وليد جنبلاط (1\3): لا ديمقراطية ولا من يحزنون.. توريث وتوريث

جنبلاط
يَحضُر النائب وليد جنبلاط في الإعلام حتّى لتظنّ أنّه لا يغيب عن الشاشة إلا حين يكون نائماً. فهو شاغل الإعلام والسياسيين ومواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً بعد دخوله عالم التويتر، بمواقفه المتأرجحة يمينا ويساراً. كأنّه يود ضمنيّا أن يكون دوماً محور الإعلام؟ فما مدى تأثير صديقه اللدود نبيه بري عليه؟ وما هو سرّ إخراج تيمور إلى الواجهة الآن؟ وهل فعلا سيتقاعد؟ "جنوبية" تنشر تحقيقاً من ثلاث حلقات عن جنبلاط الأب والإبن والحفيد، عن الوراثة والديمقراطية، وربيع الدروز الموؤود، هنا حلقة أولى تليها الثانية غداً والثالثة بعد غد.

هل تجاوز وليد جنبلاط أزمة الستين العمرية التي تحدّث كثيرون عنها؟ تلك التي تصيب “آل جنبلاط، بعد موت كثيرين منهم في هذا العمر، أكثرهم قتلاً، وآخرهم والده الزعيم الوطني الراحل كمال جنبلاط؟

هل فعلا يريد التخلّي عن “الحكم” وعن “الزعامة”، ليوزّعها بين نجله تيمور، في “بيت جنبلاط” وبين “الشباب” في “الحزب التقدمي الاشتراكي؟

وهل فعلا كان يتوجّه إلى إعلان استقالته النيابية لينتخب الدروز ابنه خلفاً له، وريثاً شرعياً وبرلمانياً لوالده، تمهيدا لوراثة “الزعامة”؟ هو الذي هاجم آل الاسد في مرحلة سابقة، خلال بداية الثورة السورية، وقبلها في بداية الثورة الشبابيّة اللبنانية بُعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ذات آذار من العام 2005؟

فقد تبيّن لاحقاً أن هذا الذي ينتقد آل الاسد ليس بأفضل حالٍ منهم. فحافظ الأسد على الأقلّ تسلّم الحكم عن طريق الأحزاب، أو الانقلاب، أو السياسة أو العسكر… ولم يكن وريثاً كما وصل وليد جنبلاط بعد والده، وها هو يريد “توريث” كلّ شيء إلى ابنه تيمور.

يروي أحد القريبين من جنبلاط أنّه حين أوفد ابنه تيمور، وحده من دون أن يرافقه الأب وليد، لزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بريّ، وصديق عمر جنبلاط الأب، تمهيداً لأن يبدأ جولات سياسية من دون والده، علّق الأخير قائلا :”لا أقبل بـغياب وليد التام عن القيادة السياسية”. وقال برّي لاحقا لجنبلاط: “لا يوجد أحد في البلد غيرك لأعتمد عليه. على من تريدني أن أعتمد؟”. ويروي هذا القريب لـ”جنوبية”، من دون أن يتسنّى التأكّد من المعلومة، أنّ برّي أوحى حينها إلى النائب سليمان فرنجية، بعد زيارة تيمور إليه ومفاتحته في شأن استقالة وليد ليترشّح تيمور إلى المقعد النيابي في الشوف، أوحى لفرنجية: “أعلن نيتك ترشيح ابنك طوني بدلا عنك إلى المقعد النيابي في زغرتا.

بعدها قال برّي لجنبلاط ما معناه أنّ إجراء انتخابات في جزّين حيث هناك معقد شاغر، وفي الشوف لآل جنبلاط وفي زغرتا لآل فرنجية، أمر صعب جداً: “كنت عملت إنتخابات بكلّ لبنان وخلصت”. وهكذا أقفل برّي هذا الباب على جنبلاط، إيماناً منه بأنّه لا يزال مبكرا إعطاء الدور للشباب اليافعين، غير الناضجين، وأنّ البلد بحاجة لمن يتمتّعون بالخبرة، مثل جنبلاط وفرنجية، وليس إلى من هم أقلّ خبرة، مثل أبنائهم أو غيرهم.

فماذا يقصد جنبلاط بـ“فنعة” الديمقراطية التي حلّت عليه قبل سنوات، وبقراراته الجديدة؟

هناك ترجيحات بأن يستقيل في الأوّل من أيّار، لكنّ الذين يعرفون جنبلاط يدركون ماذا يعني ما كتبه على حسابه في “تويتر” قبل أيّام: “عند دفني سأستقبل المعزّين في المختارة”.

السابق
السنيورة: نحن مكشوفون بسبب عدم انتخاب رئيس
التالي
لماذا تم توقيف الشيخ بلال دقماق بعد عودته من تركيا؟