الى بلدة شقرا ومراقبة ورصد منازل، ومن ثم القيام بعملية خطف بوضح النهار بنجاح كامل، ولم يحفظ ماء وجه الأمن اللبناني سوى فرع المعلومات الذي تمكن بسرعة قياسية من القبض على الخاطفين الاجانب بعد متابعة داتا الاتصالات من الضاحية الى فندق الموفينبيك حيث كانت تنزل المجموعة الخاطفة.

إقرأ أيضاً: وقف بث النايل سات: أسباب مالية أم سياسية؟!‏

والجدير ذكره ان القيادي في حزب الله حسان اللقيس كان قد اغتيل قبل ثلاث سنوات في نفس المنطقة بمحلة السان تيريز، واتهم فيها عناصر من الموساد الاسرائيلي، وهذا ما يؤكّد ان ما يحدث هو مسار ثابت من الخروقات الأمنية الجسيمة لمناطق الحزب، واذا ما اضفنا عمليات التفجير التي تبناها تنظيما داعش والنصره في فترات متقطعة في السنين الاخيرة والتي استهدفت عمق الضاحية الجنوبية، فهو يؤكد استمرار فشل حزب الله أمنيا في الإمساك بمناطقه التي يسيطر عليها وبما يثبت عدم قدرته على حفظ أمن بيئته الشيعية. فالحزب بحسب أهالي الضاحية، شغله الشاغل هذه الأيام اعداد البيانات ومتابعة اللاجئين السوريين ومراقبة محلاتهم واحصاء بسطات الخضار التي يشغلونها!

السابق
سماحة في السجن بانتظار الحكم
التالي
ما هي جريمة نبيل الحلبي؟