حزب الله لن ينقذ ملعب الراية… واحتفالاته باتت ذكريات‏

ملعب الراية
بدأت أعمال الجرف في ملعب الراية الذي طالما جمع ابناء حزب الله في الضاحية الجنوبية في احتفالات الحزب الدينية والسياسية، وهو قبل كان يجمع شباب الضاحية وبيروت في الممارسات هوايتهم بلعبة كرة القدم، فخبر قرار انشاء مجمع سكني على ارض الملعب ترك أثره في الضاحية الجنوبية حتى الساعة يرفض شبان تحويل البقعة التي تحمل ذكرياتهم إلى إسمنت!

لم يعد ملعب الراية الواقع في منطقة الرويس قرب مجمع القائم الذي جمع بين «راية المقاومة» والنشاطات الرياضية مقصدًا لأهالي الضاحية بعد اليوم، الملعب الذي تبلغ مساحته حوالي 14 الف متر مربع ويقدر ثمنه بين الاربعين والخمسين مليون دولار، بدأت به أعمال الجرف ليحل مكانه مجمع سكني ضخم يتألف من 12 بناية.

اقرأ أيضاً: هل سيتسبب حزب الله في عقوبات على مصارف لبنانية؟

ملعب الراية الذي كان يملكه ثلاث شركاء كانوا قد وضعوه بتصرف حزب الله واهل الضاحية الجنوبية، وقد عرضوا العقار للبيع لـ«حزب الله» بسعر منخفض، إلاّ أنّهم لم يتفقوا على السعر، لذلك تمّ بيعه لشركة تاجكو بصفقة بلغت 45 مليون دولار ، حيث بدأت اعمال الحفر على المسطح البالغ 14500 م2.

ملعب الراية في ضاحية بيروت الجنوبية إستضاف أبرز مهرجانات حزب الله، إضافة إلى إحياء ذكرى عاشوراء في كل عام منذ سنوات وقبل اكتمال بناء قاعة سيد الشهداء في الرويس، هو الملعب الذي أطلً منه أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اطلق الكثير من المواقف التي لا يمكن نسيانها من قبل أهالي الضاحية ولبنان.

ففي ملعب الراية كان ينتظر محبو وأنصار حزب الله أمينهم العام ليطل عليهم من على شاشه أو شخصيًا بين الحين والآخر، ليطلق تهديداته ووعيده للأعداء كما عودّهم وهم يصدحون بصوت واحد «لبيك نصرالله»، ففي هذا الملعب احتفل أهالي الضاحية «بانتصار تموز 2006»، وفيه هدّد اسرائيل بالزوال ونعت خصومه بالعملاء وجمهوره «بأشرف الناس».

اقرأ أيضاً: حزب الله وأخواته …وخصومه

كذلك في هذا الملعب ترعرع أطفال وشباب الضاحية، في تلك المساحة الشاسعة بين العمران والإسمنت التي كانت تتيح لهم فرصة ممارسة هواياتهم الرياضية، كلعبة كرة القدم التي تعتبر من أشهر رياضات العالم، إضافة إلى ممارسة سباق السيارات التي كانت تقام في الملعب.

كل تلك الأسباب جعلت كثير من أبناء الضاحية ينادون القيمين وخصوصًا حزب الله لإنقاذ معلمٍ يحمل الكثير من الذكريات، فقد كتبت هنيدا مصري على موقع تويتر «”.. وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم..” عسى أن يجاهد بعضنا بماله وقد قدم بعضنا الآخر أنفسهم.. #ملعب_الراية».

ملعب الراية

أمّا حسن عبيد فقد رأى في تغريدة له على تويتر أنّ «#ملعب_الراية يجرفه حيتان المال ويجرفون بسمة الأطفال ونقاء الهواء ويجرفون ذكريات الايام الأجمل».
كذلك وجّه علي في تغريدة «نداء عاجل لسماحة السيد حسن نصرالله حتى لو مستشفى… .!! جمهور المقاومه يرفض ازالة ملعب الرايه انا حزين جدأ».
أمّا أمين قبيسي فقد رأى أنّ « #حزب_الله يبيع ممتلكاته في #لبنان -ملعب الراية ،جامع القائم، شكلو الحزب مهاجر و ما معنا خبر.

#بس_يا_اهبل منك الو».
وفي تغريدة لمحمود ضحى رأى أنّ قيمة ملعب الراية في الضاحية الجنوبية ليست كونه منصة لخطابات حزب الله، وأضاف «ملعب الراية هو الملتقى الأخير لشباب بيروت والضاحية وكافة المناطق المحيطة لممارسة لعبة “الفوتبول” لنتعرف قليلاً على بعضنا البعض، لنخفف من حدة هواجسنا تجاه بعض. تصوير بقعة “ملعب الراية” على أنها معقل حزب الله كارثة، كبيرة كما تصويرنا للضاحية على أنها مربع أمني للحزب، طريق الجديدة للتيار، والأشرفية للقوات، وغيره وغيره».

اقرأ أيضاً: إلى حزب الله: خصومك فرِحون بقتالكَ في سورية.. وبيئتَكَ هي التي تتألّم

إذًا ملعب الراية ذاكرة أهالي الضاحية وشبابها بات من الماضي، ليبقى السؤال لماذا تخلى حزب الله عن المكان الذي جمع فيه أنصاره على مدى السنوات والذي يصدح منه صوته إلى العالم؟ وأخيرًا إلى أين ستنتقل احتفالات حزب الله الجماهيرية؟

السابق
ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي: عملاء، موساد، منافقون..
التالي
الراي: لا معطيات خارجية حول جهد فعلي لمساعدة لبنان على انتخاب رئيـس