عندما غرد اللبنانيون ‫#‏غسان_سلامة_لليونسكو‬ دفاعًا عن حضارتهم

لم يفاجئني عدم تبني الدولة اللبنانية ترشيح الدكتور غسان سلامة لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (الأونيسكو)، وإنّما كنت لأتفاجأ لو التفت الدولة حول الترشيح لتعلن دعمه..

منذ يومين، وأنا أطالع الصحف اليومية استوقفني خبر إقدام الدكتور سلامة على ترشيحه نفسه، في حينها تساءلت، هل هو متأكد؟ وكيف سيمثل لبنان دون عباءة سياسية أو حزبية؟
نعم، أنا لا أقبل أن يمثل الدكتور غسان سلامة لبنان في منصب يتمحور حول العلوم والثقافة، ليس لأنّه غير مؤهل بل لأنّه الأكثر أهلية في دولة الفساد، ولأنّه الأكثر ثقافة في زمن السخافة، ولأنّه رجل العلم في مرحلة أصبح بها منصب رئاسة الجمهورية اللبنانية لا يتطلب سوى “كتابة الإسم”، ولأنّه الأكثر اعتدالاً في مرحلة الاصطفافات الحزبية والسياسية.

إقرأ أيضًا: ترشيح اليونسكو وفضيحة الطبقة السياسية اللبنانية
الدكتور غسان سلامة لا يليق به أن يمثل لبنان، لبنان “الزبالة”، لبنان “الطائفية”، لبنان “المحسوبيات والفساد والسرقات”، لا يليق به أنّ يقدم صورة راقية عن وطن الوراثة عن وطن لا كفاءة به إلاّ من يجيد التملّق والإنحناء، لا يليق به أن يعكس “لبنان قدموس”، هذا الـ”لبنان” الذي تحوّل لسخرية عالمية.
هذه المفاجأة لم تطل، فالأطراف السياسية اللبنانية لا تخيّب التوقعات، والدولة اللبنانية لا يمكن لها إلا أن تقدم نموذجًا عن مزرعتها الطائفية، ولذلك شاع اليوم خبرًا ومفاده أنّ الدولة تتجه إلى ترشيح السيدة فيرا خوري لمنصب المديرة العامة التنفيذية لمنظمة اليونسكو.

من هي فيرا خوري؟ هي شخصية معاكسة تمامًا للدكتور غسان سلامة، إلا أنّ تمايزها هو بالعلاقة اللصيقة التي تربط خوري بالملياردير النافذ جيلبير شاغوري.

الآن استرحت، لبنان “الفساد” لم يتبدل، لبنان المحسوبيات ما زال كما عهدناه، الآن يمكن للضمير اللبناني أن يرقد بسلام، فلن يصل إلى اليونسكو إلا من لا يستحق، ولن يصل إلا من يقدم نموذجًا ساخرا للبنان السخرية فيما سوف يغيب كما اعتدنا الوجه الحضاري – الثقافي.

إقرأ ايضًا: «السفير» قُتلت…عن اركان الجريمة والمرتكبين!

هذا الخبر تفاعلت معه شبكات مواقع التواصل الاجتماعي، وتلقفته مشرحة ميديا هاشتاغ، فإستنكر الناشطون هذا التحوّل عن مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب، إلى امرأة لم نكن نعرف أنّها مولودة قبل اليوم، تحت هاشتاغ ‫#‏غسان_سلامة_لليونسكو‬ غرد اللبنانيون وبكثافة، فهل تستمع الدولة الصمّاء البكماء العمياء، دولة المزرعة والصفقات المشبوهة، دولة “أم الصبي”.
إليكم بعض التعليقات:

https://twitter.com/sammysalamy2012/status/713440152593412096

https://twitter.com/safakhalaf1995/status/713442355722911744

https://twitter.com/KhalidAlarouti/status/713437791250694145

 

السابق
«داعش» ينشر مقالاً يشرح فيه سبب عدم مهاجمته لإسرائيل
التالي
شهيد حصار الزبداني اليوم.. وصيته قصيدة