داعش مجلس القيادة، يقيناً أنّه عبارة رجالات استخباراتية فاخرة فوق العادة، و«داعش والقاعدة» تنظيمان يزخران بشباب تعلَّموا في معاهد ومدارس ومساجد وحلقات وكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الذي رأتْ فيه وزارة الاستعمارات البريطانية صيدَها الثمين، حيث واجه الدولة العثمانية الشرعية في بلاد الحجاز وفعل ما يفعله داعش بخصومه، وذلك حسب مذكّرات مستر همفر الجاسوس البريطاني، فنحن إذا استمعنا إلى تصريحات وأدبيات وخطابات وأدلة داعش فهي نفسها التي نقرأها في بعض كتب التراث.
إقرأ أيضاً:هل سيرحّب حزب الله بمشاركة إسرائيل في قتال داعش؟
فلماذا نعيب على داعش فعله؟ هذا يوجب علينا ان نقوم بعملية التنقية والتنقيح للتراث الديني حتى ننهضَ بالفكر الإسلامي نحو الإصلاح، فتنقية تراثنا ليس سهلاً، والفكر الداعشي ليس أجنبياً عنه، بل تلك الكتب هي المرشد الروحي له، وهنا دور مشيخة الأزهر والمجمّع الفقهي بمصر في عملية صيانة مرافق تلك المؤلَّفات وتخليصها من الآفات. فداعش هو الامتداد الطبيعي للمدرسة الوهابية التي من رحمها ولدت القاعدة والنصرة وأخواتها.
إقرأ أيضاً:جديد «داعش» إن صدق … طائرات مفخّخة؟
والنكسة أننا اتَّخذنا علماءَ أصناماً ممن يعتبرون رأيَهم مقدَّساً لا يقبل النقاشَ ولا يجوز المسُّ به. ونحن الآنَ نتلظى ونكتوي بنار فتاويهم التي لا تتناسب والعصر. فتسعين بالمئة من قاعدة ومقاتلي داعش هم ممن تتلمذوا على هذا الفكر والنهج الإلغائي والإقصائي والذي لا يصلحُ للعبادة والحكم والسلطة. فندعو إلى إعادة النظر في الكتب الدينية الشيعية منها والسنية، سواء كتب التفسير أو الفقه أو العقيدة والتي تسببت بأزمات سلبية أنتجتْ جيلاً تكفيرياً مسلوخاً عن واقعه وعدواً لمستقبله. فلا بد من التجديد في التأليف بعقلٍ وتفكير وفهم عصري للنص القرآني والنبوي الشريف. كما لا شك أنّ دولاً استثمرت الحالة الشاذة لداعش، وهي لا تُلام بقدر ما نحزن على غياب دور الأمراء والعلماء عن الساحة المستباحة.
إقرأ أيضاً: الحلف الإسلامي… السنّي