اتصال هولاند بفرنجية لإحباط العراقيل وتأكيد دعم المبادرة

القوى السياسية في حال استنفار على خطّين متوازيين، بين من يريد إنجاح التسوية الرئاسية واضعاً كلّ ثقله واتصالاته وعلاقاته من أجل تتويجها بانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً، وبين من يريد إسقاطها لاعتبارات مسيحية مختلفة، تحت غطاء ما يتردد عن "حلف ثلاثي جديد" لقطع الطريق على فرنجية. لكن اللافت في التطورات السياسية التي من شأنها ان تدفع المشهد الرئاسي نحو صورة أكثر وضوحاً في بحر الأسبوع المقبل، كان الاتصال "الرئاسي" الذي اجراه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع فرنجية، والذي انطوى على تأكيد غربي، يضاف إلى المباركة السعودية، على متابعة تفاصيل الملف الرئاسي لايصاله إلى النهايات المرسومة له.

في خطوة بالغة الدلالة السياسية على مؤشرات الرياح الدولية إزاء التسوية الوطنية، جاء اتصال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند غداة لقائه الرئيس سعد الحريري في الإليزيه برئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية متباحثاً معه على مدى 10 دقائق في آخر المستجدات والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.

إقرأ أيضاً: مباركة رعوية عربية ودولية لترشيح فرنجية

وبينما وصفت مصادر ديبلوماسية رفيعة في باريس لـ”المستقبل” هذه الدقائق العشر بأنها كانت “رئاسية” بامتياز، آثرت المصادر في المقابل عدم الخوض أكثر في فحوى الاتصال، مكتفية بالإشارة إلى أنّ هولاند توجّه إلى فرنجية بالقول: “نحن نبارك التقارب بين الأفرقاء اللبنانيين وندعم المبادرة الرئاسية المطروحة”، في إشارة إلى مبادرة الحريري لإنهاء الشغور والتي ارتفعت بموجبها حظوظ ترشيح فرنجية لتولي سدة رئاسة الجمهورية.

في المقابل، ذكرت “الحياة” أن هولاند اتصل بالبطريرك الراعي صباح امس. ووصفت المصادر أجواء المكالمة بأنها “كانت إيجابية جداً”، وقال هولاند للراعي إنه “يجب تشجيع روح الوحدة بين اللبنانيين وبين المسيحيين وموقع البطريرك مهم جداً لذلك، والرئاسة الفرنسية قررت بذل جهود للمساعدة على إنجاح التسوية، وهناك تساؤلات تبقى حول الموقف الحقيقي لإيران وحزب الله من هذه التسوية”.

توافرت معلومات لـ”النهار” ليلا وتحدثت عن عودة وشيكة للرئيس سعد الحريري الى بيروت رجحتها مصادر هذه المعلومات بين الثلثاء والاربعاء من الاسبوع المقبل بحيث سيكون ذلك بمثابة دلالة قوية على اعتزامه ادارة مسألة ترشيح سليمان فرنجية من بيروت واجراء الاتصالات واللقاءات السياسية مع كل الافرقاء من بيروت. ورجحت المصادر نفسها ان يعلن ترشيح فرنجية رسميا بين الثلثاء والاربعاء المقبلين.

إقرأ أيضاً: عون يتريّث ورياشي ينفي لـ «جنوبية » قرب زيارة جعجع للرياض

توقفت “الأخبار” عند تأكيد مصادر “تيار المستقبل” أن الحريري سيأتي إلى بيروت مطلع الأسبوع المقبل، لإصدار موقف علني يرشّح فيه خصمه اللدود إلى الرئاسة.

لقاء قريب بين عون ونصر الله لـ”تظهير الموقف المشترك

فرنجية عون

في حين لفتت مصادر مواكبة للاتصالات الداخلية الجارية في كل الاتجاهات الى ان الجميع يرصدون بترقب كبير حركة النائب العماد ميشال عون وموقفه المنتظر من التسوية التي رفعت لواء ترشيح فرنجية باعتبار ان موقف العماد عون صار يمثل أكثر فأكثر حجر الرحى في تقرير وجهة التسوية سلبا او ايجابا، أبلغت المصادر “النهار” ان هناك حديثا عن لقاء متوقع للعماد عون والامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله لتظهير الموقف المشترك من الاستحقاق الرئاسي.

وأشارت مصادر المعلومات لـ”اللواء” إلى أن التيار العوني الذي ما يزال مراهناً على دعم حزب الله لرئيسه لا يستعجل إطلاق المواقف القاطعة، لكنه يتجه للطلب من سمير جعجع الذي من الممكن أن يلتقي الأسبوع المقبل البطريرك الراعي، في ظل عدم وضوح إمكان زيارته للمملكة العربية السعودية بعد أن تراجع هذا الاحتمال، دعم ترشيح عون، فيكون رئيس تكتل “الاصلاح والتغيير” في مواجهة رئيس تيّار “المردة” الأمر الذي يعقد الموقف الانتخابي، ويجعل إمكان توفير النصاب في جلسة 16 كانون مسألة مشكوك فيها إذا ما أصرّ حزب الله على عدم فك ارتباطه بالمرشح العوني، لا سيما بعد إعلان أمينه العام السيّد حسن نصر الله أكثر من مرّة أن مسألة دعم عون للرئاسة هي مسألة أخلاقية قبل أي اعتبار آخر.

إقرأ أيضاً: فرنجية من منزل جنبلاط مصعّدا: لن أقبل برفضي لمجرّد الرفض!

السابق
كيف سيكون طقس نهاية الأسبوع؟
التالي
زلزال بقوة 1،7 درجات في جنوب المحيط الهندي