حقيقة موقف المشنوق في تونس من مسألة «ارهاب حزب الله»

نهاد المشنوق
حاز قرار دوَل مجلس التعاون الخليجي بتصنيف حزب الله "منظمة إرهابية وتوصيف إجتماع وزراء الداخلية العرب للحزب بأنه "إرهابي"، على اهتمام كبير على المستوى الوطني والعربي

بُعيد صدور القرار الخليجي بالإجماع اعتبار “حزب الله” بكافة قادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه منظمة إرهابية”، مع الإشارة إلى أنّ دول مجلس التعاون الخليجي “سوف تتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارها بهذا الشأن استناداً إلى ما تنصّ عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب المطبّقة في دول المجلس والقوانين الدولية المماثلة”، أتى توصيف الحزب في البيان الختامي لمجلس وزراء الداخلية العرب “إرهابياً” في معرض إدانة “الممارسات والأعمال الخطرة التي يقوم بها لزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في بعض الدول العربية” وسط تحفظ عراقي على بعض فقرات “إعلان تونس” ونأي لبناني عن هذا التوصيف.

موقف المشنوق

في المقابل برزت مفارقة جديدة وضعت وزير الداخلية نهاد المشنوق في تجربة استعادة ما اثاره وزير الخارجية جبران باسيل ولو بفارق ان المشنوق الذي تحفظ عن تصنيف وزراء الداخلية العرب في تونس “حزب الله” “إرهابياً”، قرن اعتراضه بتأييد بيان وزراء الداخلية العرب الذي تضمن “الادانة الكاملة لايران وحزب الله كمصدر لزعزعة السلم في المنطقة”.

نهاد_المشنوقوأوضح المشنوق في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أنه “دان في كلمته خلال المؤتمر تدخل “حزب الله” العسكري في الدول العربية، ووافق على البيان الختامي، لكنه اعترض فقط على وصف حزب الله بأنه “إرهابي” في المقررات صوناً لعمل المؤسسات الدستورية الباقية في البلد، وذلك بعدما تحفظ العراق ورفض المقررات وبالتالي لم يكن هناك إجماع عربي”.

وأشاد المشنوق في كلمته بقرار السعودية مواجهة التمدّد الإيراني قائلاً: “الوطن العربي أرضاً وشعباً يواجه تحديات تستهدف أمن مواطنيه واستقرار دوله كما أنه يواجه تحديات خارجية من الطامعين”، مشيراً في هذا السياق إلى أنّ “قرار المواجهة السعودي هو بداية استعادة التوازن” نظراً لأنه “قبل ذلك لم يكن هناك توازن بين الجهد العربي وبين مشروع إيران”.

وليلاً اتصلت “المستقبل” بالمشنوق في مقرّ إقامته في تونس فنفى أن يكون موقفه مشابهاً لموقف الوزير باسيل. وقال: “لا تشابه بين الموقفَين على الإطلاق، فأنا لم أقف في وجه الإجماع العربي ولم يكن لبنان الدولة الأولى أو الوحيدة في وجه إجماع عربي وإنّما جاء بعد تحفّظ من العراق ومن ثم الجزائر”:

الحريري: “حزب الله” إرهابي والحوار مستمر

الشيخ سعد الحريري
الشيخ سعد الحريري

وعن قرار إدراج “حزب الله” على اللائحة الخليجية للمنظمات الإرهابية، لفت الرئيس الحريري الانتباه في تصريح صحافي إلى أنّ “نتيجة أعمال الحزب في المنطقة أدت إلى تصنيفه على لائحة الإرهاب”. ذكّر بأنّ “حزب الله” مدرج أساساً على اللائحة الأميركية للمنظمات الإرهابية وكذلك الأمر في أوروبا التي صنفت دولها الجناح العسكري في الحزب إرهابياً. وقال: “ما له علاقة بالوضع الداخلي لا يتغيّر بالنسبة لنا، أما في ما يخص الأعمال التي يقوم بها “حزب الله” فتعرفون تماماً أننا ضدها وأنا أصنّفها إجرامية وغير قانونية وإرهابية أيضاً”.

وأكد الحريري استمرار الحوار مع “حزب الله” ربطاً بكون “الحوار يخفّف من حدة الاحتقان الحاصل”.

جنبلاط: لإعتماد التصنيف الأوروبي

وليد جنبلاطلكنّ رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط، قال: “إنّنا لا نستطيع أن نتحمّل هذا التصنيف، فإذا كانوا يريدون فليعتمدوا التصنيف الذي اعتمدَته السوق الأوروبية بأنّ الجناح العسكري لـ”حزب الله” إرهابي كما يقولون، ولستُ أنا من يقول، والجناح السياسي غير إرهابي، هذه نصحيتي”.

 

إقرأ أيضاً: حزب الله.. يريد التهدئة أم التفجير؟

على طاولة الحكومة

إلى ذلك، ستحضر هذه التطورات على طاولة الحكومة اليوم إذا ما قرر وزير أو أكثر أن يثيره وسط ترجيحات أن يعتمد موقف وزير الداخلية الذي إتخذه في المؤتمر موقفاً للحكومة مجتمعة، خصوصاً أن وزير التربية الياس بو صعب أبلغ “اللواء” بأنه سيطرح على رئيس الحكومة تمام سلام خلال جلسة اليوم سؤالاً عمّا إذا كان الوزير المشنوق نسّق معه في الموقف الذي اتخذه خلال اجتماع وزراء الداخلية العرب.

إقرأ أيضاً: لماذا استثناء اسرى الجيش من صفقات تبادل حزب الله مع داعش؟

– صرّح وزير العمل سجعان قزي لـ”النهار” بأنه “ليس دور مجلس الوزراء أن يعلّق على مواقف الاخرين لا تأييدا ولا رفضا. وبقدر ما نتفهم الدوافع التي أملت هكذا موقف من مجلس وزراء الداخلية العرب فإن لنا في لبنان ظروفاً لا تعتبر حزب الله حزباً إرهابياً. ونحن ندعو الحزب الى إحترام مصالح اللبنانيين متشبها بالموقف الايراني الصامت حالياً”.

السابق
بدء جلسة مجلس الوزراء
التالي
خوف من تفشي الأوبئة… والنفايات بين المطامر والمحارق