حداد وكرم وبؤس اللبنانيين في شتيمة أحلام

تميّز الشعب اللبناني عن سائر شعوب العالم العربي والغربي بخصاله كما بأفعاله حسنة كانت أم سيئة. وهو محبوب ومقدَّر جداً من كافة الشعوب. فاللبنانيّ مثقّف، يتحدث لغتين على الأقل، هو طموح ومجتهد، عبقريّ وفنّان، مهذّب جدّاً كما وأنه سليط اللسان.

إن قام بفعل شيء أتقنه، إن هاجر الى أي بلد برز فيه وحقق نجاحاً، إن أحبّ أحبّ بصدق، وإن كره حقّر،إن مدح مجّد وعظّم وإن انتقد ذمّ وحطّم، وإن قام بأي عمل مشين أجاد تنفيذه بطرق مميزة.
السخرية لديه ليست مكتسبة، إنمّا هي ميزة يتمتع بها بالفطرة، فإن لم يجد اللبناني ما يسخر منه، يسخر من نفسه، وهي ليست السخرية للسخرية، بل السخرية الناقدة اللاذعة الهادفة، عبرها يرسل عشرات الرسائل وغالباً ما يحقق ما يصبو إليه من خلالها.

إقرأ أيضًا: اللبنانيون: «ما بدنا #أحلام» في لبنان
لا العواصف نجت من سخريته، ولا قرار وزير، ولم يعتق قانوناً ولا تصرفاً ولا تقاليداً، لم يسلم من سخريته رئيس ولا مواطن ولا فنّان ولا إعلاميّ شهير. وأهمّ مثالٍ على ذلك ما شهدناه مؤخراً من هجوم ساخرٍ لاذعٍ شنّه الكثير من اللبنانيين على المغنية الاماراتية أحلام ردّاً على ما نشرته في حسابها على تويتر في انتقادها للشعب اللبناني ووصفه بما لا يليق بفنانة عربية كان للبنان الفضل الكبير لما وصلت اليه هي اليوم.

احلام
وقد اختصر الممثل الكوميدي والإعلامي عادل كرم في حلقته من برنامج “هيدا حكي” على شاشة ال MTV التي عرضت مؤخراً كل ما جاء على لسان اللبنانيين من إساءات شخصية لشخص الفنانة المذكورة وجعلها محط سخرية، ومثله فعل هشام حداد مقدّم برنامج “لهون وبس” على شاشة ال LBC عندما جاء ببقرة الى الاستوديو سائلاً جمهوره “انا مقهور من البقرة لأن عّم يعملولها برنامج جديد؟” مشيراً بذلك الى الفنانة احلام، “وبلسان مين علقت المسكينة”.
ولكن هنا أجد مبالغة وتضخيماً وانحطاطاً في طريقة الرد الهجومي عليها والسخرية غير المقبولة منها، فهي لم تقل ما يستحق كل هذا الرد العنيف، ولنفرض أن ما قالته هو بهذا السوء، لا يفترض بِنَا كلبنانيين الانحدار الى هذا المستوى الوضيع ورد الشتيمة بالشتيمة، بل كان الاجدر ان نعطي هذه الفنانة حجمها الحقيقي بترفّعنا عن معاملتها بالمثل وعدم وقوعنا في المأزق نفسه الذي وضعت نفسها فيه.

إقرأ أيضًا: شعبٌ لا يوّحده إلا الشتائم… فإشتمي يا «أحلام» !
أيها اللبناني، لديك من الأمور ما يفوق أهمية كلمات تفوهت بها انسانة تعيش على هامش الحياة بفلوسها، أنظر حولك ستجد أن ما تتجنّب مواجهته يمسّ بك كلبنانيّ وبوطنك ومواطنيّتك أكثر بكثير من هذا الهراء وهو ما يستحق فعلاً وقتك وعقلك و طاقتك في المهاجمة والدفاع.

السابق
الشيخ صبحي الطفيلي: الشيعة سيضعون هذا الزمن في خانة الخزي
التالي
السعودية تتشدد في مراقبة التحويلات المصرفية الى لبنان