فرنجية مرشح «سوريا بوتين» وليس سوريا الاسد!

سليمان فرنجية
ليس من المبالغة بمكان ربط مبادرة الحريري بمجريات الاحداث وبالمتغيرات الحاصلة، أو التي يعمل على حصولها على الساحة السورية، فالتداخل التاريخي بين لبنان وسورية هو من المسلمات البديهية التي تفرضها الوقائع الجيوسياسية.

إن مقاربة مبادرة الحريري وقبوله المعلن باسم سليمان فرنجية كمرشح رئاسي، لا يمكن فصلها عن إطار ما يحكى من تسوية شاملة للمنطقة ككل.

اقرأ أيضاً: تسوية سليمان فرنجية

المتغير الأبرز في هذا السياق والذي فرض تحولاً كبيرًا في مسار الأزمة السورية هو التدخل الروسي المباشر، وإمساك فلاديمير بوتين لكامل هذا الملف ومتعلقاته، بحيث تحولت سوريا ونظامها ومتعلقاتها التي يعتبر لبنان واحدة منها الى ورقة روسية بامتياز، وأصبحت الوصاية الروسية وحدها هي المقرر النهائي.

من هنا كان المتضرر المباشر الأول من امساك روسيا للورقة “السوري لبنانية ” بشقها الممانع، هو النفوذ الايراني الذي انهكته سنين الحرب واستنزفته المشاركة المباشرة بالقتال هناك، لدرجة أن إيران لم تعد مستعدة لدفع المزيد من الخسائر والاموال في خدمة هذه الحرب المدمرة بدون أي أفق، وهذا ما يؤكد عليه مقربون من حزب الله على لسان الأمين العام للحزب في إحدى الجلسات الخاصة مع مجموعة من الكوادر العسكرية، وفي معرض الاجابة عن سؤال حول التدخل الروسي وموقف الحزب منه فكان الرد: “خلي الروس يحملو عنّا الموضوع السوري بريحونا … ”

صحيح أن الايراني هو الخاسر المباشر، ولكن هذا لا يعني بأنه يسعى الى الاستمرار في البقاء داخل المطحنة السورية، أو أنه لا يرغب بتسليم اللواء الى “القيصر فلاديمير” ليتولى ادارة هذا الملف المعقد، على الاقل هذا هو توجه “الدولة” الايرانية وخيار الشق الاصلاحي فيها، وأن كان للحرس الثوري رأي مختلف عبّر عنه قائد الحرس منذ فترة.

سعد الحريري سليمان فرنجية

بالعودة الى مبادرة الحريري وتسمية سليمان فرنجية كمرشح رئاسي، فإنها تأتي ضمن الجهود الحثيثة التي يعمل لأجلها الروسي منذ اليوم الاول لتدخله، وبحثه المستميت على تسوية سياسية تنقذه من الغرق أكثر في الوحول السورية على غرار تجربة شريكه الايراني، ومن هنا أيضا يمكن فهم ما يقال عن رضى سعودي حولها، لأنها بالمنظور السعودي تأتي في إطار تكريس الدور الروسي على حساب الغريم الايراني، بالخصوص اذا ما اعتبرت كمؤشر أوّلي لتسوية كبرى يعمل على انضاجها في الاروقة الدولية، وتؤدي بالخاتمة الى الاطاحة ببشار الاسد.

اقرأ أيضاً: فلاديمير بوتين … قيصر عربي جديد!

ان سوريا تحت الوصاية الروسية، والتي اصبحت تعتبر عبئاً ثقيلا على الايراني بعد مرحلة الاتفاق النووي، هي ليست سوريا الأسد حتما، وإن أيّة تسوية في سورية أو في لبنان يجب مقاربتها من هذه الحيثية الجديدة، وبالتالي يجب اعتبار سليمان فرنجية هو مرشح هذه السورية الجديدة، على عكس ميشال عون الذي لا يزال يعتبر مرشح سوريا الأسد الذاهبة الى الزوال والذاهب هو معها .

السابق
لماذا أغاظت «صفقة التبادل» الممانعين وأخرجتهم عن طورهم؟!‏
التالي
استنطاق العسكريين الأسرى… ومهزلة الاعلام اللبناني!