هل تنجو الصحافة الورقية اللبنانية من الهلاك؟

الخبر المفاجئ عن قرب توّقف بعض الصحف اللبنانية عن الصدور ورقيا لصالح صدورها الكترونيا، أثار جدلا واسعا بين الاعلاميين، وحزنا لدى روّاد قرّاء الصحف في لبنان. فما صحة هذا الخبر؟ وهل التحاق الصحافة اللبنانية بنظيرتها الغربية التي بدأت باعدام الصحافة الورقية في بلدانها قبل سنوات هو ظاهرة صحية؟

قبل يومين علم من مصادر صحافية لبنانية موثوقة ان صحف النهار والسفير واللواء في طريقها الى الاقفال ورقيا،وحصرها الكترونيا.

وللاضاءة على تاريخ بروز الصحافة الالكترونية وتطوّرها وانتشارها بشكل واسع على حساب الورقية، فانه لا بد من عرض بداياته التي نشأت مع ظهور الانترنت وما تفرّع عنه من ابتكارات قرّبت المسافات وعززت التواصل بشكل قياسي لم يكن يتخيله أحد.

فقد ظهرت الصحافة الإلكترونية اوائل تسعينيات القرن الماضي، فأصبحت معظم المؤسسات الصحفية عالميا وعربيا تمتلك مواقع إلكترونية لمطبوعاتها الورقيّة، لكن الجديد هو ظهور نوع جديد من الصحف هو”الصحف الإلكترونية” التي يقتصر إصدارها على النسخة الإلكترونية فقط كـ”جنوبية” مثلا في لبنان.

أما أول نسخة إلكترونية في العالم ظهرت في العام 1993هي الـ”سان جوزيه ميركوري” الأمريكية، تلتها الـ”دايلي تليغراف” والـ”تايمز” البريطانيتين. أما عربياً فكانت “الشرق الأوسط” السعودية، ولبنانيا كانت “النهار” هي السبّاقة.

أما أول صحيفة إلكترونية عربية فهي “إيلاف” التي تصدر في لندن منذ عام 2001، واليوم بإمكاننا العثور على عشرات الصحف الإلكترونية العربية الجديدة التي تظهريوميا. مع ارتفاع مضطرد في عدد قراء هذه الصحف.

وبحسب إحصاءات أميركية فإن “نحو 50 مليون أميركي تابعوا الأخبارعلى شبكة الإنترنت في العام 2006. حيث ان النسخة الإلكترونية من الـ”صاندي تايمز” حققت عوائد ماليّة فاقت للمرة الأولى عوائد النسخ الورقية. كما أعلنت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” عن إيقاف نسختها الورقية نهائياً والاكتفاء بنسختها الإلكترونية. أما صحيفة الـ”لوموند” الفرنسية فوصلت نسختها الورقية إلى حافة الإفلاس في حين حققت نسختها الإلكترونية نجاحات عالية.

إقرأ أيضاً: وداعا للصحافة الورقية اللبنانية!‏

الصحف العالمية
الصحف العالمية

هذا الازدياد المضطرد للصحافة الإلكترونية وزيادة عدد جمهورها، أدى إلى تنوع أشكالها ووسائلها حتى باتت الصحافة الإلكترونية من الاشياء التي لا يمكن الاستغناء عنها. وللحديث عن الفروقات بين المواقع الالكترونية للصحف والصحافة الالكترونية شأن آخر لا مجال للدخول فيه هنا.

لكن رغم نجاحات الصحف الالكترونية فإنها تعاني صعوبات كثيرة منها:

صعوبات في التمويل، وعدم خضوعها للرقابة في ظل غياب القوانين التي تنظمها، غياب التراخيص الممنوحة لها، إضافة الى غياب النقابات المهنية للعاملين فيها. مع الاشارة الى ان أغلب الصحف الإلكترونية تقوم على فلسفة النسخ من الصحف المحلية والعالمية ووكالات الأنباء.

إقرأ أيضاً: صرخة طرابلسية: هذا ما صنعه «حافظ الأسد» في مدينتي؟

لكن ثمة ايجابيات كثيرة للصحافة الإلكترونية منها:

موقع جنوبية
موقع جنوبية

اولها قلة التكلفة المالية، والتحديث المستمر بسبب عامل الوقت فالصحف الإلكترونية تتحدث باستمرار وعلى مدار الساعة، في حين أن الصحافة المطبوعة ومواقعها الإلكترونية يتم تحديثها كل 24 ساعة، مع سهولة في تعديل المعلومات وتصحيحها بعد النشر، اضافة الى سهولة نقل المعلومة وتداولها وحفظها واسترجاعها وسرعة انتشارها، كما ان لهامش الحرية الكبير بعيدا عن مقصات الرقابة دوره في التغيير، مع إمكانية تضمين الخبر مقاطع صوتية أو لقطات مصورة بالفيديو ما يجعل التغطية أكثر جذباً للقارئ، ولا ننسى مسألة السماح للقارئ بالتعليق على الخبر وجعله مشاركا في الحدث، وتوفير أرشيف صحفي ضخم يتيح الحصول على المعلومات بسهولة من خلال محركات البحث، اضافة الى عدم الحاجة إلى مقر ثابت فالصحف الإلكترونية في أغلبها تعمل عن طريق المراسلة الإلكترونية، والتخلص من عملية التقييم لجهة جودة الطباعة. اذ تبقى مسألة تقييم محتوى الصحافة الإلكترونية معتمدا على المواقع المتخصصة كـموقع Alexa العالمي حيث يمكن تقييم موقع الصحيفة من حيث مستوى الإقبال وتنوع الأبواب والنوافذ.

السابق
مزيد من الوثائق والأدلة على تورط حزب الله في هجمات 11 سبتمبر!
التالي
طردت من مدرستها لانها صبغت شعرها!‏