سجال الحريري ريفي: نحو الاحتواء وتجميد الخلاف‎

قفز الى الواجهة فجأة سجال من "العيار الثقيل" عشيّة إحياء ذكرى 14 شباط بين ابناء الصف الواحد: الرئيس سعد الحريري ووزير العدل اشرف ريفي الذي انسحب من جلسة مجلس الوزراء امس احتجاجاً على عدم مناقشة طلبه إحالة ملف الوزير السابق ميشال سماحة الى المجلس العدلي، معلناً عدم مشاركته في أي جلسة مقبلة للمجلس إذا لم يدرج هذا الملف بنداً أول على جدول اعمالها، فجاء رد الحريري سريعاً مُتبرّأ من موقف ريفي الذي "لا يمثّلني"، قائلاً عبر "تويتر": "لا يزايدنّ احد علينا باغتيال وسام الحسن او محاكمة سماحة، فكل من ارتكب جريمة سينال عقابه". فردّ ريفي بنشر صورة له امام ضريح الحسن، حيث وضع إكليلاً من الزهر، وقرأ الفاتحة. هل انشق ريفي عن "المستقبل" حتى يقول الحريري "ريفي لا يمثلني"؟

ملف سماحة يهزّ “المستقبل”

قالت “النهار” إنه على رغم التبريرات التي اعطيت لموقفي كل من وزير العدل والرئيس الحريري، فإن هذه الصدمة رسمت ايحاءات سلبية اضافية في خانة أهل البيت الواحد أولاً وفريق “14 آذار” تالياً وخصوصاً قبل ثلاثة أيام من احياء الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري. وهو بعد لم يخف على أحد نظراً الى ان ما حصل أمس قد لا يكون منعزلاً عن تصاعد التباينات داخل فريق “14 آذار” حيال الملف الرئاسي وان تكن المعلومات المتوافرة لدى “النهار” عقب انسحاب ريفي من الجلسة ورد الحريري عليه تفيد ان اتصالات تحركت لاحتواء ما حصل وحصره في اطار المعالجة الهادئة.

ورأت “المستقبل” أنه اذا كان انسحاب ريفي من الجلسة نجح في كسر رتابة المشهد الإعلامي المواكب للجلسة، غير أنّ الخطوة التي أقدم عليها بشكل أحادي منفرد لم تؤثر على استقرار المشهد الحكومي العام ربطاً بكونها لم تنسحب على المكوّن السياسي الذي يمثل ولا على مشاركته في الحكومة، سيّما وأنّ الحريري سارع إلى التأكيد على أنّ موقف ريفي أتى منعزلاً عن أي تنسيق أو توجيه منه.

إقرأ أيضاً: حزب الله يهدد كارول معلوف… فهل غادرت لبنان خوفا على حياتها؟

اشرف ريفي
اشرف ريفي

ولفتت “النهار” إلى أن ريفي انسحب من الجلسة بعدما انتظر ثلاث جلسات الوصول الى البند 64 في جدول الاعمال المؤجّل دون جدوى. وهو كان قبل دخوله الجلسة،أعلن اصراره على احالة جريمة سماحة على المجلس العدلي “شاء من شاء وأبى من أبى”، رافضاً العدالة الاستنسابية. وصادف كلامه وصول الوزير حسين الحاج حسن الذي ردّ عليه بأن “ما يقوم به ريفي هو العدالة الاستنسابية”. وعندما طال الكلام في مجلس الوزراء عن خطة ترحيل النفايات وتشعّب الى مواضيع أخرى، أصرّ ريفي على بتّ قضية الاحالة، قبل البحث في أي ملف آخر، وعندما قيل له إن البحث لم يصل الى هذا البند ويجب انتظار العودة الى جدول الاعمال، أعلن ريفي انسحابه من الجلسة الى حين ادراج الملف بنداً أول. وقال وزراء إن وزراء “المستقبل” لم يحرّكوا ساكناً ومن كان منهم واقفاً جلس، فيما لحق وزراء “الكتائب” الثلاثة بريفي لاقناعه بالعودة وأبلغوه انهم متضامنون معه في هذه القضية، الا أنه اعتبر أن المؤشرات واضحة ان أحداً لا يريد طرح هذا الموضوع وأن البحث يتناول كل شيء الا هذه القضية التي لا يريدون الوصول اليها.

إقرأ أيضاً: الكلفة العالية لترحيل النفايات تثير جدلا وشبهات

وأكدت أوساط مطلعة لـ”الجمهورية” انّ ريفي، بمقاطعته جلسات الحكومة، تماهى مع ما اتفق عليه في لقاء الرياض الذي جمع أركان “المستقبل” ووزرائه بالحريري، ففي هذا الاجتماع إتفق على اتخاذ وزراء “المستقبل” موقفاً موحداً في حال تمّ تعطيل قرار نقل ملف سماحة الى المجلس العدلي، واجمع المجتمعون على هذا المطلب، وكان الأبرز منهم وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي اعتبر “وجودنا في الحكومة خسّرنا كثيراً، ولا يجب ان نستمر فيها اذا لم يحل ملف سماحة الى المجلس العدلي”، واقترح المشنوق ان ينسحب هو وريفي من الحكومة، اذا تعذر انسحاب جميع الوزراء السنّة، كذلك اقترح وقف الحوار مع “حزب الله”، بحسب الاوساط نفسها.

السابق
الجيش يستهدف المسلحين في جرود عرسال
التالي
هذه هي مواصفات سيارة «بوتين» الخارقة!