الخطاب السنّي لنصرالله اليوم…لم يقنع السنّة!

أطّل السيد حسن نصر الله في كلمة متلفزة بمناسبة اسبوع الشهيد علي فياض، كلمة تذرع بها بنضال "علاء البوسنة" في البوسنة ضدّ مجازر الصرب، ليبرر أمام اللبنانيين تدخل حزب الله في سوريا واليمن والعراق، محاولا الخروج من الخندق الذي أصبح محاصراً به، بعدما سقطت معاني المقاومة بسبب تلك الممارسات وأصبح حزبه منظمة إرهابية يدينها العرب ويدافع عنها الإعلام الإسرائيلي.

بداية، لننظر إلى السيد حسن نصر الله في إطلالاته الأخيرة، وإلى “حسن نصر الله” قبل الغضب العربي، وقبل بدء العقوبات، وقبل تصنيفه بالإرهابي…

بالفعل هناك أميني عام لحزب الله، هذا ما قاله الإعلامي نديم قطيش في حلقة من برنامجه دي أن اي منذ أيام، وهذا ما تمظهر لنا اليوم، بما لا يمكن أن يخفى لا على القاصي ولا على الداني.

إقرأ أيضاً: الجهاد الإسلامي والموقف من حزب الله…

مقاربة بسيطة بين اللغة، اللهجة، حركات الجسد، تعابير الوجه، تنقل للمتابع أيّ هواجس يعايشها السيد حسن نصر الله، وحجم الضغوطات التي يحاول تخطيها وتفسيرها والخروج من مأزقها، مقاربة تجعلنا نستقرئ إجابة لسؤال الإعلامي عماد مرمل لنصر الله في إطلالته معه “هل تنام”؟.. السيد في هذه المرحلة لاينام.

من خطاب اليوم، قرأت اعتذارين الأول عن “الكسالى والتنابل” وعلى التهجم الحاد ضد العرب، والثاني عن اتهام السنة بالعمالة، أدرك نصر الله بخطاب اليوم أنّ أي خطوة ناقصة أخرى تجاه العرب لن يكون ارتدادها سهلاً عليه وعلى حزبه، وأنّه في مرحلة مصيرية ولا بد له من تحديد الخطوط العريضة.

السيد عاد بـ”علاء” إلى البوسنة والعراق، لا ليبرر “اللقب” ولا ليكرم أمجاد الشهيد وإنّما ليعيد تقويم صورته، هو يدافع عن السنة وفي أكثر من منطقة،كررها أكثر من مرة، ومقاومته وحزبه لا طائفية بهما ولا مذهبية، ودون عودة للتاريخ ودون تفنيد في صفحاته كي لا نقول للسيد اين أخطأ، السيد لم يكن يريد إنجازاً جديداً وإنّما شفاعة عند الحاضنة السنية.

حزب الله ودول الخليج
حزب الله ودول الخليج

نصر الله، كان يتوجه لسنّة لبنان لا إلى شيعته كما درجت خطاباته الأخيرة، هذا الجلي من كل ما قاله و ردده، فهم من سيشكلون له درعاً إقليمياً، ليؤكد لهم أنّه ما كان ليتهمهم بالعمالة، وإنّما الدجالون هم من حرفوا كلماته.

خطاب السيد لم يكن انفعالياً، وصراخه لم يكن عالياً، وحتى اتهامه للسعودية بالفشل كان خجولاً موضحاً أنّه “حجر كبير” على اعتبار أنّ حزب الله من أفشل مخططاتها في سوريا واليمن والعرب.

هجمات نصر الله على المملكة العربية السعودية في هذا الخطاب كانت أخف وقعاً، ممّا سبقه وممّا سبق الذي سبقه، ليشدّد على فكرة واحدة “حلوا عنا”، فكرة أظهرت السيد ضعيفاً لأوّل مرة، “حلوا عنا” لأنه لن يستطيع مواجهتهم ولن يستطيع أن يكون ندّاً لهم.

وفي الوقت نفسه لا يمتلك شجاعة الإعتذار، ولا يسمح له المحور الإيراني ربما الإعتذار وإعادة مدّ اليد للجسور العربية التي حاربها كرمى “للخامنئي”، وإمرة للولي الفقيه.

ولكن السيد لا يؤتمر بإيران، فكرة جديدة جرب ترسيخها، هو الخطاب الأول الذي أقرأ بين سطوره كلاماً ضعيفاً هزيلاً، إنشائياً، موجه للبنانيين عامة ولسنة لبنان خاصة، خطاب “فارغ” لا فكرة به، فالسيد كمن أراد أن يقول أريد صفحاً ولا أملك جرأة الإعتذار.

ولكن يا سيد نصر الله، قبل أن تقول للعرب “حلوا عنا”، فلتحلّ أنت عنهم، ولتسحب خلاياك من بلدانهم ولتعيد مقاتليك من بلاد العرب إلى بيوتهم “أحياء” لا قتلى.

إقرأ أيضاً: علاقة إيران – حزب الله أرباب عمل وعمال

أنت يا سيد حسن نصر الله من حشرت الحزب في كل شؤون العرب، أنت من حوّلت بوصلة القدس إلى كل عواصم العرب، وأنت من تحوّلت من مقاوم إلى مقاتل ضدّ الحريّة.

سيّد الكلام كان اليوم مدافعا عن منطق مستحيل لا يقنع، ونحن المستمعين “لا حججنا معك في مكة ولا أخذتنا إلى الفرس”، وإنّما كنت كالذي يخطب على حدّ سلك رفيع يخشى الانزلاق وفقد كل الدعامات للمتابعة.

عد لعروبتك يا سيد، لأن الآتي أعظم، وهذا ما لا نقوله نحن وإنّما ما باتت تؤكده إطلالاتك.

السابق
الكلمة الحرفية للسيد حسن نصر الله
التالي
بيان اجتماع التحالف الوطني