من شارل أيوب إلى رائد أبو شقرا: الصحافة اللبنانية على طاولة الخمر والميسر‎

شارل أيوب
أخطأ "شارل أيوب" ونطق فتنةً، أخطأ بأن أعاد إلى الذاكرة وقائع لا بد من محوِها، ولا مصلحة لنا أن نناقش في جدلية تأكيدها أو نفيها ... وأخطأت الأنباء وأخطأ رائد أبو شقرا، فالرد على الفتنة يكون بطمرها، لا بإعلاء صوت القدح والذم وبوضع الزعامة مكانة القداسة ورشق من يمسّها.

لن أخوض في تفاصيل ما كتبه رئيس تحرير جريدة الديار “شارل أيوب” ولن أتساءل عن مدى قرب المعطيات التي سردها إن من الحقيقة أو من الإفتراء، ولكن حينما تتحوّل الصحافة إلى مادة دسمة للفتنة وللتجييش المذهبي، وحينما يستغلّ قدامى الأقلام منابرهم الاعلامية لإثارة النعرات وللتذكير بوقائع نحن بالغنى عنها حفظاً للبنان ولمشروع الطائف، علينا أن نرفع لواء الحذر.

اقرأ أيضاً: وليد جنبلاط (1\3): لا ديمقراطية ولا من يحزنون.. توريث وتوريث

يوم أمس، وتحت مانشيت “لماذا يحذر جنبلاط من التفاهم المسيحي؟”، وجّه الصحافي شارل أيوب سلّة من الإتهامات بحق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، هذا المقال الذي تمّ تخصيصه كحملة هجومية ضد جنبلاط صوّره على أنّه قاتل أقدم على ذبح المسيحيين الذين لم يغادروا الجبل في مرحلة الإقتتال بين الدروز والقوات، ليشير “أيوب” في سياق ادعاءاته أنّ هناك تسجيلاً صوتياً لدى الجيش اللبناني لوليد بك وهو يقول: “اقتلوا واذبحوهم”.

رئيس تحرير جريدة الديار لم يتوقف خطه الفتنوي عند هذا الحد بل شدد أنّ السكين الجنبلاطي الذي يذبح ويقتل قد قضى على كل المسيحيين الذين اختبأوا في الكنائس، وأنّ جنبلاط نفسه قد فكّ أجراس هذه الكنائس ووضعها في متحف في القبو الكبير.

اقرأ أيضاً: وليد جنبلاط (2/3): لماذا ظافر ناصر؟

شارل أيوب قدّم شرحاً في هذه المقالة عن الديانة المسيحية اذ اعتبر أنّ جنبلاط على جهل بتعاليمها، متهماً اياه أنّه يريد صلب المسيح من جديد لأنه قريباً من اليهودية ومحمياً من اسرائيل، ليتساءل: من أين للـ”بك” كل هذه الأموال؟ واصفاً الدم المسيحي بأنّه ما زال ينزف، وداعياً رمز الفساد ورمز القتل ورمز الحرب والذي هو حسب تصنيفه وليد بك جنبلاط إلى الكفّ عنهم.

ما كتبه شارل أيوب، لم يمرّ دون ردٍّ سريع، فتحت مانشيت “لا يكتب إلاّ تحت تأثير الويسكي” جاء الرد على ما أوردته المقالة من الصحافي في جريدة الأنباء رائد أبو شقرا.

وليد جنبلاط
وليد جنبلاط

أبو شقرا والذي سبق له أن التزم خط الدفاع عن وليد بك جنبلاط سابقاً ضد “جيري ماهر”، استهل مقالته هذه ضد أيوب والديار بـ” إنّه زمن التطاول على الكبار الكبار من صغار الاقزام المأجورة الذين باعوا شرفهم وشرف مهنتهم، من اجل ليلة حمراء على طاولات الميسر والكحول”.

وأنّ أيوب حوّل منبر الرجال إلى خمارة، ليلخّص الديار بأنّها ديار الشحادة والقمار والويسكي.

وتحت عنوان ،”يلي بيتو من قزاز ما يراشق الناس بحجارة” سأل أبو شقرا شارل أيوب: “أتريد منا ان نفضح دورك مع المقبور رستم غزالة؟ ام مهماتك خارج حدود الوطن؟ ام ليالي الانس هنا وهناك؟ قل لنا اما زلت تحذر من مغبة “الجنس على اليسار”؟ ”

محذراً إياه المساس بالعمالقة، لأنّه سيبقى وصمة عار على جبين العمل الصحافي، وسيبقى المرتزق الذي باع كل شيء، من أجل لا شيء.

اقرأ أيضاً: خريطة تقلّبات وليد جنبلاط من 1990 الى اليوم

ما بين خطورة ما نشرته الديار على لسان رئيس تحريرها، وما ردّ به رائد أبو شقرا في مقال ابتعد عن الموضوعية وبحث في الأمور الخاصة والشخصية، تظلّ الصحافة وحدها من يتاجر بها خمراً وقماراً وفتنة؟

فلا شارل هاجم بـ” موضوعية” جنبلاط، ولا رائد ردّ عليه بـ”أخلاقية.

السابق
شبكة IPS الإقليمية لمصانع الأدوية تحقق انجازان في مجال الأنشطة الصناعية في 14 شهرا
التالي
ياسر علي: يحذر من خطورة سياسة «الأونروا»