هل يخرج السيد حسن من وراء الزجاج؟

كثيرٌ ما يطلّ السيد حسن نصرالله من خلف كادر زجاجي، وقليل ما يطلّ إلى جمهوره بحضوره الشخصي، حتى أصبح إنتظار إطلالة السيد وتواجده بين الحاضرين كما إنتظار المهدي "عليه السلام"...

ممّا لا شكّ به أن السيد حسن شخصية جدلية في حاضنته، وصورة المقاوم والرافض للإحتلال والهزائم التي ألحقها بجيش العدو حولته إلى معرّض لمحاولات الإغتيال، هذا الخوف على حياة الأمين العام لحزب الله منعه من الظهور أمام جماهيره، فكانت كلماته المباشرة تأني إليهم من شاشة مباشرة، فلا يمنون النفس لا بعناقه ولا برؤيته أمامهم متجسدا من لحم ودم.

إقرأ أيضاً: الخليج يعاقب «دولة حزب الله».. ونحن مواطنيها

بعد 7 ايار وبعد الحرب السورية، نكون واهمين إن حصرنا الخطر الذي يهدد السيد حسن في العدو الإسرائيلي فقط، ولعل إسرائيل الأكثر راحة لحرب الحزب في سوريا والأكثر حرصاً على حياة أمينه العام، وهذا ما تعكسه الحقائق حيث أنّ الحواجز الأمنية المحيطة بالسيد أصبحت أكثر تشدداً بعد دخوله ساحات القتال الإقليمية، من مرحلة الحرب مع الصهيوني.

السيد حسن نصر الله

ما استعرضناه في ما سبق ليس لننتقد السيد ولكن لنضيء على حقيقة لا بد من الإلتفات إليها وهي أنّ السيد بعيد عن رعيته ولا يعلم عنهم إلاّ ما ينقله المقربون.
في هذا المجال تظهر المفارقة بين الرئيس الحريري وبين السيد حسن، فالحريري يسمع أصوات معترضيه الذي ينقلون إليه انتقاداته بكافة السبل، وقد يسمعها همساً حينما يستقبلهم أو ينزل إليهم، أما السيد فلا تأتي هذه الفضيلة بين فضائله، وساحته الإعلامية لا تعترف إلا بما تنشره هي من مبايعة ليتهم كل صوت معارض بأنه شيعي سفارة وعميل وخائن.

هذه الصورة، يصدقها السيد حسن فمحيطه الذي اجتزأ بعض الشيعة وعمم هذه الصورة، أكد له أنّ الجميع يهتفون “لبيك نصر الله”، وأنّ حربه في سوريا واليمن وخلاياه السرية والعلنية هي شرعية وأهله من الطائفة معه في كل حرب وفي كل ساحة، وأقنعوه أنّ الضاحية بخير وسلام، لا فقر فيها ولا عصابات ولا “نفايات.
لا يلام السيد حسن على صورة “الإله” ولا على التطبع بالقداسة، فالقلة التي حوله قالت له ذلك وصدقها، ولا يلام على اتهام من يعارضه بالعمالة، فهو بحسبه أنّ الكل مصفق ومبايع، وأنّ الأصوات المعارضة يتيمة وشاذة ولا تعكس رأي الحاضنة، وأنّه ولا بد من تمويل خلف المعارضين من مصادر مريبة، هؤلاء الذين يسعون كما يقولون لتشويه صورة المقاومة “.

إقرا أيضاً: حزب الله ولعنة السوشيال ميديا
ببساطة، وبكل محبة يا سيد نصرالله، أدعوك إلى الخروج من كادر الزجاج وإلى الطواف بين أهلك في الضاحية وإلى الذهاب إلى الجنوب وزيارة القرى الفقيرة، يا سيد حسن اسمع إلى معارضيك وانزل إلى ساحاتهم فهم لن يغتالوك، هم أهلك، إقرأ أسبابهم دون من يحيطون بك وافهم مبرراتهم.
يا سيد حسن نصرالله، من خلف الزجاج ما ينقل إليك كذباً ونفاق، من ينقلون هم فقط من يؤيدوك، ومن يصفقون لك هم مجبرون، أما الشارع فهو إما معبأ طائفيا وإما معارض متهم بالقبض من سفارة لا وجود لها وبعمالة وهمية.

السابق
مصادر لـ «جنوبية»: دولة أجنبية حذرت «ريفي» من خطر الإغتيال
التالي
عن «الشيعة المستقلّين اللبنانيين»