تحالف عون – جعجع إلى أين؟

دخل لبنان مرحلة وطنية جديدة من تاريخه الحديث. مرحلة متقدمة تُعَبِّر بقوة عن صراعات الماضي، تحالفات ما قبل الغدِّ بقليل، تخبط البعض اليوم، وأخيرًا وهو الأهم مستقبل لبنان اليوم.

ما حدث ليس صدفة، فالحكيم الذي يتصرف بحكمة دائمًا كما أثبتت الوقائع السياسية في السنوات العشر الأخيرة، يعي جيِّدًا أبعاد موقفه هذا، كما قال تمامًا في خطابه: حيث لا يجرؤ الآخرون.

الخطوة ليست بالعادية، فالجنرال عون لن يعد مرشح حزب الله الحقيقي، مواقفه السابقة كانت واضحة جدًا، ومن لا يخشى فورة الجنرال بعد ترشيح الحكيم له؟

أما الحكيم فمن الواضح بأنه لم يُقدِم على الخطوة بدون قراءة واضحة لحرب قيام الجمهورية، وهو يعي أكثر من أيِّ شخصٍ آخر خطورة ما أقدم عليه اليوم. فما هي شروط الحكيم على الجنرال، والتي حوَلَت منافس الأمس اللدود حليف اليوم؟

إقرأ أيضاً: عون بين ورقة حزب الله وورقة القوات

كانت النقاط العشر التي مع تردادها لم تهدأ أيادي الجنرال من التصفيق هي عماد خطاب القسم في حال وصول الأخير إلى قصر بعبدا. هل هذه النقاط كافية لإدخال الجنرال قصر بعبدا برعاية ورضى من حزب الله؟ وما موقف الحزب من ذلك؟ كيف سيحفظ السيادة في ظل وجود سلاح الحزب في الداخل والخارج؟ هل سيخوض حرب تحرير جديدة؟

جعجع وعون

من جهةٍ ثانية، ليس من السهل التوفيق بين حزب القوات اللبنانية وحزب الله، بالتالي أصبح الجنرال اليوم بين حزبين، فأيهما يوصله إلى بعبدا؟

ستحمل الأيام القادمة أسئلة جديدة ستُطرح في أروقة السياسة اللبنانية، فالحدث الكبير عادةً ما يُفبرك خارج لبنان، ولكنه اليوم أصبح لبنانيًا بإمتياز. هل دخل لبنان مرحلة عودة الجمهورية اللبنانية؟ وأيٍ من اللاعبين المحليين سيعرقلون هذا الدخول؟ ومن سيكون المستفيد من هدم لبنان تدريجيًا والتعنت بعدم السَير بالجنرال؟ ما هي خسائر الحريرية السياسية في المراحل القادمة؟ وكيف ستتركّب اللوائح المختلطة في الإستحقاقات القادمة، سواءً البلدية أو النيابية؟ وأي قانون إنتخاب سيُخرج توافق عون-جعجع؟

إقرأ أيضاً: مبادرة معراب.. وبرّي أوّل معارض لترئيس عون!!

جميعها أسئلة عبارة عن قنابل موقوته ستبدأ معالم تفجيرها في المدى القريب داخل الساحة اللبنانية، ولن توفر أحدًا، وسنرى بعدها تحالف عون-جعجع إلى أين!

السابق
أطرف صور التقطت للسياسيين عام 2015
التالي
بالفيديو.. التقط «سيلفي»… فأصبح يصارع الأمواج!!