هل يئس ميشال عون من «الوعد الصادق» فصعد إلى معراب؟

ميشال عون في معراب
معظم الذين كتبوا وحللوا وناقشوا ودرسوا حدث ترشيح رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع لخصمه اللدود ميشال عون قاربوا الموضوع من زاوية معراب، واعتبار أنّ الخطوة هي ردّة فعل على ترشيح سعد الحريري لسليمان فرنجية وأنّ سمير جعجع فعل كَيْت وأراد كَيْت وينوي على كَيْت، وراح البعض لوصف خطوة جعجع وربطها بنزاعات العائلة الحاكمة في السعودية باعتبار أنّ جعجع يتبع أحد المحمديين فيما سعد الحريري يتبّع لمحمد الثاني ، وآخرون نقلوا جعجع على أثر الخطوة من أحضان السعودية ورموا به في أحضان قطر وما إلى ذلك.

يمكن اعتبار الكثير ممّا قد قيل وكتب فيه شيء من الصحة وقد يكون بعضه أصاب كبد الحقيقة، إلاّ أنّ الملفت بالموضوع، وفي خضم كثرة هذه المقاربات، وعجقة التحليلات إلى حد التناقض عن غايات جعجع وأهدافه، وهل اصاب بخطوته كما يحلو للبعض أن يوصفها أو أخطأ كما يحلو للبعض الآخر أن يستنتج، في خضم كل هذا وذاك نكاد ننسى أنّ في هذا الحدث السياسي طرفين وليس طرف واحد اسمه سمير جعجع

إقرأ أيضاً: رئيس مسيحي ضعيف.. غير ذلك خروج على الطائف؟
وعليه فلا بدّ من الإشارة في هذا السياق، أنّ المرشح ميشال عون أيضاً قد خطى هو الآخر خطوة كبيرة جداً في تقرّبه من معراب متخطيّاً الكثير من الخطوط الحمر التي يحسب لها حلفاؤه ألف حساب وفي مقدمة هؤلاء الحلفاء حزب الله الذي بدا واضحاً أنّه لم يكن على علم بتفاصيل الحدث ولا بنهاياته، وهذا ما يفسر عدم الترحيب والصمت الذي لجأ إليه الحزب كرد على خطوة الحليف ممّا اضطر كتلة الوفاء للمقاومة ولأوّل مرة بتاريخها إلى تأجيل لقائها الأسبوعي.
من المجحف بحق ميشال عون القول أنّه لم يحسب حساب تبعات خطوة بهذا الحجم، بالخصوص إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أنّها (أيّ الخطوة) مبنية على اتفاق سياسي تُليت مبادئه في اللقاء الشهير ويحتوي بمعظمه على نقاط لا تنسجم البتة مع مشروع حزب الله بل وتتعارض معه بشكل شبه كلي.

إقرأ أيضاً: هل انتقل جعجع من حضن «السعودية» إلى حضن «قطر»؟

جعجع وعون
صحيح أنّ الإتفاقات السياسية بين الأطراف في لبنان ليس لها أيّ قدسية، ولا الإعلان عنها يعكس بالضرورة التزاماً نهائياً بمضامينها ممّا قد يشكل الخروج عليها حالة من انعدام المصداقية وبالتالي خسارة مدوية للطرف الناكث، فالتاريخ اللبناني حافل بالإتفاقات والأوراق التي بقيت مع التوقيعات عليها طي النسيان، إلاّ أنّها بمكان ما يمكن أن تعتبر كوثيقة يستعملها الخصم في حملاته الإعلامية كأقّل تقدير، وقد تساهم في تشويه الصورة عند الآخرين ممّا يسبب حالة من الإزعاج يتجنبها المعنيون عندنا بالعادة.

إقرأ أيضاً:جعجع يعيد عون الى لبنان.. تحت سقف الدولة
إلاّ أنّ أهميتها تكمن فقط في محمولاتها التي قد تعكس صورة عن مسار تكتيكي أو بما قد توحي برسائل مرحلية يُراد إرسالها إلى من يعنيهم الأمر.
فما هي الرسالة التي أراد الجنرال أن يرسلها من خلال صعوده إلى معراب وموافقته على البنود السياسية؟ أعتقد أنّ الجواب البديهي على هذا السؤال هو القول لحليفه الأوّل حزب الله ومن ورائه كلّ فريق 8 آذار: لقد انتهى الوقت الذي أرضى فيه بأنّ أكون مجرد مرشح للرئاسة، وقد حان الأوان أن تثبتوا أنّ وعدكم معي هو وعد صادق وإلاّ فأنا سأكون على المقلب الآخر، لأنني قد يئست من الوعود.

إقرأ أيضاً: عون بين ورقة حزب الله وورقة القوات

السابق
بالصور: «ميّا خليفة» بنسختها الأردنية!
التالي
«النيويورك تايمز» ساحة مبارزة بين وزيري خارجية إيران والسعودية…فمن انتصر؟!