هل يحلّ «الرئيس سليمان» عقدة روكز؟

سليمان وروكز
السؤال الأساسي الذي طُرح في الساعات الـ 48 المنصرمة داخل الأوساط السياسية والإعلامية تمحوَر حول مصير التسوية السياسية التي كان يتمّ العمل على بلوَرتها وإنضاجها. ومن الواضح أنّه لا يمكن الكلام اليوم عن سقوط التسوية، ولكن عن ترنّحها، إلّا أنّ السؤال الذي طرح نفسه بقوة أيضاً: ما حظوظ إنعاش هذه التسوية؟ وما انعكاس سقوطها على الحكومة والحوار؟

السؤال الأساسي الذي طُرح في الساعات الـ 48 المنصرمة داخل الأوساط السياسية والإعلامية تمحوَر حول مصير التسوية السياسية التي كان يتمّ العمل على بلوَرتها وإنضاجها، وكانت على قاب قوسين أو أدنى من تحقيق النتائج المرجوّة. وعلى رغم التباينات التي سادت الخلوة، ظلّت الأمور مضبوطة إلى اللحظة التي نشِرت فيها ورقة النقاط التسعة التي أعادت التسوية إلى غرفة العناية الفائقة.

سِباق مع الوقت لإنجاز التسوية…

تواصلت الاتصالات من أجل احتواء “عاصفة الترقيات” العسكرية التي هبّت من الرابية أول من أمس من باب رفض التسوية المطروحة بشأنها. وقد نشطت الاتصالات السياسية في محاولة لتطويق الخلاف الذي نشأ في أعقاب تسريب الخطة وتضمينها بنداً لم يكن على جدول أعمال البحث، كما تطويق الخلاف بين عون وبري بعد فتح الأوّل النار على وزارة المالية وردّ وزير المالية علي حسن الخليل على الهجوم. ولم يتردّد رئيس مجلس النواب في إطلاع نواب “لقاء الأربعاء” على ورقة التسوية التي اقترحها ولا تلحَظ بند تعيين مدير عام لقوى الأمن الداخلي، في رسالة مزدوجة إلى رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” بأنّ هجومه في غير محلّه كونه صوّبَ على المكان الخطأ، وأنه على كامل الاستعداد لاستئناف المساعي من أجل بلوغ التسوية خواتيمَها المنشودة.

وفي معلومات لـ”الجمهورية” أن لا مؤشرات إلى سقوط التسوية، لأنّ سقوطها يعني أنّ الحكومة دخلت في إجازة طويلة، حيث إنّ “التيار” و”حزب الله” أبلغا من يَعنيهما الأمر أنّ الأمور ستتّجه إلى التعقيد والتصعيد، فضلاً عن أنّ الحزب في غير وارد القبول بهزيمة عون سياسياً، خصوصاً أنّ الهدف من التسوية حفظ ماء وجه رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” في سياق تسجيل النقاط، فيما خلاف ذلك يشكّل رسالة تصعيدية للثنائي المذكور.

وتوقّعَت مصادر “الجمهورية” أن تنشط حركة الاتصالات في الفترة الفاصلة عن جلسات الحوار لمحاولة تذليل ما تبقّى أمامها من عقبات، مستبعدةً أن يلتئم مجلس الوزراء قبل حلّ هذه المسألة. وكشفت “المستقبل” ان وزير الصحة وائل أبو فاعور استأنف اتصالاته مع المكوّنات الحكومية من أجل إعادة الروح الى هذه التسوية، وكانت له محطة مهمة في هذا السياق أمس في اليرزة حيث التقى قائد الجيش العماد جان قهوجي.

 

مخرج جديد

وعلمت “النهار” ان الاقتراح البديل الذي عرض امس والذي يوافق عليه وزراء الرئيس ميشال سليمان وربما “الكتائب”، استنادا الى مصدر وزاري، يقضي بتأجيل تسريح العمداء الذين يبلغون سن التقاعد مدة سنة، ويتم ذلك في مجلس الوزراء بقرار من وزير الدفاع بناء على اقتراح قائد الجيش بموجب المادة 55 من قانون الدفاع. وعندها يبقى العميد شامل روكز في مكانه.

 

“الكتائب”: الإتفاق “فرط”

في المقابل، أكد مصدر كتائبي لـ”النهار” أن عملية ترقية العميد شامل روكز إلى رتبة لواء “فرطت، ولا يمكن أن تتمّ”. وأضاف أن “مدة هذه المشكلة مع النائب ميشال عون ستكون 15 يوماً الى حين إحالة روكز على التقاعد، أما في حال ترقيته فستمتد المشكلة سنة و15 يوماً”. وسئل عن رد فعل عون المتوقع، فأجاب: “ماذا يقدر أن يفعل؟ يقدر أن يعطل الحكومة وجلسات الحوار، فليعطلها ولتتحوّل حكومة تصريف أعمال. وإذا استقال وزراء تكتله فيتولى وزراء بدلاء وزاراتهم بالوكالة. في الأساس هو عطّل رئاسة الجمهورية “.

جنبلاط: كفى مزاحاً مع عون

وعلق رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط على مجمل الوضع فقال لـ”النهار”: “أراقب التصريحات العشوائية والهمايونية التي اذا كانت تهدف الى شيء، فهي تهدف الى ضرب التسوية السياسية التي كنا على وشك انهائها مع عون والتي أجهضت في آخر لحظة”. وأضاف: “كفى مزاحاً مع العماد عون. وأتفهم موقفه وكفى استنتاجات دستورية من هنا وهناك فالموضوع سياسي”.

لا خلاف لدى “المستقبل” على جوهر التسوية

وفي معلومات “الجمهورية” أن لا خلاف لدى “المستقبل” على جوهر التسوية، وإذا ظهرَ من تباينٍ يتصل فقط بالتوافق على الآليات التي تضمن انتظام عمل مجلس الوزراء تجنّباً للتعطيل مستقبلاً.

السابق
موسى : العلاقة بين بري وعون علاقة تحالف سياسي
التالي
ارتفاع عدد الضحايا الايرانيين في التدافع قرب مكة المكرمة الى 464 ضحيّة