الوزير جريج لـ«جنوبية»: كاريكاتور الشرق الأوسط سمج!

بالأمس، سمحت صحيفة "الشرق الأوسط" لنفسها بالمسّ بقدسية العلم اللبناني، كما سمح مدعو "الوطنية" لأنفسهم برد اعتبار الدولة بالهمجية والاعتداء على مكاتب الصحيفة. وان كان من واجبنا كلبنانيين ادانة هذا الاعتداء الذي يشوه صورة لبنان لكن هذا لا يمنع ادانة ما قامت به الشرق الأوسط لحد مطالبتها بالاعتذار. فهل ستتحرك وزارة الإعلام لمحاسبة "الشرق الاوسط"؟

على مدار أسبوعين ضجت وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بردود تدين الفنانة “أحلام” على خلفية إهانتها للدولة اللبنانية واللبنانيين فلم يبقَ أحدا من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال إلّا واعتبر نفسه معنيا برد اعتبار التطاول على لبنان.

أول أمس، سمحت صحيفة “الشرق الأوسط” لنفسها بالمسّ بقدسية العلم اللبناني عبر نشرها صباح أمس رسما كاريكاتوريا تضمن صورة العلم اللبناني، وقد كُتبَ وسط الأرزة دولة لبنان، وفوقها “كذبة نيسان” موجهةً بذلك إهانة الى جميع اللبنانيين.

هذه الصحيفة العربية التي نسيت أن جزءا من قرائها هم من اللبنانيين فسجّلت نقطة سوداء في تاريخها بتخطيها لكل الأصول والأعراف المهنية والأخلاقية بالتعدي على وطن يفترض أنه “شقيق”.

ومع أن ردّ الفعل كان خجولا نسبة للفعل بحدّ نفسه خصوصا إذا ما قارناه بالحملة التي شنّت على أحلام، فإن “سماجة” البعض مِن جماعة الحراك المدني بيار حشاش وعباس زهري وغيرهما ممّن تحركت فيهم وطنيتهم المزيفة، الذين اقتحموا مكاتب جريدة (شرق الاوسط) وعمدوا الاعتداء عليها وتكسيرها. فهمجية هؤلاء تجار الوطنية، أبعدت الرأي العام عن الجوهر الأساسي وهو المس بكرامة اللبنانيين الذين تضامنوا مع الصحيفة وأدانوا الإعتداء على مكاتبها.

في هذا السياق، وصف وزير الإعلام رمزي جريج، في تصريح لـ”جنوبية”، كاريكاتور الصحيفة السعودية ‏ بـ”السمج”، وانه تحقير لرمز الوطن خصوصا ان الصحيفة لم تتناول الحكومة أو أيّة فئة سياسية. مشدّدا على أنه ” عمل مدان ومستنكر كذلك الاعتداء على الصحيفة هو أمر مدان ويجب أن ملاحقة المعتدين ومتابعة المسألة وفقا للأصول”.

إقرأ أيضًا: الاعتداء على مكاتب الشرق الأوسط يؤكد صواب الكاريكاتور وصحته

ورداً على سؤال حول الإجراءات التي من الممكن أن تتخذها ‏الوزارة، أوضح أن الصحيفة المذكورة لا تصدر من لبنان، ‏لكنه أشار إلى أنه سيدرس الموضوع دون المس بحرية الاعلام”.

كما خلص جريج إلى أنه “هناك اجماع في لبنان على إدانة ما قامت به الصحيفة وهو موقف وطني”.

ما حدث من ردّ عنيف وخارج الاطر القانونية، أعطى الصحيفة على طبق من فضة فرصة لتغطية فعلتها والتهرب من مسؤوليتها بالاعتذار من كل الشعب اللبناني. وفي بيان أقل ما يمكن وصفه بالمضحك المبكي أدانت الصحيفة الإعتداء على مكاتبها…

إقرأ أيضًا: الشرق الأوسط: كذبة أوّل نيسان.. حقيقة

وفي الوقت نفسه، أسفت “الشرق الأوسط” للّغط الدائر حول الكاريكاتور المنشور في عددها الصادر اليوم (الجمعة)، والذي فسر من قبل البعض بصورة خاطئة. مؤكدةً احترامها للبنان، وأن الكاريكاتير كان يهدف للإضاءة على الواقع الذي تعيشه الدولة كبلد يعيش كذبة كبيرة سببها محاولات الهيمنة عليه وإبعاده عن محيطه العربي..”

نقول ان هذا التبرير لا يقبله لا عقل ولا منطق ولا يجوز حتّى لصحيفة بحجم “الشرق الاوسط” أن تسقط في امتحان الأصول المهنية. فلا هذه الطريقة مناسبة للتعبير عن الواقع اللبناني. ولا يجب أن يتعدى النقد حدود التجريح والتهجم على كرامة أية وطن كان.

السابق
معارك بين الجيشين الأرميني والأذري تودي بحياة 30 جنديا
التالي
لماذا تعاقب ايران حركة الجهاد الاسلامي؟!