هل تعلم متى كان أوّل انفجار بسيارة مفخخة في لبنان؟

مرحلة "السيارات" المفخخة ليست بوليدة العصر، ولا هي بجديدة على الساحة اللبنانية، ففي مطالعة تاريخية نجد أنّ أول عملية تفخيخ "عربة" لأهداف سياسية كان محورها السلطان العثماني عبد الحميد الثاني الذي اعتمدت هذه الأداة في محاولة اغتياله عام 1905.

بعدها انتقلت هذه الكتل النارية بين البلدان والأنظمة، فمن منظمة الجيش السري التي تضم مواليين لأطروحة الجزائر الفرنسية بالإعتماد على العمل المسلح ةالتي تأسست في 11 شباط 1961، وقامت في العام 1962 بتفجير سيارة ملغمة قرب ميناء الجزائر كان حصيلتها 62 قتيلاً و110 جريحاً، وصولاً إلى ما قامت به مافيا صقلية خلال بدايات الستينيات، وإلى عمليات جماعة vc خلال حرب فيتنام، وعمليات كل الجيش الجمهوري الإيرلندي الإنفصالي عن بريطانيا، وجماعات “المجاهدين” خلال الحرب السوفياتية الأفغانية في أفغانستان، فإلى الحرب الأهلية اللبنانية.. وهلّم جرّا.

إقرأ ايضاً: عرسال وحزب الله (3/4): ما علاقة “السرايا” بالتفجيرات والاغتيالات الأخيرة؟

تشكّل مرحلة الحرب الأهلية اللبنانية أولى محطات السيارات المفخخة في لبنان، هذه البدعة التي بدأت عام 1976، عندما جرت محاولة اغتيال الزعيم الدرزي كمال جنبلاط كما أورد موقع النهار، الذي يشير أنّه في ذلك العام عنونت مجلة “الحوادث” فوق خبر صغير “حذار السيارات المتفجرة”.
في 13 آب 1978 حصل انفجار في مبنى للمنظمات الفلسطينية في منطقة الفاكهاني ذهب ضحيته عشرات القتلى، في 13 ايار 1979 نجا النائب أمين الجميل من محاولة اغتيال بواسطة سيارة مفخخة.
إرهاب السيارات المتفجرة تتابع في العام 1980، ففي 23 شباط منه استشهدت مايا ابنة الرئيس الشهيد بشير الجميل بواسطة سيارة مفخخة كانت استهدفته، وفي 13 آذار من هذا العام كانت محاولة اغتيال رئيس الجمهورية السابق كميل شمعون بسيارة مفخخة.
وفي 10 تشرين الثاني 1980 :تمّ تفجير سيارتين مفخختين في الأشرفية (بيروت) وسقط عشرات القتلى والجرحى.

وفي انتقال إلى العام 1983 نجد أنّ مدينة بيروت شهدت تفجيرات بشاحنتين مفخختين. استهدفتا مبنيين للقوات الأميركية والفرنسية، أما في العام 1985 فقد نفذت عروس الجنوب سناء محيدلي من الحزب القومي السوري العملية الاستشهادية الأولى التي تنفذها فتاة لبنانية عربية ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي بسيارة مفخخة.
هذه التفجيرات بسيارات مفخخة يرصدها موقع (www.111101.net) الذي يشير إلى أبرز أحداث الحرب الأهلية اللبنانية، كما توثقها العديد من المقالات والتقارير الصحفية.

إقرأ أيضاً: من هو جلاد داعش والعقل المدبّر لتفجيرات باريس؟

ممّا يعني أنّ الإغتيالات والعمليات الاستشهادية أو الانتحارية بسيارة مفخخة هي راسخة في تاريخ لبنان، وإنّ شكّل اغتيال الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005 صدمةً لبنانية إن لضخامته أو لكون الجيل الجديد لم يعاصر الحرب الأهلية ولا ما رافقها من سيارات مفخخة فيما تناسى الأسبقون مشهدية الموت والاغتيال في حقبة الإعمار وعودة الحياة السياسية والإقتصادية إلى لبنان.
من هذ المنطلق، كانت “سيارات الموت” التي استهدفت الشهيد الحريري ورفاقه الشهداء، ورقة جديدة على الساحة اللبنانية الشبابية فيما يعلم جيداً من عايشوا الحرب الأهلية وتفاصيلها أنّ هذه السيارات كانت موجودة وكان آلية الموت بها حاضرة، إلا أنّ الطائف غيّبها لمدة زمنية ليعيدها إلى الساحة اللبنانية كل من النظام السوري والجماعات الإرهابية التي انبثقت عنه “داعش والنصرة”

” 

السابق
دور الرئيس الشهيد رفيق الحريري «من التحرير الى الشهادة»
التالي
المحكمة الدولية تستكمل الاستماع إلى الشاهد